1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصراع في الشرق الأوسط.. مخاوف من صدمة في أسعار الطاقة!

١٧ أكتوبر ٢٠٢٣

كان رد فعل أسواق النفط سريعا بعد الهجوم الإرهابي لحماس على إسرائيل. النزاع في الشرق الأوسط يقلق المستهلكين خصوصا مع ارتفاع أسعار الغاز. وخبراء الطاقة متفائلون لكن بشروط.

https://p.dw.com/p/4XcgP
النفط كسلاح استعمل في عام 1973 خلال الحرب بين إسرائيل ودول عربية
استعمال النفط كسلاح مستبعد من قبل خبراء الطاقةصورة من: Ysser Al-Zayyat/AFP

ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ في أسواق النفط بداية الأسبوع، بعد هجوم حماس الإرهابي على  إسرائيل. ومع مرور الوقت، هدأت الأسواق وعادت الأسعار تقريباً إلى مستوى ما قبل عطلة نهاية الأسبوع، فكما يبدو لا يرى البائعون والمستهلكون في سوق النفط حتى الآن أي تهديد يتسبب نتيجة انخراط دول أخرى في النزاع. رغم إعلان الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد(8 اكتوبر تشرين أول ) حالة الحرب بعد الهجمات الإرهابية.

يقول يورغ كريمر رئيس الاقتصاديين في بنك "كوميرتسبنك" الألماني لـ DW: "ليس لدي انطباع  بأن إيران أو دول أخرى تنوي شن هجمات مفتوحة على إسرائيل. هذا يشير إلى عدم وجود تصعيد كبير"، ويرى أن "السوق تشارك هذا التقدير، كما يمكن ملاحظته من خلال رد الفعل المعتدل لأسعار النفط".

لكن أكثر من ثلثي النفط العالمي يتم نقله عبر السفن من الشرق الأوسط، ولذا لاتزال الأسواق تتابع الوضع بحذر، حتى وإن لم تكن هناك تأثيرات مباشرة على إمدادات النفط حتى الآن. ووفق وكالة الطاقة الدولية "IEA" فإن أن النزاع في الشرق الأوسط مليء بعدم اليقين، وأن الأحداث تتسارع.

صدمة النفط قبل 50 عاما

رغم ذلك يعتقد المستثمرون أن ما جرى قبل خمسين عاما  لن يتكرر. في تلك الفترة، في تشرين الأول/ أكتوبر 1973، هاجمت مصر وسوريا إسرائيل، فارتفعت التوترات  ولجأت بعض الدول العربية  إلى استخدام أسعار النفط للضغط على الدول الصناعية الغربية مثل ألمانيا، التي كانت تعتمد بشكل كبير على أسعار النفط المنخفضة.

حينها قررت الحكومة الألمانية وضع قيود السرعة بحد أقصى 100 كيلومتر في الساعة على الطرق السريعة وأيام الأحد خالية من السيارات، بعد أن ارتفعت أسعار النفط بنسبة تقارب 70 في المائة بسبب تقليصات في إنتاج النفط في الشرق الأوسط.

"اليوم، لم يعد العالم العربي كتلة واحدة، وهناك توترات كبيرة في المنطقة، مثل تلك بين المملكة العربية السعودية وإيران. لذلك يجب ألا يتكرر ما حدث في السابق، ومن المرجح ألا ترتفع أسعار النفط بنفس الطريقة كما كان الحال في ذلك الوقت"، بحسب يورغ كريمر.

ما دور إيران؟

ومع ذلك، يمكن أن يتغير الوضع، إذا تورطت  إيران في الصراع، لأنها تقدم دعما ماليا  لحركة حماس ، وهي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

"المخاوف من مشاركة إيران في الأزمة، في هذه الحالة قد يكون لهذا الدور تأثير واضح على أسعار النفط والاقتصاد العالمي"، يقول رئيس بنوك "شباركسين" الألمانية، هيلموت شليفايس.

وخلال اجتماع صندوق النقد الدولي في مراكش، شدد شليفايس على أن الاقتصاد العالمي يمر بفترة ضعف بالفعل. وأضاف: "بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية الموجودة بالفعل، يأتي الآن أيضا الهجوم الإرهابي لحماس على إسرائيل. سيتوقف الكثير على إمكانية السيطرة هذا النزاع الرهيب على الصعيدين المحلي والإقليمي".

في عام 2018، فرضت الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عقوبات على إيران، أدت إلى تقليل صادرات النفط من البلاد.

وبعد تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه، زادت صادرات النفط الإيراني بشكل ملحوظ. جو بايدن يسعى لإعادة إحياء اتفاق النووي مع إيران الذي جرى توقيعه عام 2015. وكجزء من جهود ضبط ومراقبة المنشآت النووية الإيرانية، هناك إمكانية لتخفيف العقوبات على إيران.

أكثر من ثلثي النفط العالمي يتم نقله عبر السفن من الشرق الأوسط، ولذا لاتزال الأسواق تتابع الوضع بحذر
حقول أرامكو السعودية في الخليجصورة من: Saudi Aramco/dpa/picture alliance

هل سيصل سعر النفط إلى أكثر من 100 دولار قريبًا؟

في الوقت الحالي، بدأت إيران مرة أخرى في تصدير كميات كبيرة من النفط، وهو الكم الأكبر من النفط الذي صدرته منذ خمس سنوات. بالإضافة إلى ذلك، زادت الولايات المتحدة من إنتاجها من النفط، حيث أصبح إنتاج النفط فيها مرة أخرى على مستوى ما كان عليه قبل جائحة كوفيد-19.

وفي الوقت نفسه، الاقتصاد العالمي ضعيف ما يقلل الطلب على النفط. كل هذه العوامل تساهم في منع ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير. وإلى جانب ذلك، تُلائم هذه التطورات أيضا حكومات الدول الغربية التي تواجه تضخما مرتفعا.

لكن ماذا لو توسع النزاع؟ يرى العديد من خبراء الطاقة أن سعر النفط قد يرتفع بسرعة مجددًا فوق مستوى 100 دولار للبرميل. لأنه إذا تورطت إيران، فقد يؤدي ذلك إلى إغلاق مضيق هرمز، وهو الممر البحري الرئيسي لنقل النفط العالمي بين الخليج وخليج عمان، حيث يمر حوالي ثلث النفط العالمي بواسطة السفن عبر هذه الممرات البحرية.

ارتفاع واضح في أسعار الغاز

انخفضت أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال الأيام الأخيرة، لكن الأمر مختلف بالنسبة لأسعار الغاز، حيث شهد زيادات ملحوظة، وحدثت طفرات في الأسعار في سوق الغاز الحالي بلغ 40 في المئة.

هذا الارتفاع يعود إلى عدة أسباب. أولاً، أغلقت إسرائيل حقلًا للغاز يقع على بعد حوالي 20 كيلومترا من قطاع غزة في البحر الأبيض المتوسط. ثانيا، تعكس أسواق الغاز أيضا عدم اليقين بسبب إغلاق خط أنابيب الغاز بين فنلندا وإستونيا بسبب هبوط في الضغط. وأخيرا، إضراب عمال وموظفي مرافق غاز "أل. إن. جي." التابعة لشركة شيفرون في أستراليا الذي دام اسبوعين.

رغم كل ذلك، يتوقع محللون في مجال الطاقة أن تهدأ الأوضاع في سوق الغاز  بمرور الوقت بمجرد تجاوز هذه التوترات. وبالنسبة للمستهلكين، لا تلعب مثل هذه التقلبات في أسواق الغاز دورا كبيرا في الوقت الحالي إذا كانت مؤقتة. إذ يقوم مزودو الغاز وشركات الطاقة بتأمين أنفسهم من مثل هذه التقلبات من خلال عقود توريد طويلة الأمد.

ميشا أيرهارد/ ع.خ