1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجامعات الجزائرية نخبة المجتمع أم الشارع يقودها؟

١١ أبريل ٢٠١١

تتواصل في الجامعات الجزائرية منذ بضعة أشهر حالة احتقان شديدة، تنذر بمصير مجهول للسنة الدراسية. وقد هدد الطلاب بالتوجه في مسيرة"ضخمة" إلى قصر رئيس الجمهورية على غرار احتجاجات خاضتها قطاعات اجتماعية أخرى في البلاد.

https://p.dw.com/p/10pvz
صورة لاحتجاجات الطلاب في الجزائر خلال شهر مارس/آذار الماضيصورة من: DW

قرر طلاب المعاهد والجامعات الجزائرية الاستمرار في إضرابهم المفتوح، وتنظيم مسيرة طلابية "ضخمة" سلمية تنطلق من البريد المركزي في اتجاه قصر الرئاسة بالمرادية يوم الثلاثاء ( 12 ابريل/نيسان 2011)، احتجاجا على نتائج أعمال الندوة الوطنية لرؤسات المؤسسات الجامعية في 27 مارس/آذار الماضي وسياسات الوزارة التي يصفونها ب"العرجاء" في مواجهة مشاكل قطاع التعليم في الجامعات.

وناشد عدد من الطلاب المحتجين، الذين تحدثوا مع لدويتشه فيله، وزير التعليم العالي بإنقاذهم من شبح السنة البيضاء، والإسراع في الاستجابة لمطالبهم المشروعة، خاصة ما تعلق بنقطة المعابر بين النظامين الكلاسيكي والجديد LMD والتطابقات. ومن جهته ألقت الوزارة باللوم على "أطراف سياسية" لم تسميها واتهمتها بمحاولة "تسييس الجامعة".

ووسط إحتدام الجدل والتوتر في الجامعات الجزائرية، يخشى الطلاب وأسرهم على مصير السنة الدراسية إذ بات شبح سنة بيضاء يلوح في الأفق.

الوزارة تتهم جهات حزبية بتسيس الجامعة

Algerien Studenten Proteste
كلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر 2صورة من: DW

وقد اعتبر وزير التعليم العالي و البحث العلمي رشيد حروابية، الاحتجاجات التي يقوم بها الطلاب منذ أكثر من شهرين غير مبررة، لأن المرسوم رقم 10/315 تم إلغائه من قبل رئيس الجمهورية، وهو في الأساس لم يأتي بأي تغيير في تصنيف الشهادات ولا يلحق الضرر بأحد. وقال حراوبية في مؤتمر صحافي "أن سقف مطالب الطلاب يتوسع كل مرة لدرجة أصبحت تهدد بحدوث شرخ بين طلبة النظام الكلاسيكي، و طلبة النظام الجديد" و أضاف" ان بعض المطالب تجاوزت السقف البيداغوجي" و هو ما تم تفسيره على انه اتهام ضمني لجهات سياسية تقف وراء هذه الحركة الاحتجاجية، و تحاول خلق الفوضى و التوتر داخل الحرم الجامعي، كما يقول مسؤولون في الوزارة.

ومن جهته، أكد رئيس جامعة الجزائر 2 الدكتورعبد القادرهني في حوار مع دويتشه فيله بأن الوزارة استجابت لانشغالات الطلبة بخصوص إلغاء المرسوم الرئاسي 10/315، وثمنت شهادة مهندس الدولة المحصل عليها، سواء في المدارس العليا أو الجامعات أو المراكز الجامعية مع تأكيد الإبقاء على تكوين الماجستير وفتح فروع أخرى جديدة بالنسبة لخريجي النظام الكلاسيكي إلى غاية تلاشيه بصفة طبيعية، كما تم تسجيل صياغة نصوص تحكم المعادلات بين النظام القديم والنظام الجديد، وتم إرجاء النقاط التي لم يتم الاتفاق عليها إلى غاية أخذ رأي الخبراء الجزائريين العاملون في الجامعات الأجنبية".

احتقان في جامعات الجزائر

Algerien Studenten Proteste
طلاب في ساحة جامعة الجزائر 2صورة من: DW

واعتبر عدد من الطلاب المحتجين والذين تحدثوا لدويتشه فيله، أن نتائج الندوة الوطنية لرؤساء الجامعات "عبثية" ولا زال يكتنفها الغموض، بسبب غياب القرارات والمراسيم التي تطبق على أساسها تلك القرارات، فضلا على أنها لم تضع أرضية توافقية يمكن أن يجتمع حولها الطلبة ووزارة التعليم العالي لحل المشاكل العالقة وهو ما يزيد الوضع تعفنا في الايام المقبلة، برأيهم.

وفي رده على انتقادات الطلاب، يقول الدكتور عبد القادر هني "إن ندوة رؤساء الجامعات كانت ناجحة، واستطاعت أن تعالج أغلب المشاكل المرفوعة إليها، لكن المحتجون لا يريدون حل المشاكل بل يريدون إثارة المشاكل من خلال قضايا ليست من الأولوية في الوقت الراهن مثل قضية الدمقرطة في تسير الجامعة التي تحتاج إلى نقاش واسع لفترة زمنية طويلة، و ليس غلى قرارات فورية".

ويبدو أن استمرار الإضراب المفتوح لمدة طويلة بدأ يثير مخاوف الطلاب من احتمالات تطور الأوضاع، كما لوحظت حالة فوضى وانقسام بين الطلبة بين مستأنف للدراسة بعد العطلة الربيعية، ومتمسك بالإضراب، وحائر بين الخيارين، ويقول هشام طالب سنة ثالثة بالمعهد الوطني للتخطيط والإحصاء "إننا متخوفون من السنة البيضاء، و في نفس الوقت متخوفون من عدم استجابة الوزارة لمطالبنا، الكثير من زملائي قرروا استئناف الدراسة، لكني لم احسم بعد قراري الأخير"، ويتطور الانقسام بين الطلبة في حالات كثيرة إلى اشتباكات بين الطرفين كما حدث في جامعة سطيف و تلمسان وقسنطينة خلفت العديد من الجرحى.

الجامعة الجزائرية هل هي منغلقة على محيطها؟

Algerien Studenten Proteste
لوحة تتضمن أبرز مطالب طلاب الجامعات الجزائريةصورة من: DW

تعيش الجامعة الجزائرية في الوقت الراهن أزمة حقيقية ليس من السهل تجاوز مسبباتها، خاصة وأن الوزارة تتفاوض مع أفراد ليست لديهم رؤى موحدة، ولا هيكل تنظيمي واضح لاتخاذ القرار بإنهاء الإضراب أو اتخاذ أي قرار آخر، ويقول الدكتور زهير بوعمامة من جامعة باجي مختار بعنابة إن "حالة الاحتقان التي تمر بها الجامعة هي جزء من الاحتقان التي تعرفه كل القطاعات، وأن هذا الوضع لن يزيد إلا في تغييب الجامعة عن أداء أدوارها الاجتماعية والاقتصادية". و يضيف بوعمامة "إن الجامعة الجزائرية ومنذ الاستقلال مؤسسة كبقية المؤسسات تنشر العلم و المعرفة في أوساط الشباب الذي أنهى دراسته الثانوية وليس أكثر" ولاحظ أن "محاولات الإصلاح المتعددة لجعل الجامعة مندمجة في المجتمع وتساهم في حل مشاكله التنموية المختلفة، لم تفلح وظلت الجامعات هامشية ومعزولة عن الحركية الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع، وهي كغيرها من القطاعات الأخرى تعيش من مصادر الثروة البترولية".

ومن جهته يرى الباحث مسعود دخالة من جامعة قسنطينة، في اتصال مع دويتشه فيله، "إن الجامعة، وبغض النظر عن بعض الايجابيات الكمية، فإنها مؤسسة استهلاكية للبرامج و المناهج المنتجة في الخارج، دون أن تقوم بتكييفها أو تعديلها بما يتناسب والمناخ الاجتماعي الجزائري".

"الشارع يقود الجامعة"

Algerien Studenten Proteste
عبد القادر هني رئيس جامعة الجزائرصورة من: DW

ويبدو أن وضع الجامعة الكارثي قلب معادلة التأثير والتأثر فبدل أن تؤثر الجامعة في المجتمع، أصبحت هي المتأثرة به، ويقول في هذا السياق الأستاذ تومي حسين من جامعة الجزائر2 "لقد انتقلت سلبيات البيروقراطية والقيم الإتكالية والاستهلاكية المفرطة، ومظاهر الفساد المختلفة إلى الحرم الجامعي، وأصبحت مهمتها توزيع الشهادات، بدل تكوين خبرات وكفاءات، إلا ما ندر"، هذا الوضع جعل الكاتب الجزائري إلياس مايري يتسائل في عنوان أحد كتبه" هل يجب أن نغلق الجامعة؟، ذلك ان أصحاب القرار، كما يقول، لم يعد يهمهم أن تكون الجامعة فاعلا رئيسيا في دفع عجلة التنمية، وأن نجاح الجامعة من منظور هؤلاء المسؤولين أصبح منحصرا في زاوية ضيقة جدا لا تمت بصلة لمهام ووظائف الجامعة.

فالدخول الجامعي الهادئ و البعيد عن الإضرابات والاحتجاجات هو النجاح الكبير وإنهاء الموسم في الوقت المحدد ودون مشاكل ذلك هو الفوز العظيم، فوزا يبدو أن القائمين على القطاع لن يطالوه هذه السنة، والحال أ، الدراسة مجمدة في اغلب الجامعات لمدة ثلاث أشهر، و المستقبل مفتوح على المجهول، كما يقول عدد من الطلاب الذين التقيناهم في ساحة جامعة الجزائر 2.

توفيق بوقاعدة - الجزائر

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد