1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

البابا يدعو إلى إحياء الإيمان من أجل عالم أفضل

غادر البابا ألمانيا عائداً إلى روما بعد زيارة استغرقت أربعة أيام أحيا خلالها الملتقى العالمي للشبيبة في مدينة كولوينا. وقد انتهت أعمال الملتقى اليوم الأحد بقداس دعا فيه إلى عالم تسوده المحبة والتسامح.

https://p.dw.com/p/74j5
البابا وسط المشاركينصورة من: AP

بعد زيارة استغرقت أربعة أيام لمسقط رأسه ألمانيا غادر البابا بينيدكت السادس عشر بلاده عائداً إلى روما حيث مقر الفاتكيان. وقد أحيا قداسته خلال الأيام المذكورة فعاليات الملتقى العالمي للشبيبة الذي أقيم في مدينة كولونيا. وشكل ذروة هذه الفعاليات قداس أقيم أمس الأحد 21 أغسطس/ آب في المدينة بمشاركة مليون شخص من مختلف أنحاء العالم. وخلال هذا الحدث دعا البابا شباب العالم إلى التمسك بالإيمان وإحيائه وعدم استغلاله. كما دعاهم للعمل من اجل عالم أفضل تسوده المحبة والتسامح بما ينسجم وتعاليم الأديان. كما أعلن في القداس أن ملتقى الشبيبة العالمي القادم سيكون في مدينة سدني الأسترالية عام 2008.

أنشطة متنوعة

BdT: Weltjugendtag - Papst Benedikt XVI. besucht die Synagoge von Köln, Geschenk Schofar
البابا بينيدكت أثناء لقاءه مع ممثلين عن الطائفة اليهودية في ألمانياصورة من: dpa

ولم تقتصر زيارة البابا الذي يمثل رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم إلى مسقط رأسه ألمانيا على إقامة الصلوات وحسب، فقد تخللها أنشطة أخرى تضمنت لقاءه مع ممثلي الكنائس الأخرى غير الكاثوليكية. كما قام بزيارة الكنيس اليهودي في كولونيا. ومن هناك ناشد اليهود والمسيحيين للعمل من أجل العيش في عالم أفضل يسوده السلام والوئام بين معتنقي الديانات المختلفة. وقال البابا إبان زيارته التاريخية للكنيس: "علينا ألا ننظر فقط إلى الماضي المؤلم وإنما التطلع بتفاؤل إلى مستقبل مشرق كذلك". وعلى صعيد آخر التقى قداسته أمس كبار المسؤولين الألمان وفي مقدمتهم المستشار غيرهارد شرودر والرئيس هورست كولر وزعيمة المعارضة انجيلا ميركل. كما التقى ممثلي أهم المنظمات الإسلامية في ألمانيا.

بطلان نظرية الصراع

Papst empfängt deutsche Muslime
البابا خلال لقاءه ممثلي المنظمات الإسلامية في ألمانياصورة من: AP

وخلال لقاءه مع ممثلي المنظمات الإسلامية دعا قداسته المسلمين والمسيحيين إلى العمل معاً للقضاء على الإرهاب. وفي هذا السياق اشتكى قداسته من استخدام الدين لإغراض ضريرة من قبل إرهابيين يريدون إشاعة الخوف في العالم. وتعرض البابا في حديثه إلى تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية معتبراً أنها لم تقم دائماً على التفهم المتبادل. ولذا والكلام للبابا لا بد من الجانبين الانتباه هذه الأيام إلى أنه لا بد من تجاوز أخطاء الماضي من خلال تجنب ارتكاب أعمال شريرة باسم الدين مجدداً.

بدوره أكد ريدفان كاكير رئيس الاتحاد الإسلامي التركي DITIB وهو أكبر منظمة إسلامية في ألمانيا خلال اللقاء على أهمية الحوار بين الأديان معتبراً أن ذلك يؤكد بطلان نظرية الصراع بين الحضارات. وأضاف أن رغبة تركيا بدخول الاتحاد الأوروبي برهان على إمكانية تعايش مختلف الثقافات بشكل سلمي. وطالب نديم الياس رئيس المجلس الأعلى للمسلمين وهو إحدى المنظمات الإسلامية الرئيسية في ألمانيا بفتح صفحة جيدة من الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية. وأمل الياس بأن يشمل ذلك مختلف الجوانب التي تهم الطرفين. وأضاف أن ذلك ضروري ليس فقط بسبب كفاحنا ضد العدو المشترك المتمثل بالإرهاب وإنما بسبب إيماننا بالله والالتزامات المترتبة علينا من خلال ذلك.

لقاء ذو دلالات كبيرة

Nadeem Elyas, Vorsitzender des Zentralrats der Muslime in Deutschland Porträtfoto
نديم الياس رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانياصورة من: dpa

وفي حديث أجراه موقع دويتشه فيلّه مع الدكتور الياس قال بأن اللقاء هو بمثابة مؤشر هام في تاريخ علاقة المسلمين بالمجتمع الألماني وبالكنيسة الكاثوليكية. على صعيد آخر يحمل اللقاء دلالات كبيرة بعد مجمع الفاتيكان الثاني الذي رتب أواصر العلاقات التي تربط المذهب الكاثوليكي بالديانات الأخرى و مع الإسلام بصورة خاصة. كما يحمل مثل هذه الدلالات على ضوء مواقف البابا السابق يوحنا بولس الثاني التي كانت تتسم بكل التقدير والاحترام تجاه الدين الإسلامي الحنيف. وفي حوار مع بيتر هاينه أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة برلين، أكد هاينه على أهمية اللقاء كونه يجسد مواقف الفاتيكان من الحوار مع الديانات السماوية، لاسيما الإسلام، وهنا لا بد من التذكير بأن بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني هو أول صاحب كرسي رسولي زار مسجد إسلامي هو المسجد الأموي في دمشق.

دويتشه فيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد