1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجامعات الألمانية تروّج لاستقطاب الطلاب من دول الخليج

تقود الجامعات الألمانية حملات ترويجية في دول الخليج العربي بغرض استقطاب الطلبة العرب الراغبين في الدراسة فيها. ولكن هل تستطيع الجامعات الألمانية منافسة نظيراتها البريطانية والأمريكية في هذا المجال؟

https://p.dw.com/p/6W6s
العلم "المادة الخام" بدلاً من النفطصورة من: AP

يقول البروفسور جاواهر دوريسوامي رئيس كلية جامعية في الهند بنوع من السخرية "عندما يريد الأوروبيون الترويج للدراسة في بلادهم، فإنهم يواجهون مشكلتين هما اللغة والثقافة." وفي محاولة منه لشرح ما يفكر فيه الجيل الشاب يضيف "تعلم اللغة الألمانية من أجل الكفاح للحصول على شهادة جامعية من ألمانيا لا بد أن يكون صعباً. كما أن الجيل الشاب لا يحب مثل هذه التحديات الصعبة."

يعمل البروفسور دوريسوامي في التسويق الجامعي. وفي معرض الخليج السابع عشر للتعليم والتدريب (Getex) في الإمارات العربية المتحدة ينافس البرفسور مئات من مندوبي الجامعات الأخرى لإستقطاب أبناء وبنات الإمارات. ويشعر المرء أثناء تجوله في المعرض وكأنه في سوق تجاري. مضيفات يرتدين الحجاب وأخريات مكشوفات الرأس يوجهن ويصحبن الزوار الراغبين في الدراسة إلى أجنحة المعرض المختلفة، حيث ينتظرهم موظفو المبيعات. ويتصدر البريطانيون العارضين الذين يروجون لجامعاتهم ومراكزهم التعليمية، وترى أيضاً الأستراليين والهنود، بالإضافة إلى الأمريكيين الحاضرين في كل مكان، تجد هؤلاء جميعاً يروجون ويمدحون جامعاتهم. أما الأوروبيين غير الناطقين باللغة الإنجليزية فتجد حضورهم متواضعاً نسبياً.

نبيذ لذيذ، نسوة جميلات، حضارة فرنسية

Weinglas und Karaffe
نبيذ باريسيصورة من: Bilderbox

"السعوديون على سبيل المثال يظهرون اهتماماً كبيراً لما نسميه ثقافة." هذا ما قاله الفرنسي السيد إتين كازان وقد بدا الامتعاض ظاهرا على وجهه. أما زميلة كازان في المعرض فقالت "لابد أن تكون تلك الاعتقادات السائدة هي التي تدفع الشباب المسلم للدراسة في فرنسا، فهم يعتبرون فرنسا بلد النساء الجميلات والنبيذ اللذيذ." وبهدف الدعاية لجامعة ولاية بادن ـ فورتيبيرغ في جنوب غرب ألمانيا والتي تتميز بالتقنية العالية، استخدم الألمان شعارات ترويجية مثل "هل تستطيع نطق كلمة Baden-Württemberg ؟"، ولكن الغالبية ممن أعمارهم ما بين السادسة عشرة والعشرين كانوا يستصعبون ذلك ويتابعون السير إلى جناح آخر."

السوق العالمي للشهادات الجامعية الدولية أصبح ومنذ وقت طويل أكثر حيوية وديناميكية. فمثلاً من خلال مؤسسات كالكلية الدولية (SIT) في ماليزيا والتي تعد بمثابة سوبرماكت (سوق) أكاديمي وتروج لشهادات دبلوم مزدوجة. وتقدم برامج دراسية مطابقة لما تقدمه مؤسسات جامعية تعليمية مشهورة مثل "London School of Economics". أما الأخيرة والمعروفة بتخريجها أجيالاً من مستشاري الحكومات في قطاع الاقتصاد فإنها تقوم إلى جانب اختيار الطلبة بوضع المنهاج والخطط الدراسية وتضعها تحت تصرف المقاول التابع لها كالكلية الدولية (SIT). وبينما تجري عملية التعليم في ماليزيا، تجري الامتحانات النهائية للحصول على درجة البكالوريوس في العلوم الإدارية في لندن.

العلم "مادة خام" بدلاً من النفط

Dubai Stadt, Vereinigte Arabische Emirate
دولة الإمارات العربية المتحدةصورة من: AP

وتقدم فيكي تيو ممثلة (SIT) في المعرض درجات بكالوريوس أمريكية واسترالية، وذلك بالقرب من كوالا لمبور. أما تكلفة الدراسة للحصول على هذه الدرجات فتصل إلى حوالي 10 آلاف دولار أمريكي لا تشمل نفقات الطعام والسكن. أما مؤسسة "Peoples Education Society" والتي يعمل فيها البروفسور الهندي فتقدم هي الأخرى، على سبيل المثال شهادة بكالوريوس لمدة أربعة أعوام في مدينة بنغالور وتبلغ تكلفتها حوالي 18 ألف دولار أمريكي لا تشمل هي الأخرى نفقات الإقامة والسكن.

ولا يبدو السوق العالمي للشهادات الجامعية مزدهراً، كما هو عليه الآن في الإمارات، حيث يتواجد أبناء الأغنياء من أبناء البلد والراغبين في الدراسة. وتريد حكومة الإمارات العربية المتحدة الاستفادة من هذا الثراء للاستغناء عن النفط في المستقبل والذي يعتبر محرك الاقتصاد الرئيس في البلد. وفي هذا السياق قال وزير التعليم لدولة الإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان "أننا نسعى لاستبدال مادة النفط الخام بمادة العلم الخام."

الإمارات البلد الصغير الذي يبلغ عدد سكانه 3.2 مليون نسمة فقط يستثمر أيضاً في مشاريع تعليمية للمستقبل. ففي "الكليات التقنية العليا " في أبو ظبي، إحدى ثلاث جامعات حكومية، لا تسمع أصوات أجهزة "المودم" المربوطة بالكوابل لخدمة الإنترنت، إذ أن الحرم الجامعي يحتوي على شبكة انترنت لاسلكية متطورة. ويستطيع الطلبة استخدام الإنترنت في أي مكان يريدون في الحرم الجامعي وذلك من خلال استخدام أجهزة الكمبيوترات النقالة (Laptops).

منطقة تجارة حرة للجامعات

وتحاول إمارة دبي استقطاب أكبر عدد من الجامعات الدولية في منطقة حرة. وتقدم الإمارة برنامج تسهيلات يشمل إعفاءً من الضرائب لمدة 50 عاماً. ويتمثل هذا في المشروع الجاري تنفيذه وهو مشروع "جامعات دبي للمعرفة". باستطاعة أي جامعة دولية الانتقال إلى "قرية دبي للمعرفة" وبالتالي الاستفادة من البنية التحتية الممتازة والمنشئات الجاهزة التي يقدمها المشروع. وقامت "قرية دبي للمعرفة" بتوفير حوالي 22.000 فرصة عمل وذلك منذ عام 2003 ويبلغ عدد الجامعات المتواجدة هناك 14 جامعة. وعبر الدكتور عبد الله الكرم المدير التنفيذي للمشروع عن عدم رضاه التام حيث قال: "نحن لحد الآن لا نصنع العلم، نحن بحاجة إلى بحث العلمي."

أما الجامعات الألمانية فكانت هي الأخرى حاضرة في المعرض وقامت مؤسسة التبادل الأكاديمي الألمانية (DAAD) بتنظيم الحملة الترويجية لها. وبينما كانت أغلبية الجامعات الدولية تركز على تسويق والترويج لدراسات جيدة وسهلة، قامت الجامعات الألمانية بتقديم نفسها كجامعات بحثية. فمثلاً قامت جامعة هاله ـ فيتنبيرغ بتسويق نفسها من خلال دراسة نخصص "هندسة المياه" وقامت جامعة أولم بتقديم تخصص بشهادة الدكتوراه في الطب النووي. وقام البروفسور الكيميائي فولفغانغ شبورا من جامعة براندينبورغ التقنية كوتبوس بإجراء بعض التجارب الكيميائية في أرض المعرض. أما الزائرون فقد وقفوا في حيرة أمام "مصفاة الفحم الضخمة" من ألمانيا التي يمكن بواسطتها تنقية الماء الملوثة بالنفط. وقال البروفسور شبورا للزائرين " نحن نعرض عليكم هنا ما يمكن لطالب من الإمارات تعلمه في ألمانيا: ألا وهي التقنية."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد