1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السيسي على منصة مؤتمر ميونيخ.. فرصة لرسم صورة مغايرة؟

محي الدين حسين
١٥ فبراير ٢٠١٩

يحاول الرئيس السيسي خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن تحسين علاقاته مع الغرب من خلال الوصول إلى تفاهمات اقتصادية واستعراض "جهود مكافحة الإرهاب"، فهل سينجح في رسم صورة مغايرة عن سياساته، خاصة في مجال حقوق الإنسان؟

https://p.dw.com/p/3DTRi
Deutschland - Ägyptischer Präsident Abdel Fattah al-Sisi in Berlin
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm

في وقت تثير فيه التعديلات الدستورية التي تتيح تمديد حكم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حتى عام 2034 جدلاً واسعاً في مصر، يشارك السيسي في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يبدأ اليوم  الجمعة (15 فبراير/ شباط 2019) ويستمر على مدار يومين.
وتطرح مشاركة السيسي في المؤتمر، وذلك بعد بضعة أيام فقط من استلامه رئاسة الاتحاد الإفريقي، تساؤلات حول إمكانية اغتنام فرصة صعوده منصة مؤتمر ميونيخ للأمن لتحسين علاقاته مع الغرب، وسط انتقادات له بسبب أوضاع حقوق الإنسان في بلاده، حيث تتحدث منظمات حقوقية دولية عن وجود 60 ألف معتقل سياسي في مصر، وهو ما ينفيه السيسي.
وفي نفس يوم انعقاد مؤتمر ميونيخ  في دورته الخامسة والخمسين، انتقدت منظمة العفو الدولية في بيان لها اليوم "الحظر" الذي تفرضه السلطات المصرية على الزيارات العائلية للموقوفين بتهمة "التعبير عن آرائهم السياسية"، بينما تصر السلطات المصرية على أن مثل هذه الإجراءات ضرورية للحفاظ على الاستقرار ومكافحة الإرهاب في البلاد.
وتكمن أهمية مؤتمر ميونيخ للأمن في كونه ساحة لدبلوماسية وراء الكواليس، فبالإضافة إلى الجلسات الرئيسية، تعقد مئات اللقاءات الثنائية بين أطراف دولية وإقليمية، وصلت في العام الماضي إلى ألفين، بحسب منظمي المؤتمر.

Äthiopien Gipfeltreffen der Afrikanischen Union in Addis Abeba Abdel Fattah al-Sisi
تسلمت مصر رئاسة الاتحاد الإفريقيصورة من: picture alliance / Xinhua News Agency


اتفاقيات اقتصادية على حساب ملف حقوق الإنسان؟

وقد بدأ السيسي بعقد لقاءات "مع عدد من رؤساء كبرى الشركات الدولية"، حسبما قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي لوسائل إعلام مصرية، مضيفاً أن اللقاءات جاءت "خلال المائدة المستديرة التي نظمتها مجموعة أغورا الاستراتيجية على هامش فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن".
وبحسب راضي فإن مجموعة أغورا الاستراتيجية، "تضم فى عضوياتها عدداً من كبرى الشركات العالمية، وتهدف إلى تقديم الاستشارات للمؤسسات العامة والخاصة فيما يتعلق بصياغة استراتيجيات عملهم وأهدافهم، فضلاً عن تقييم المخاطر الجيوسياسية"، مشيراً إلى أنها "تعتمد على شبكة واسعة من العلاقات مع صانعي القرار والخبراء على مستوى العالم".

وهذه اللقاءات التي يعقدها السيسي تطرح تساؤلات فيما إذا كان الرئيس المصري سيستطيع من خلالها تحسين علاقاته مع ألمانيا والدول الغربية عن طريق الوصول إلى تفاهمات  اقتصادية، بالإضافة إلى ما يقوم به بترويج نفسه عن طريق الجهود التي يبذلها في "مكافحة الإرهاب".

"نجح في ترويج نفسه كبطل للتعايش ومكافحة الإرهاب"

وقبل يوم فقط من زيارة السيسي إلى ألمانيا كتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أن الرئيس السيسي -التي ذهبت إلى حد وصفه بـ"الدكتاتور"- "نجح في إظهار نفسه لدى الساسة الألمان كبطل للتعايش بين الأديان، وأضافت أن السيسي وشركاءه "يدّعون أنهم يحاربون الإرهاب والتطرف لكنهم يخنقون أيّ مسعى نحو الحرية السياسية بعد الربيع العربي في عام 2011".


ويلقي الرئيس المصري كلمته خلال الجلسة الرئيسية للمؤتمر في يومه الثاني، ويطرح من خلالها "رؤية مصر لسبل التوصل إلى حلول سياسية لأزمات الشرق الأوسط"، حسبما صرّح المتحدثّ باسم الرئاسة المصرية بسام راضي لوسائل الإعلام.
وأضاف راضي أن السيسي سيستعرض خلال المؤتمر "أبرز الجهود والإنجازات المصرية في ميدان محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، وكذلك رؤية مصر لتعزيز العمل الإفريقي".

"مشاركة السيسي تعكس أهميته كشريك لأوروبا"

ويرى السفير المصري في ألمانيا بدر عبد العاطي أن كلمة السيسي بالمؤتمر "تعكس المكانة التي يحظى بها الرئيس لدى الدوائر الألمانية والدولية"، مشيراً إلى أنها "تعكس الأهمية التي تعلقها تلك الدوائر علي دور مصر في المنطقة، لاسيما الحفاظ علي الاستقرار والتصدي للإرهاب والهجرة غير الشرعية". وفي بداية هذا الشهر زار وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير مصر وأشاد بـ"التقدم" الذي حققته، رغم وجود "نقاشات" حول الوضع الأمني وحالة حقوق الإنسان.

وقال ألتماير على هامش الزيارة، إن الحكومة الألمانية تريد أن تضع العلاقة مع مصر على أسس جديدة. وأكد الوزير الألماني في لقاء حصري مع DW  أن "مصر تستحق أن نوليها اهتماماً أكبر".
أما عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، فقال ألتماير: "للرئيس السيسي موقف واضح، سبق له وأن كرره أمام الرئيس الفرنسي ماكرون وأمام زعماء دول آخرين: إنه يرى أن مصر يجب أن تقارن مع دول المنطقة وليس مع دول أخرى"، وأضاف: "لقد تحدثنا بشأن هذا الموضوع بشكل صادق ومنفتح. بالنسبة لي، من المهم دعم كل ما من شأنه أن يساهم ويقوي ظهور مجتمع مدني وما يقود الناس لمزيد من الحقوق المدنية".

Ägypten Wirtschaftsminister Peter Altmaier in Kairo | mit Abdel Fattah al-Sisi, Präsident
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتمايرصورة من: picture-alliance/dpa/O. Zoheiry

"ليس لمشاركته أهمية خاصة"


وفي ظل إشادة الصحف المصرية المقربة من الحكومة بأن السيسي هو "أول رئيس من خارج الاتحاد الأوروبي سيلقي كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن"، وذلك في اليوم الثاني من المؤتمر، يقلل الصحفي الألماني شتيفان بوخن، الخبير بشؤون الشرق الأوسط، من أهمية مشاركة السيسي في مؤتمر ميونيخ  في تحسين صورته لدى الغرب، ويضيف في حديث لـDW عربية: "حضور الرئيس السيسي في مؤتمر ميونخ ليس له أهمية خاصة"، مشيراً إلى ضرورة عدم المبالغة في مشاركة في ذلك، "خصوصاً وأن السيسي ليس سوى صوتاً واحداً ضعيفاً من بين العديد من الأصوات المشاركة في المؤتمر".

ويشارك في المؤتمر نحو 30 رئيس حكومة ودولة ونحو 90 وزيراً، ومن بين الزعماء العرب المشاركين –ما عدا السيسي- أمير قطر تميم بن حمد، غريم حلفاء السيسي في الرياض وأبو ظبي، والذي ألقى كلمة في المؤتمر في نسخة العام الماضي أيضاً، والتي لم يشارك فيها السيسي. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تعددت الآراء حول مشاركة السيسي في المؤتمر، حيث اعتبرت المغردة هبة يوسف أن مشاركة السيسي في المؤتمر تعكس دعم الشركات الألمانية لـ"الدكتاتور": وكتبت على تويتر: "دكتاتور مصر في ميونيخ من أجل المشاركة في مؤتمر هام للأمن وسيعقد في ألمانيا محادثات مع الشركات الألمانية الرائدة والمدراء التنفيذيين الذين يدعمون الدكتاتورية وانتهاك حقوق الإنسان".


أما المغردة هند القاضي فاعتبرت أن مشاركة السيسي في المؤتمر إنجازاً، وكتبت على تويتر: "بالمناسبة الرئيس السيسي أول رئيس عربي يلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ميونخ للأمن منذ عام 1963. تحيا مصر يا جدع!"
وبغض النظر عما إذا كانت مشاركة السيسي في مؤتمر ميونيخ واللقاءات التي يعقدها ستساعد على تحسين علاقاته أم لا، يبدو من تصريحات القادة الأوروبيين أن الأولوية بالنسبة لهم هي الحفاظ على "الاستقرار" في مصر، زعيمة إفريقيا حالياً، رغم كل الانتقادات الحقوقية الموجهة للحكومة المصرية في عهد السيسي الذي تسمح له التعديلات الدستورية الجديدة بـ"رئاسة مدى الحياة"، كما يقول مركز القاهرة لحقوق الإنسان.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد