1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصحافي أوسكار مارتينيز بعد تسلمه جائزة DW: الصمت ليس خيارا

٢٠ يونيو ٢٠٢٣

تسلم أوسكار مارتينيز، الصحافي الاستقصائي من السلفادور، جائزة DW لعام 2023 خلال فعاليات النسخة الـ16 من منتدى الإعلام في بون. وفي كلمته سلط الضوء على ما يعانيه الصحافيون في بلاده من القمع والاضطهاد قائلا: الصمت ليس خيارا.

https://p.dw.com/p/4Spg5
الصحافي أوسكار ما رتينيز يتحدث في منتدى دويتشه فيله الإعلامي في بون (19.06.2023).
الصحافي أوسكار ما رتينيز بعد تسلم جائزة DW يقول: الصمن ليس خيارا ولم يكن خيارا ولن يكون.صورة من: Bjorn Kietzmann/DW

منحت مؤسسة DW جائزتها السنوية لحرية الرأي والتعبير لعام 2023 لأوسكار مارتينيز، رئيس تحرير مجلة "إل فارو"، تكريما لتقاريره عن العنف والفساد في السلفادور.

وتسلم مارتينيز جائزته خلال حضوره النسخة 16 من منتدى مؤسسة دويتشه فيله (DW) الإعلامية في مدينة بون الاثنين (19 يونيو / حزيران).

ويعتبر مارتينيز من أحد أشهر الصحافيين الاستقصائيين في أمريكا اللاتينية حيث أثارت أعماله الصحافية ضجة كبيرة في السلفادور حيث يشغل منصب رئيس تحرير المجلة الإخبارية الإلكترونية "إل فارو" وتعني "المنارة" باللغة العربية.

وأبصرت مجلة "إل فارو" أو "المنارة" النور عام 1998 حيث تأسست كمشروع عانى من ضعف التمويل، لكنها سرعان ما أصبحت مصدرا هاما ورائدا للصحافة الاستقصائية في أمريكا اللاتينية.

وباتت المجلة بمرور الوقت منبرا للصحافة المستقلة والحرة والجريئة في منطقة يُنظر إليها باعتبارها واحدة من أكثر المناطق خطرا على الصحافيين في العالم.

وفي كلمته أثناء تقديم الجائزة، شدد بيتر ليمبورغ، المدير العام لمؤسسة دويتشه فيله الإعلامية الألمانية (DW)، إن الصحافيين الذين يخوضون معركة محاسبة أصحاب النفوذ في أمريكا اللاتينية يواجهون مخاطر حياتية عديدة.

وأضاف أن "حرية التعبير والرأي في السلفادور باتت في خطر"، مشيدا بأوسكار مارتينيز، البالغ من العمر 40 عاما، وفريقه لتقديمهم "صحافة نموذجية وشجاعة" رغم ما يشكله هذا من خطر متزايد على حياتهم.

الاضطهاد

وفي كلمته بمناسبة تسلمه الجائزة، سلط مارتينيز الضوء على أشكال عدة من الاضطهاد والقمع يتحتم على الصحافيين في أمريكا اللاتينية مواجهته.

وفي ذلك، تحدث رئيس تحرير مجلة "إل فارو" عن صحافيين من نيكاراغوا اُجبروا على الفرار خلال الليل مع أطفالهم وذويهم بعد تلقيهم تهديدات أو صحافيين اُضطروا إلى قضاء الليل في حدائق عامة بعد مغادرتهم البلاد.

وبنبرة يعتصرها الأسى، أضاف "اضطر آخرون إلى المغادرة على متن قوارب في عرض البحر وما زالوا يبكون عندما يتذكرون آخر مشهد لرؤية بلادهم وهم يفرون منها".

وأشار مارتينيز إلى أن الأمر لا يتوقف على نيكاراغوا، بل يمتد إلى غواتيمالا حيث اُختطفت العدالة من قبل أصحاب النفوذ والسلطة في البلاد، مضيفا أن الأيام الماضية شهدت صدور حكم بالسجن لستة أعوام بحق خوسيه روبن زامورا وهو مالك صحيفة معارضة ويعد من أبرز المعارضين لرئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي.

وصدر الحكم ضد زامورا بعد اتهامه بمزاعم ارتكاب تبييض أموال في محاكمة اعتبرتها منظمات حقوقية بأنها ذات دوافع سياسية.

صدر حكم بالسجن لستة أعوام بحق خوسيه روبن زامورا مالك صحيفة معروفة باتهامها شخصيات سياسية مهمة في غواتيمالا بالفساد.
صدر حكم بالسجن لستة أعوام بحق خوسيه روبن زامورا مالك صحيفة معروفة باتهامها شخصيات سياسية مهمة في غواتيمالا بالفساد.صورة من: Luis Echeverria/REUTERS

أما في هندوراس، فيسعى  الصحافيون بانتظام إلى الكشف عن الروابط بين عصابات الجريمة المنظمة من جهة والنخبة الحاكمة ودوائر رجال الأعمال من جهة أخرى. وأضاف مارتينيز أنه بسبب ذلك، يخضع الصحافيون للمراقبة ويتعرضون لمضايقات ويتلقون تهديدات.

وكشف الصحفي الاستقصائي الفائز بجائزة DW أن ثلاثة صحافيين لقوا حتفهم في هندوراس العام الماضي، مشيرا "جرى إخراج أحدهم من منزله وتكميم فمه ثم إعدامه وسط الشارع في العاصمة".

وطرح مارتينيز سؤالا مفاده: "ما الذي يجعل هؤلاء الصحافيين يستيقظون من فراشهم صباح كل يوم لتوديع أطفالهم قبل الخروج للعمل حيث إنهم يعيشون في بلد يمكنهم أن يدفعوا حياتهم ثمنا لعملهم؟".

القبض على الآلاف في السلفادور

وفيما يتعلق ببلاده، قال مارتينيز إن الوضع يزداد صعوبة طوال الوقت مع انزلاق السلفادور  صوب الديكتاتورية بعيدا عن الديمقراطية في ضوء تفاقم مستوى الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض له الصحافيون بشكل كبير.

فمنذ تولي نجيب بوكيله "أبو كيلة" منصب رئيس البلاد في عام 2019، بات الصحافيون الذين ينتقدون الحكومة في مرمى انتقادات رأس الدولة. إذ حجب بوكيله عددا من الصحف ووسائل الإعلام على منصات التواصل الاجتماعي فيما سعى إلى تشويه سمعة الصحافة باعتبارها "عدوة للشعب"، على حد زعمه.

الجدير بالذكر أن السلفادور تخضع لحالة الطوارئ منذ عام 2022 بسبب انتشار العنف والجرائم خاصة تهريب المخدرات ما سمح بتعليق بعض الحقوق الأساسية بموجب دستور البلاد مثل حرية التعبير وحرية التجمع.

وقد أدت حالة الطوارئ إلى اعتقال 68 ألف شخص فيما تعرض إقدام السلطات على تجديد حالة الطوارئ لانتقادات واسعة النطاق لا سيما من الأمم المتحدة.

منحت مؤسسة DW جائزتها السنوية لحرية الرأي والتعبير لعام 2023 لأوسكار مارتينيز رئيس تحرير مجلة "إل فارو".
منحت مؤسسة DW جائزتها السنوية لحرية الرأي والتعبير لعام 2023 لأوسكار مارتينيز رئيس تحرير مجلة "إل فارو".صورة من: Bjorn Kietzmann/DW

وقال مارتينيز إن جنود الجيش والشرطة يفلتون من العقاب بموجب حالة الطوارئ في السلفادور، مضيفا "صرح قائد الشرطة قبل أسبوعين فقط أنهم سيباشرون العمل ضد الصحافيين من الآن حتى يرى الناس كيف يمكن محاكمتنا وسجننا بسبب عملنا الصحافي!".

وحسب الصحفي الاستقصائي فإنه "حتى الآن، لم تكشف الصحافة في السلفادور في هذا القرن عن الكثير من  حالات الفساد والإفلات من العقاب وعنف الدولة. ولذا نتساءل: لماذا يواصل كل هؤلاء الصحافيين تعقب وفضح أصحاب النفوذ في السلفادور رغم أنه يدركون جيدا أنه سيأتي يوما حيث يزج بهم أحد أصحاب النفوذ في سجون البلاد الموحشة لسنوات؟".

وأقر مارتينيز بتباين الإجابة على هذا التساؤل حسب المنطقة والبلد وأيضا الدوافع الشخصية، قائلا "لكنني متأكد من الحصول على إجابة واحدة سيرددها  صحافيو أمريكا الوسطى  وأنا فخور بكوني واحدا منهم مفادها: ("كلما زادت شِدّة الظلام، كلما تزايدت الحاجة إلى الصحافة".

وفي ختام حديثه، شدد مارتينيز على أن "الصمت ليس خيارا" فيما وجه الشكر والامتنان لزملائه في مجلة "إل فارو" وجميع الصحافيين في البلدان المجاورة لشجاعتهم، قائلا "بغض النظر عن الثمن الذي قد ندفعه، فإن الصمت ليس – ولن يكون – خيارنا".

مُنحت جائزة DW لحرية الرأي والتعبير العام الماضي لصحافيين اثنين من أوكرانيا قاما وثقا فظائع عاشتها مدينة ماريوبول
مُنحت جائزة DW لحرية الرأي والتعبير العام الماضي لصحافيين اثنين من أوكرانيا قاما وثقا فظائع عاشتها مدينة ماريوبولصورة من: Ronka Oberhammer/DW

الجديد بالذكر أنه منذ عام 2015 قامت مؤسسة دويتشه فيله الإعلامية الألمانية (DW) بمنح جائزة حرية الرأي والتعبير سنويا خلال فعاليات منتدى الإعلام العالمي التي تنظمه المؤسسة سنويا.

ويعد مارتينيز تاسع شخصية يحصل على الجائزة  فيما كان أول من فاز بها هو الناشط الحقوقي والمدون السعودي رائف بدوي.

والعام الماضي، منحت مؤسسة DW جائزتها السنوية لحرية الرأي والتعبير للمصور الأوكراني إيفغيني مالوليتكا، الذي يعمل مع العديد من المؤسسات الإعلامية الدولية، إلى جانب زميله ومواطنه ميستيسلاف شيرنوف، الصحفي بأسوشيتد برس بعد أن وثّقا بعدساتهما الفظائع التي عاشتها ماريوبول مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

سيلجا تومس /م.ع