1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الرأي العام الألماني يعارض الحرب على لبنان

٢٧ يوليو ٢٠٠٦

تشير إستطلاعات الرأي في ألمانيا إلى وجود تباين بين الموقفين الرسمي والشعبي بخصوص الأزمة في الشرق الأوسط. صورة الدولة العبرية في وسائل الإعلام الغربية يطرأ عليها تغير ملحوظ وجدال حاد بشأن مشاركة جنود ألمان في قوة دولية.

https://p.dw.com/p/8r8z
غالبية الالمان تعارض الحرب.صورة من: AP

عندما يفرض موضوع معين نفسه على الرأي العام الأوروبي وتبدأ وسائل الإعلام مرارا وتكرارا بعجنه وخبزه واستطلاع الرأي والرأي الآخر بشأنه، فإن معاهد إجراء الدراسات الإحصائية لا تنتظر طويلا قبل أن تباشر، إما بإرادتها الذاتية أو بتوكيل من بعض الصحف والمجلات بإجراء دراسات إحصائية تتعرف من خلالها على رأي المواطن العادي بشأن هذا الموضوع الذي يكون في معظم الحالات شائكا ومثيرا للسجال.

وهذا ينطبق بطبيعة الحال على موضوع يشغل منذ أسبوعين الرأي العام الألماني وهو الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله. وإذا ألقينا نظرة سريعة على نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة في ألمانيا بخصوص الهجوم الإسرائيلي على لبنان، فإننا نلاحظ بوضوح مدى التباين بين الموقف الحكومي الألماني (الرسمي) من جهة وموقف الرأي العام الألماني من جهة أخرى. ففي حين تتجنب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل (الحزب المسيحي الديمقراطي) توجيه انتقادات صريحة للحكومة الإسرائيلية، قائلة إن الدولة العبرية لها الحق في الدفاع عن نفسها، تأتي نتائج استطلاعات الرأي التي تقوم بها معاهد متخصصة وفي بعض الأحيان مجلات وصحف ألمانية معاكسة لهذا الموقف الرسمي.

رفض شعبي واسع

Demonstranten gegen Libanon-Krieg in Berlin
مظاهرة في العاصمة الألمانية برلين تضامنا مع لبنانصورة من: AP

وجاء الاستطلاع الأخير الذي قام به معهد "فورسا" المختص بتوكيل من مجلة "شتيرن" ليكشف بوضوح عن أن الغالبية العظمى من المواطنين الألمان ترفض الهجمة الإسرائيلية على لبنان. وبحسب الدارسة ذاتها، فإن ثلاثة أرباع الألمان (75%) ترفض الممارسات الإسرائيلية في لبنان وقطاع غزة. وبينما يؤيد 12% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إسرائيل في هجمتها كرد على قيام حركة "حماس" وحزب الله بخطف ثلاثة جنود إسرائيليين، رفض 13% منهم التعليق على ما يحدث. وفي دراسة إحصائية مماثلة قامت بها مجلة "دير شبيغل" الواسعة الانتشار، أعربت الغالبية العظمى من الألمان الذين شملتهم الدراسة عن رفضها للقصف الإسرائيلي الذي تتعرض له المدن اللبنانية. وشملت الدراسة التي نشرت نتائجها الاثنين الماضي سؤالين، الأول يتعلق بحق إسرائيل في مهاجمة الأراضي اللبنانية كرد على صواريخ حزب الله والثاني بقصف الطيران الإسرائيلي المدن اللبنانية. وعلى السؤال الأول، أجاب 63% من قراء المجلة بأن إسرائيل ليس لها الحق في مهاجمة لبنان بغرض منع حزب الله من إطلاق صواريخه على الشمال الإسرائيلي. أما 22% من قراء المجلة، فإنهم يؤيدون مهاجمة لبنان. وبخصوص السؤال الثاني المتعلق بقصف المدن اللبنانية، فإن 72% يرفضون قيام الطائرات الإسرائيلية بقصف المدن والقرى اللبنانية، فيما يؤيد 18% فقط الهجمة الإسرائيلية.

تحول لصالح الجانب العربي

Ludger Volmer sagt im Visa-Untersuchungsausschuss aus
تحول واضح في قنوات التلفزيون لصالح الجانب العربيصورة من: AP

وبحسب المراقبين، فإن تحول ملموس طرأ بعد هجمات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001 على تغطيات وسائل الإعلام الغربية بخصوص صورة إسرائيل. ويرى المراقبون أن صورة الدولة العبرية في مرآة الصحافة حصل عليها تحول كبير بعد الهجمات المذكورة. على الصعيد ذاته، تبيّن دراسة قامت بها الصحيفة الأمريكية "انترناشونال هيرالد تريبون" في منتصف مايو / أيار عام 2002 أن الدراسات التي قامت بها بخصوص الصراع في الشرق الأوسط كانت مفاجئة. ووفقا لهذه الدراسة، فإن الغالبية العظمى من مواطني فرنسا وبريطانيا وإيطاليا تؤيد الموقف الفلسطيني، فيما يؤيد 67% من الألمان الفلسطينيين في موقفهم. أما دراسة مماثلة قامت شركة "ميدين تينور" الألمانية المختصة في تقديم الاستشارات والتحليلات الإعلامية وتطرقت فيها إلى أكثر من 2100 تقرير تلفزيوني في 17 قناة تلفزيونية عالمية، فإنها أكدت حدوث تحول على موقف القنوات التلفزيونية من الصراع في الشرق الأوسط. وبحسب الدراسة ذاتها، فإن إسرائيل ظهرت بين عامي 1948 و1967 في وسائل الإعلام المرئية كضحية. وأضافت أن هذه الصورة تغيرت بعد عام 1967 عندما بدأت منظمة التحرير الفلسطينية تروج لقضيتها في المحافل الدولية، ما أدى إلى ظهورها كحركة تحرير.

جنود ألمان في الشرق الأوسط؟

Kongo - Bundeswehr Einsatz
جنود ألمان في طريقم إلى إحدى المهام الدوليةصورة من: AP

وعلى صعيد متصل، نشب خلاف حاد بين السياسيين الألمان بشأن احتمال مشاركة جنود ألمان في إطار قوة دولية في جنوب لبنان. وفي حين ترك وزير الدفاع الألماني فرانس يوزف يونغ الباب مفتوحا أمام مشاركة جنود ألمان في هذه القوة، يقول العديد من السياسيين إنه من المبكر جدا الحديث عن هذا الموضوع. أما على الصعيد الشعبي، فإن استطلاعا نشرت نتائجه مجلة "دير شبيغل" يبين أن 53% من الألمان يعارضون مشاركة جنودهم في هذه المهمة. وعلل بعض السياسيين الألمان عدم تحمسهم لهذه المهام بأن الألمان يرحب بهم في هذه المنطقة كدبلوماسيين أو خبراء أو وسطاء، ولكن ليس كجنود أو عسكريين.

ناصر جبارة