1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجنة الألمانية بدلاً من الهجرة إلى إسرائيل

منذ إنهيار جدار برلين تعد ألمانيا، وليس إسرائيل، الوجهة الأولى ليهود شرق أوروبا الذين يفضلونها عن الهجرة إلى إسرائيل. تكاليف عملية اندماجهم في المجتمع الألماني الباهظة تُجبر صناع القرار السياسي على الحد من هجرتهم.

https://p.dw.com/p/6oHx
كنس يهودي في مدينة روستوكصورة من: dpa

تُعد الجالية اليهودية في ألمانيا من أكثر الجاليات اليهودية نمواً في العالم. فمنذ سقوط جدراً برلين في عام 1989 هاجر حوالي 200 ألف يهودي من دول الإتحاد السوفيتي سابقاً إلى ألمانيا حيث وجدوا لهم موطناً جديداً وغنياً يمد لهم يد العون والرعاية ويتبنى تكاليف اندماجهم الباهظة في المجتمع الألماني. وتعود هذه المعاملة الخاصة، التي خصت بها الحكومات الألمانية يهود شرق أوروبا، إلى رغبتها في "تعويض المواطنين اليهود نظراً لما عانوه من ملاحقة واضطهاد في الحقبة النازية" على حد تعبير المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية.

دوافع مادية خلف الهجرة إلى ألمانيا

Bundeskanzler Gerhard Schröder, rechts, und Paul Spiegel, links, Vorsitzender des Zentralrates der Juden in Deutschland tauschen am Montag, dem 27. Januar 2003, im Berliner Kanzleramt nach der Unterz
المستشار الألماني شرودر مع رئيس المجلس الأعلى ليهود ألماني باول شبيغلصورة من: AP

لا يترك المراقبون والعاملون في مجال السياسية الداخلية الألمانية مجالاً للشك في طبيعة الأسباب التي تدفع يهود شرق أوروبا إلى التخلي عن "حلم الهجرة إلى ارض الميعاد" وتفضيل الهجرة إلى ألمانيا، فالأرقام تتحدث لغة لا لبس في صحتها، لأن الحكومة الألمانية تنفق منذ عشر سنوات أكثر من 1.8 مليار يورو سنوياً على عملية دمج هؤلاء المهاجرين الجدد الذين وصل عددهم إلى 197000 مهاجر. كما ينبغي عدم التغاضي عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن هذا التزايد المضطرد في عدد المهاجرين اليهود، فأكثر من 85% منهم يتكلمون اللغة الروسية فقط ويواجهون صعوبات كبيرة في تعلم اللغة الألمانية، الأمر الذي قد ينعكس سلبا على عملية الاندماج في المجتمع الألماني و بالتالي على حظوظهم في الحصول على فرص عمل في وقت وصلت فيه عدد العاطلين عن العمل إلى 5 مليون عاطل في ألمانيا.

إقرار بضرورة الحد من الهجرة

Ein Jude sitzt in der Synagoge
يهودي يصلي في كنس يهوديصورة من: dpa Zentralbild

هذه الحقائق الواضحة دفعت صناع القرار السياسي الألماني إلى التفكير جدياً في تشديد شروط الهجرة من أجل الحد من عدد المهاجرين، خاصة بعد ازدياد الضغط السياسي الذي تمارسه المدن الألمانية، التي تتحمل غالبية المعونات الاجتماعية المقدمة لهؤلاء المهاجرين، على الحكومة الاتحادية في برلين. وفي هذا السياق يقول يوليوس شوبس، رئيس مركز مندلس سون لأبحاث العداء للسامية وأحد الممثلين الليبراليين ليهود ألمانيا:"لا يمكن أن تبقي آليات الهجرة دون تغيير جذري. نحن نحتاج إلى آلية مشتركة لتنظيم الهجرة دون تمييز بين الأديان والأعراق".

"أرض الميعاد" لا تعد بحياة أفضل!

Silvan Schalom besucht Holocaust Mahnmal in Berlin
وزير الخارجية الإسرائيلي شالوم يتفقد النصب التذكاري للضحايا اليهود في برلينصورة من: AP

وعلى الرغم من الحذر الملحوظ والحساسية التي تتعامل بها النخبة السياسية الألمانية مع القضايا اليهودية، إلا أنه يوجد إقرار سياسي بضرورة الحد من الهجرة غير المقيدة ليهود شرق أوروبا إلى ألمانيا. كما يؤكد الموقف الإسرائيلي الذي يطالب بمساعدة الحكومة الألمانية في تشجيع يهود شرق أوروبا على الهجرة إلى إسرائيل هذا الموقف، نظراً للمخاوف الإسرائيلية من تغيير ديمغرافي يصب في صالح مواطنيها غير اليهود في المستقبل ويغير على هذا النحو من هويتها اليهودية. ويأتي هذا التطور في ظل الغضب الإسرائيلي الشديد الناتج عن قيام 50000 مواطن إسرائيلي بالعودة إلى الدول التي عاشوا فيها سابقاً في أوروبا الشرقية، وبحرق جوازات سفرهم، ثم تقديم طلبات هجرة إلى ألمانيا، وهو ما دفع أحد ممثلي الجالية اليهودية في ألمانيا بالتعليق بشكل تهكمي على ذلك قائلاً:"كل يهود شرق أوروبا يودون الهجرة إلى الجنة.....إلى الجنة الألمانية، وليس إلى إسرائيل".

لؤي المدهون

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد