1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السفر وثاني أكسيد الكربون.. إجازة مع تأنيب الضمير؟

٩ يوليو ٢٠٢٣

مع بداية الصيف لا عجب في أن تزدحم الطرق والمطارات الألمانية، ففي هذا الفصل يسافر ملايين الألمان لقضاء عطلاتهم التي ينتج عنها الكثير من ثاني أوكسيد الكربون والأضرار بالبيئة. ولكن كيف سيتعامل قطاع السياحة الألماني مع ذلك؟

https://p.dw.com/p/4TGss
مدينة لوبيك، ألمانيا- حزيران/ يونيو 2023
السياحة المستدامة في مدينة لوبيك الألمانية، هل تصبح المدينة مثالا يحتذى؟صورة من: Sabine Kinkartz/DW

بيّن المسح الذي أجراه الصندوق العالمي للطبيعة/ WWF أن 80 بالمئة من الألمان يعرفون أن الأنشطة البشرية مسؤولة عن تغير المناخ، ومع ذلك يرفضون التخلي عن  السفر كنشاط ترفيهي أساسي. وأضاف المسح أن السياحة تساهم في ظاهرة  الاحتباس الحراري بحوالي 5 بالمئة من انبعاثات الغازات الدفيئة، كما أن ثلاثة أرباع هذه الانبعاثات تأتي من وسائل النقل. وأفاد اتحاد السياحة الألماني/ DTV أنه خلال عام 2022 عاد السفر إلى المستويات التي كان عليها قبل جائحة كوفيد 19، أي إلى مستوى 67 مليون سفرة، وتشير التقديرات إلى أنَّ عام 2023 سيكون عاماً استثنائيًا وسيسجل أرقاماً قياسية في أعداد المسافرين.

عربة قطار للنوم تابعة للخطوط الحديدية النمساوية خلال عرض في مدينة هامبورغ الألمانية- صيف 2022
​​​​​​السفر بالقطار الليلي بدلا من الطائرة فرصة للتخفيف من انبعاثات الكربون وحماية البيئةصورة من: Christian Charisius/dpa/picture alliance

من جانبها، تقرّ بترا هيدورفر؛ المديرة التنفيذية للمجلس الوطني الألماني للسياحة/ DZT بالمشكلة، ولكنها تعتقد أن الحل لا يمكن أن يكون بالتخلي عن السفر تماماً، وقالت لدويشته فيله "عدم التنقل هو بالتأكيد الحل الأسوأ، فالسفر له جانب اجتماعي كونه يعزز الانفتاح والتسامح، وحرمان الناس من السفر يحرمهم من حقهم الأساسي الذي كفله ميثاق الأمم المتحدة". وأضافت أن قطاع  السياحة هو مساهم أساسي في الاقتصاد الألماني، إذ يعمل في القطاع حوالي ثلاثة ملايين شخص بشكل مباشر.

وقود طائرات أقل

تعتمد صناعة السياحة الألمانية بشكل أساسي على الحلول التكنولوجية لتقليل تأثير الكربون، فعلى سبيل المثال يستخدم أحدث جيل من الطائرات السياحية وقودًا أقل بنسبة تصل إلى 30 بالمئة. لهذا تخطط شركة النقل الألمانية لوفتهانزا لتشغيل عدد أكبر من هذه الطائرات بحلول عام 2030، وتطمح إلى استخدام وقود طائرات مستدام لا يعتمد على الوقود الأحفوري، ويمكن إشراك الركاب بهذه الخطة من خلال شرائهم لتذاكر طيران يساعدون من خلالها في تمويل هذه الأنواع من الوقود.

قيادة السيارات الكهربائية أو زرع الأشجار
السفر ليس وحده مَا يؤثر على البصمة الكربونية، فيمكن مكافحة  تغير المناخ من خلال جعل المدن السياحية أكثر استدامة، ووضع  ألمانيا كوجهة سفر مستدامة وعالية الجودة هو المفتاح لمستقبل ناجح وسط المنافسة الدولية على حد تعبير هيدورفر.

وتعد مدينة لوبيك من المدن الألمانية المستدامة، فقد حصلت على شهادة "وجهة سفر مستدامة" في عام 2023، ووفق كريستيان مارتن لوكاس؛ رئيس قسم التسويق في لوبيك-ترافيمونده، يُنصح باستخدام وسائل النقل العامة للقدوم إلى لوبيك، ويحثّ الذين يفضلون السفر بسياراتهم التي تعمل بالوقود على زراعة شجرة للتعويض عن  انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن رحلتهم.

حماية المستنقعات في أمريكا: كيف توقف المستنقعات تغير المناخ

السياح شركاء في الاستدامة

يقول أوفي هيكش؛ سياسي وناشط بيئي من جمعية "أصدقاء الطبيعة بألمانيا" إن ألمانيا تحتاج إلى الكثير من التغيير لتتحول إلى  الاستدامة، وأننا بحاجة إلى جهود كبيرة من الجميع وحتى من السيّاح ومن أصحاب القرار والعاملين في القطاع السياحي، ويضيف أنه يوجد حوالي 800 شهادة وعلامة مختلفة يتم منحها للمبادرات السياحية المستدامة، وهنا يأتي دور أصحاب الفنادق والمطاعم والأماكن السياحية بالتحوّل على الاستدامة وإعلام ضيوفهم وعملائهم بذلك ليتمكن السياح من الاختيار بين المرافق المستدامة وغير المستدامة، وهو ما يؤكده لوكاس بدوره داعياً السياح إلى اختيار المناطق المستدامة كوجهة سياحية واختيار وسائل نقل أكثر استدامة في رحلاتهم.

وخلال جلسة استماع في لجنة السياحة في البوندستاغ، عبَّرَ هيكش عن استيائه من كيفية توسيع المنتجعات الفاخرة التي تستهلك الكثير من المياه، فقال إنه يفكر على سبيل المثال بكمية المياه الكبيرة المستهلكة في بناء ملاعب غولف وحمامات سباحة في المناطق القاحلة.

سابينه كينكارتس/ ترجمة ميريه الجراح