1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحروب الافتراضية وأمن شبكات الكهرباء

١٢ أغسطس ٢٠١٠

الكهرباء هي عصب حياتنا المعاصرة، ولا يمكن تصور مجتمع حديث بدونها. وهذا يجعل محطات توليدها هدفا مثاليا للمبتزين والإرهابيين والجيوش إذ يمكن مهاجمتها لشل الحياة في أي دولة. ويكفي في عصر الانترنت فأرة ولوحة مفاتيح لتدميرها.

https://p.dw.com/p/OiXM
محطة لتوليد الكهرباء من الفحم الحجري في ولاية سكسونياصورة من: picture-alliance/ dpa

في شهر نيسان/ أبريل من عام 2009 صَدَمت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكيين، حين نشرت خبرا مفاده، أن جواسيس افتراضيين تجسسوا على محطات توليد الكهرباء في الولايات المتحدة، ووضعوا فيها "قنابل منطقية"، وهي التسمية التي تطلق على برامج الكمبيوتر الشريرة بهدف شلّ نظام التزويد بالكهرباء عند تفعيلها.

الولايات المتحدة نفسها لديها تجربة فعلية مع "القنابل المنطقية". فقبل شهرين نشرت مجلة الإيكونوميست قصة عن انفجار وقع في عام 1982 في أنبوب نفط في سيبيريا حين كانت آنذاك جزءا من الإتحاد السوفيتي. وحسب المجلة البريطانية، فإن الانفجار كان أكبر انفجار غير نووي تمكنت الأقمار الاصطناعية من رصده على الأرض، وسببه كان برنامج كمبيوتر فيه "قنبلة منطقية".

هذا البرنامج، والكلام ما زال للإيكونوميست، سرقه جواسيس سوفييت من كندا. لكن جاسوسا مزدوجا أخبر الأمريكيين بعملية السرقة قبل حدوثها، فقام عملاء المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بالتلاعب به وتحويله إلى "قنبلة منطقية". واليوم، وبعد مرور حوالي ثلاثة عقود على هذا الحادث، فإن اعتماد العالم على تكنولوجيا المعلومات قد ازداد بشكل كبير، وفي هذه التبعية بالتحديد تكمن مخاطر جمة.

خبراء الناتو يحذرون من الهجمات الافتراضية

Bildgalerie Atomkraft in Deutschland Symbolbild Atomwiedereinstieg
مركز التحكم في مفاعل نووي ألماني لتوليد الطاقة الكهربائيةصورة من: dpa

وفي شهر أيار مايو الماضي، توصلت مجموعة الخبراء، برئاسة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، إلى أن الهجمات الافتراضية "سايبر" تأتي في المرتبة الثالثة للهجمات التي تهدد الناتو. وقالت المجموعة إن مرافق البنى التحتية تمثل أهدافا نموذجية لمثل هذه الهجمات.

وقد أجرى الخبراء مناورة افتراضية في مدينة تالين عاصمة إستونيا حيث يقع مركز الدفاع الافتراضي التابع للناتو. في المناورة قامت ست فرق مكونة من حوالي عشرة أشخاص بتمثيل دفاع افتراضي على محطات توليد الكهرباء وقام فريق آخر بتمثيل عملية الهجوم. والنتيجة، كما يقول المقدم في الجيش الألماني مارتن غوتلر "نجح المهاجمون في السيطرة على الأمور في الانترنت وقاموا بتدمير محطة لتوليد الكهرباء بنجاح".

بالإمكان اختراق أي نظام كمبيوتر

Cyber Conflict Konferenz
شارلي ميلر يتحدث في مؤتمر تالين عن الحرب الافتراضيةصورة من: DW

يعمل رين أوتيس مسؤولا في مركز الدفاع الافتراضي التابع للناتو في تالين، وهو الذي أشرف على المناورة الافتراضية، التي شارك فيها حوالي 100 خبير بهدف حصول المشاركين على صورة واقعية عن ما يمكن أن يحدث "إذا شن طرف ما هجوما افتراضيا على مؤسستهم أو شركتهم لأهداف سياسية".

أما شارلي ميلر، وهو خبير أمريكي يعمل في تالين أيضا ويعتبر واحداً من أشهر عشرة هاكرز في العالم، فتخيل السيناريو التالي: رئيس كوريا الشمالية يطلب منه شخصيا تشكيل جيش افتراضي، والنتيجة: يحتاج الرئيس إلى خمسين مليون دولار سنويا، وفي غضون سنتين فقط، سيكون بإمكانه إلحاق أضرار جسيمة بأي بلد في العالم.

ويضيف ميلر بأن "بإمكاننا اختراق كل جهاز كمبيوتر نريد اختراقه وإلحاق الأضرار التي نريدها به، طبعا لن يكون الاختراق مثل إلقاء قنبلة، لكن وبالنظر إلى تنامي التبعية للكمبيوترات، فإننا وفي غضون أعوام قليلة قادرون على إلحاق أضرار جسيمة، إذا توفر ما يكفي من المال".

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن شن حرب غير متكافئة، واليوم فإن البعد الافتراضي في هذه الحرب يجعل من الممكن أن يقوم أفراد قلائل بإلحاق أضرار كبيرة دون حتى معرفة مصدر التهديد.

ماتياس فون هاين/ عبدالرحمن عثمان

مراجعة: أحمد حسو