1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التغيير في تونس في مرآة الصحافة الألمانية

١٥ يناير ٢٠١١

ركزت الصحف الألمانية الصادرة السبت على التطورات الجارية في تونس لاسيما بعد أن دفعت الاحتجاجات الدموية زين العابدين بن علي إلى مغادرة البلاد، مؤكدة على أن هذه التغييرات تعد فرصة حقيقية لأوروبا لدعم المجتمع المدني في تونس.

https://p.dw.com/p/zxxA
صورة من: picture-alliance/dpa

في تناولها للتغييرات في تونس بعد مغادرة زين العابدين بن علي أعتبرت صحيفة ميتل دويتشه تسايتونغ الصادرة في مدينة هاله أن "الوقت مازل مبكرً للإحتفال، لأن هناك أسئلة مهمة ما زالت من دون إجابة حتى الآن: كيف ستسير الأمور الآن؟". وتسألت الصحيفة عن مدى "إشراك المعارضة في حكومة انتقالية، إجراء انتخابات مبكرة، سيطرة الجنرالات، الإصلاحات الديمقراطية، لاسيما وأن الرسالة التي وجهتها حركة الاحتجاجات التي نزلت إلى الشارع لا تقبل اللبس: الشعب لم يعد يثق بوعود الحكومة. إنه يريد بعد 23 عاماً من دكتاتورية الحديد والنار أكثر من الكلمات الدافئة، إنه يريد تغييراً جذرياً للأوضاع".

من جهتها علقت صحيفة راين نيكار تسايتونغ الصادرة في مدينة هايدلبيرغ بالقول:

"إن توق الحشود الواسعة للحرية والعدالة أنتصر مرة أخرى على قمع الدكتاتورية. تحدى الشعب التونسي سلطة الأجهزة الأمنية وفاز في اختبار القوة على رئيسه بن علي. وكل التنازلات، التي أُجبر عليها الحاكم المستبد في نهاية الأمر، جاءت متأخرة، لأن الاحتجاج كان يتوجه بشكل متزايد نحو شخص الحاكم، الذي كان يتحمل بشكل قطعي المسؤولية عن مشاكل هذا البلد. ولم يستطع بن علي أن يجسد بداية جديدة جديرة بالتصديق. والآن سيتمتع التونسيون للمرة الأولى بطعم التغطية الإعلامية الخالية من الرقابة، وربما بطعم الانتخابات النزيهة الحرة أيضاً. لكن يبقى من غير الواضح تماماً بعد، كيف ستسير الأمور بعد ذلك، إذ لا تكاد توجد قوى معارضة في هذا البلد. كما لا يمكن لأي حكومة جديدة أن تقوم في ليلة وضحاها بالتغلب على المشاكل الاجتماعية في هذا البلد، التي أطلقت الشرارة الأولى لحركة الاحتجاجات. إذن سيكون الأمر مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمدى صبر التونسيين على حدوث تغييرات. وفي هذا لا يمكن للمرء إلا أن يأمل في عدم انخداعهم بالوعود الكاذبة للجماعات الإسلاموية، التي يمكن أن تتزاحم على تونس بحجة المنقذ المفترض".

أما صحيفة زود دويتشه تسايتونغ فعلقت بالقول:

"أصبح التونسيون يسمون الرئيس زين العابدين بن علي تندراً "تشاوتشيسكو الكثبان الرملية"، لأن سلطته بدت لا تختلف عن دكتاتورية رومانيا الصلبة التي كانت لا تتزعزع آنذاك. تحدث بن علي بعد الاضطرابات الدامية عن "الديمقراطية"، كما تحدث عنها عند توليه منصبه قبل 23 عاماً. لكن بعد فترة قصيرة من الانفتاح جعل رجل المخابرات السابق من بلاده دولة بوليسية بكل المقاييس. ولطالما كرر بن علي القول: أن أعلم بكل شيء ومطلع على كل مجريات الأمور"، لكن يبدو أنه لم يكن يعرف أن شعبه قد ضاق ذراعاً بنظامه".

وعلقت صحيفة تاغستسايتونغ على التغييرات الجارية في تونس قائلة:

"كان الطلاب والمثقفون والعمال والفنانون والأمهات والآباء هم من جعل النظام التونسي يتداعى. إن من ثار عليه هو المجتمع بأكمله، مجتمع أصيب بالضعف بسبب عقود من القمع، لكن أفراده يتمتعون بتعليم عال، مجتمع متنور ومطلع على الكثير من الأشياء بفضل وسائل الإعلام الجديدة (...).

وما يلفت الانتباه هنا، كم صمت ساسة أوروبا والمفوضية الأوروبية على القمع في تونس. وطالما ساد الهدوء في البلد، لم يهتم أحد في أوروبا با لوجه القبيح لهذه الدكتاتورية. وجُمل هذا الوجه من أجل ضمان سير الصفقات والاستثمارات. وكانت فرنسا وإيطاليا وألمانيا تراعي علاقاتها الاقتصادية الجيدة بتونس (...). أما الآن فيجب على أوروبا أن تدعم المجتمع المدني، ليس من أجل إنصاف مبادئها المتعلقة بالديمقراطية والحرية فقط، بعيداً عن حرية التجارة، بل لأن ذلك يعد بمكاسب سياسية أيضاً. ومن خلال هذا فقط يمكن "لفناء أوروبا" أن ينعم بالهدوء. كما أنه سيكون لذلك تأثير دلالي في المنطقة بأكملها، من المغرب إلى سوريا".

إعداد: عماد مبارك غانم

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات