1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الرئيس صالح عاد إما ليستقيل أو يحسم عسكريا في الثورة اليمنية"

٢٤ سبتمبر ٢٠١١

أثارت عودة علي عبد الله صالح إلى اليمن بعد رحلة علاجية، تكهنات كثيرة حول مستقبل اليمن. دويتشه فيله حاورت المحلل السياسي عادل الشرجبي تأثير عودة صالح على موازين القوى هناك.

https://p.dw.com/p/12fdj
"عودة صالح تعني فشل كل محاولات الوساطة الدولية والإقليمية"صورة من: dapd

بعد غياب عن الساحة اليمنية لما يزيد <عن ثلاثة أشهر عاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى صنعاء بعد رحلة علاجية في السعودية، إثر إصابته بحروق بالغة خلال محاولة لاغتياله. وذلك في ظل الأحداث التي شهدتها ومازالت تشهدها اليمن منذ بدء الثورة والمطالبة بتنحيه عن السلطة.

هذه العودة المفاجئة ينظر إليها المراقبون بمزيد من الخوف على تأزم الوضع اليمني، وهناك من يتوقع أن يشكل هذا المعطى بداية حرب أهلية ستشهدها البلاد عن قريب. للحديث أكثر عن هذا الموضوع، وعن تداعيات عودة صالح إلى اليمن، حاورت دويتشه فيله المحلل السياسي اليمني عادل الشرجبي:

دويتشه فيله: ماذا تعني عودة صالح المفاجئة إلى اليمن؟

عادل شرجبي: بصراحة إلى حدود الساعة لم يتبين بعد لا الشارع اليمني ولا المحللون السياسيون الهدف من عودة علي عبد الله صالح إلى اليمن. وهناك احتمالان لهذه العودة، فإما أن يكون قد عاد - طبقا لما يروج في الشارع اليمني- لينهي فترة حكمه بسلام عبر تقديم استقالته، ومن خلال اجتماع اللجنة العامة للحزب الحاكم الذي يقال إنه قريباً.

أما الاحتمال الثاني فهو أن تكون هذه العودة بداية لمرحلة حسم عسكري بحيث يحاول النظام أن يقمع الثورة عسكرياً في الوقت الذي يستعد فيه الطرف الآخر (القوة الداعمة للثورة) لهذا التدخل العسكري. هؤلاء يقولون بأنهم يريدون عودته إلى البلاد حتى تتم محاكمته داخل اليمن على فترة حكمه التي امتدت ثلاثة وثلاثين عاماً.

NO FLASH Massaker im Jemen September 2011
"من المحتمل أن تكون عودة صالح بداية لمرحلة حسم عسكري بحيث يحاول النظام أن يقمع الثورة عسكرياً".صورة من: dapd

وهل تتوقع أن تؤدي عودته إلى تصعيد الأوضاع أكثر؟

هذا وارد جداً، فما يروج في الشارع اليمني الآن هو أن الرئيس صالح جاء ليتنازل رسمياً أمام حزبه عن السلطة، لكن بالمقابل هناك تخوفات كبيرة من قبل قوى المعارضة ومن قبل الثوار في الساحات بأن صالح رجع لأن كل الحلول السلمية قد فشلت وبأن عودته تعني إنهاء لما كان يطرح من مبادرة خليجية وبالتالي التحول إلى الخيار العسكري للتعامل مع الثورة ومع قوى المعارضة في الداخل.

تقصد أن كل الوساطات السياسية لحل الأزمة اليمنية قد فشلت؟

نعم، عودة صالح تعني فشل كل محاولات الوساطة الدولية والإقليمية وأن الحل الوحيد حالياً ينبغي أن يكون حلاً داخلياً سواء كان عبارة عن مبادرة من طرف الحزب الحاكم للتنازل على السلطة أو تصعيد عسكري ينتهي بانتصار أحد الطرفين بالقوة العسكرية.

ما رأيك في التوقعات بأن عودة صالح قد تشعل حرباً أهلية في اليمن؟

هذا احتمال وارد، لكن إن اندلعت حرب فلن تكون حرباً طويلة وإنما قصيرة الأمد لأن أحد الطرفين سينتصر خلال أيام والطرف المرشح الأكثر للانتصار هو قوى الثورة.

تحدثت عن احتمال قمع الثورة، هل من شأن عودة صالح أن تجهض فعلاً الثورة اليمنية؟

لن تُجهض الثورة والثوار يقولون إنهم سيصعدون من أعمالهم من أجل إسقاط النظام ومحاكمة رموزه. طبعاً النظام يعمل على إجهاض الثورة بأسلوب عسكري ولكن الثوار من جهتهم يتعهدون بالمضي في الثورة حتى إسقاط النظام بكل الوسائل.

NO FLASH Revolution im Jemen
"النظام يعمل على إجهاض الثورة بأسلوب عسكري ولكن الثوار من جهتهم يتعهدون بالمضي في الثورة حتى إسقاط النظام بكل الوسائل".صورة من: AP

ما هي أسوأ احتمالاتك بخصوص مصير اليمن؟ هل تتوقع أن يتحول إلى بؤرة إرهاب على غرار أفغانستان مثلاً؟

يتوقف هذا على ما إذا كان النظام سيحصل على مساعدة إقليمية أو دولية لاستمرار بقائه ومقاومة هذه الثورة، أما إذا لم تتدخل أي قوة إقليمية أو دولية فإن الحرب لن تكون طويلة الأمد وستحسم كما قلت آنفاً خلال فترة قصيرة.

باعتقادك أين يكمن مخرج الأزمة اليمنية؟

مخرج الأزمة في اليمن يكمن في أن يستجيب الرئيس وأتباعه إلى مطالب الشعب لهم بالتنحي عن السلطة، وعدم وضع العقبات أمام رغبة الشارع اليمني. كل من يراقب الوضع الأمني الآن يلاحظ ويعي جيداً أن هناك رفض شعبي للنظام رغم أن هذا الأخير يكابر ويحاول فرض الأمر الواقع، ويقول بأنه مازال يتمتع بشعبية كبيرة والواقع يظهر عكس ذلك. وبالتالي على هذا النظام أن يتنازل بشكل ديمقراطي وسلمي عن السلطة.

أجرت المقابلة: سهام أشطو

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد