1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سرعة بالتطعيم ضد كورونا في إسرائيل لكن ماذا عن الفلسطينيين؟

٦ يناير ٢٠٢١

تتصدر إسرائيل قائمة الدول التي لديها أسرع معدل تطعيم ضد فيروس كورونا، لكن اللقاح لايزال غير متوفر للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. فما هي الاستراتيجية الإسرائيلية في التطعيم؟ ومتى سيتم تطعيم الفلسطينيين؟

https://p.dw.com/p/3nawG
إمرأة بدوية تتلقى لقاحا ضد كورونا في مركز للتلقليح قرب مدينة بئر السبع
إسرائيل تتصدر قائمة الدول التي لديها أسرع معدل تطعيم ضد كورونا لكن اللقاح لم يصل للضفة الغربية وغزة بعد!صورة من: Tsafrir Abayov/AP/picture alliance

بعد أسبوعين فقط من بدء حملة تطعيم سكانها ضد كورونا، تصدرت إسرائيل قائمة الدول التي لديها أسرع معدل تطعيم ضد الفيروس، لتصبح بذلك في دائرة الاهتمام العالمي. وبحسب وزير الصحة الإسرائيلي يولي إيدلشتاين ، تلقى حوالي 1,37 مليون إسرائيلي (حتى الخامس من 5 كانون الثاني/يناير 2020) الجرعة الأولى من لقاح بيونتيك-فايزر.

ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جعل نجاح حملة التلقيح نجاحاً على الصعيد السياسي أيضاً، إذ كتب على تويتر أن إسرائيل أصبحت "بطلة عالم" في التطعيم، مقارنة بدول أخرى. ويريد نتنياهو أن تتم إعادة انتخابه مع حزبه الليكود في الانتخابات المبكرة في آذار/مارس القادم، ولذلك وعد مواطنيه بأن إسرائيل قد تكون أول دولة تتخلص من الجائحة، طالما يتلقى المواطنون اللقاح.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أمنت عدة ملايين من جرعات لقاح بيونتيك-فايزر، ولكن يتم تسليمها تدريجياً. كما وافقت وزارة الصحة الإسرائيلية، يوم الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/يناير) على لقاح شركة موديرنا الأمريكية، وسيتم تسليم اللقاح في الشهرين المقبلين.

تقول أستاذة الصحة العامة في جامعة حيفا، ديان ليفين: "هناك استعداد في المجتمع للخروج من الوضع (الحالي) والشعور بشيء من السيطرة على الحياة"، وتضيف: "اللقاح مثل تعبير مجازي، ليرى الناس أننا نقوم بخطوات كبيرة للخروج من جائحة كورونا".

تشديد الإغلاق
لكن البلد يعاني في نفس الوقت من ارتفاع مطرد في حالات الإصابة بفيروس كورونا. وأودى الفيروس بحياة 3445 شخصاً في إسرائيل حتى الآن، ولذلك سيتم تشديد الإغلاق الثالث على مستوى البلاد، والذي تم فرضه مؤخراً.

وحذر وزير الصحة يولي إيدلشتاين من أن "التطعيم يكتمل فقط بعد أسبوع من تلقي الجرعة الثانية من اللقاح. وفي غضون ذلك، تزداد معدلات الإصابة"، مضيفاً أن الأمر يتطلب "إغلاقاً قريباً وشاملاً".

ويشير خبراء الصحة إلى المساحة الصغيرة للبلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي تسعة ملايين نسمة فقط كأحد أسباب التطعيم السريع على مستوى البلاد. يضاف إلى ذلك توافر اللقاحات والنظام الصحي الرقمي.

ويجب أن يكون كل مواطن في إسرائيل مسجلاً في إحدى شركات التأمين الصحي الأربع التي تدير عيادات شاملة بنفسها. ويتم تنفيذ حملة التطعيم من خلالها ومن خلال المستشفيات ومراكز التطعيم التي تم إنشاؤها خصيصاً لذلك، والتي تعمل على مدار الأسبوع.

وتوضح ديان ليفين، مديرة قسم التثقيف الصحي في "كلاليت"، وهي إحدى شركات التأمين الصحي الإسرائيلية، بالقول: "النظام الصحي يمتد على نطاق واسع للغاية، بحيث يكون لكل حي، وكل بلدة صغيرة عيادتها الخاصة"، وتضيف: "في نفس الوقت هناك نظام صحي مركزي، كل شيء مرتبط ببعضه البعض".

وتكون أولوية تلقي اللقاح في البداية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، والعاملين في المجال الطبي والأشخاص من الفئات المعرضة للخطر. ومع ذلك، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي قصص عن شباب حصلوا على جرعات فائضة، كانت ستصبح لولا ذلك غير قابلة للاستخدام.
السلطة الفلسطينية تفرض حظر تجول
لكن ليس من الواضح متى ستبدأ حملة التطعيم لنحو خمسة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، وسط ارتفاع معدلات الإصابة فيهما في الأشهر الأخيرة.

وفرضت السلطة الفلسطينية في رام الله حظر تجول ليلي. ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، توفي أكثر من 1600 شخص حتى الآن بسبب فيروس كورونا. وأثارت الأعداد الكبيرة في الإصابات والتقارير عن حملة التطعيم في إسرائيل المجاورة نقاشاً بين الفلسطينيين حول موعد بدء التطعيمات هناك أيضاً.

وتتزايد الضغوط على السلطة الفلسطينية المتعثرة مالياً لتأمين اللقاحات من الدول وشركات الأدوية. يقول د. ياسر بوزية، مدير الصحة العامة في وزارة الصحة الفلسطينية: "نبذل قصارى جهدنا للحصول على لقاح ولدينا طلبات لدى العديد من شركات الأدوية"، ويتابع: "لا يوجد جدول زمني، لكن من المتوقع أن تصل الشحنات الأولى في نهاية شباط/ فبراير أو بداية آذار/ مارس".
العفو الدولية تدعو إلى توفير لقاحات للفلسطينيين
تعتمد السلطة الفلسطينية بشكل أساسي على مشاركتها في برنامج خاص لمنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI). ويهدف ما يسمى ببرنامج "كوفاكس" إلى ضمان حصول البلدان ذات الأقل دخلاً على كمية كافية من اللقاحات. وتشارك 92 دولة في البرنامج، في انتظار موافقة منظمة الصحة العالمية الطارئة على اللقاحات قبل أن يبدأ توزيعها بشكل تدريجي.

يقول رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في القدس، جيرالد روكينشاوب: "لا نعرف بالضبط متى ستكون اللقاحات متوفرة، لأن العديد من اللقاحات المحتملة لا تزال قيد الدراسة، والدراسات السريرية واسعة النطاق لاتزال مستمرة"، ويضيف: " نتوقع أن يكون ذلك في بداية أو منتصف عام 2021".

وفي رسالة مفتوحة، ناشدت عدة منظمات حقوقية إسرائيلية مؤخراً الحكومة الإسرائيلية بتأمين اللقاحات للفلسطينيين. من جانبها، دعت منظمة العفو الدولية إسرائيل إلى توفير اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرة إلى أن القانون الدولي يلزمها بذلك.
وقالت المنظمة يوم الأربعاء (السادس من كانون الثاني/يناير 2021) إن على إسرائيل "التوقف عن تجاهل التزاماتها الدولية كقوة محتلة وأن تتصرف على الفور لضمان توفير لقاحات كوفيد -19  بشكل متساو وعادل للفلسطينيين الذين يعيشون تحت احتلالها في الضفة الغربية وفي قطاع غزة".

وحتى ساعة إعداد هذا التقرير لم يرد المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية الإسرائيلية ولا وزارة الصحة على طلب لـDWعربية للتعليق على بيان منظمة العفو الدولية.

لكن في الجانب الإسرائيلي يقال إنه يمكن أن يتم إرسال جرعات زائدة محتملة للقاح إلى الفلسطينيين، حالما ينتهي تطعيم سكان إسرائيل. ويشير مراقبون إلى أن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل نفسها، إذ يأتي مئات العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل أو يعملون في المستوطنات الإسرائيلية كل يوم.
تانيا كريمر/م.ع.ح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد