1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الصين: من النسخ والتقليد إلى الابتكار

٢٥ نوفمبر ٢٠١٨

تتطلع جمهورية الصين الشعبية حتى 2050 إلى تولي القيادة العالمية في عديد من القطاعات المحورية في التقنية. ومن أجل بلوغ الهدف وجب على البلاد أولا احتلال الريادة في الابتكارات، وهي في طريقها إلى ذلك.

https://p.dw.com/p/38Va7
Next-EV NIO EP9
صورة من: Next-EV

النسخ بات أمراً من الماضي،. إذ تحتل الصين منذ 2011 المكانة الأولى في تسجيل براءات الابتكار. وفي 2016 تم تسجيل براءات ابتكار في الصين أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية. وهذا لا يعني البتة بأن امبراطورية "الطبقى الوسطى"  أكثر ابتكارا من هذه البلدان مجتمعة، والسبب يعود لولع خاص لدى الصينيين.

" الشركات الصينية تسجل الكثير من الخطوات الصغيرة في الوقت الذي تتريث فيه شركات ألمانية حتى التأكد من الحصول على ابتكار كامل"، يقول المحامي توماس إيشر خلال ندوة في غرفة التجارة والصناعة في كولونيا. وحقيقة أن الصين استدركت الركب بقوة في الابتكار، لا يمكن لكريستيان هيسلير إلا تأكيده. "في السابق قمنا بالكثير من نقل التكنولوجيا من ألمانيا إلى الصين، ولدينا في الأثناء فريق في الصين قادر على طرح ابتكارات على المستوى الموجود في ألمانيا"، يقول رجل الأعمال هيسلر الذي تولى إدارة مركز البحوث لسنوات في شنغهاي.

ألمانيا والصين ليستا متنافستين في مجالي البحوث والابتكار، بل يمكن أن يكملا بعضهما البعض. ويقول هيسلر خلال اليوم الاقتصادي الألماني الصيني بأن ألمانيا أمة تكنولوجيا عظيمة لها "بنية تحتية رائعة تعمل بصفة وثيقة مع الصناعة، لكن الصين سريعة وعملية ومرنة". ومن هنا وجب ربط فوائد الجانبين مع بعضهما البعض.

18. Deutsch-Chinesischer Wirtschaftstag in der Kölner Industrie- und Handelskammer
يوم الاقتصاد الألماني الصيني في غرفة التجارة والصناعة في كولونياصورة من: DW/D. Zhang

شركات صينية تبحث في ألمانيا

حقيقة أن يكون ذلك ممكنا تبرهن عليه مثلا الشركة الصينية Yanfeng Automotive Interiors وهي شركة رائدة عالميا في صنع المعدات الداخلية للسيارات. وفي الوقت الذي تدير فيه شركة Covestro مصانع الإنتاج والبحث في الصين، فتحت Yanfeng  منذ مطلع عام 2018 مركز ابتكار في بلدة نويس الألمانية. فلماذا في نويس بالتحديد؟ نويس تمتاز بقربها من مطارين دوليين وهي متصلة جيدا بالسكك الحديدية والطرق السريعة، تشرح مديرة مركز  زاو يانينغ. كما أن ولاية شمال الراين وستفاليا تتوفر على مجال بحوث يجعل الشركة تستفيد من مواهب المعاهد والجامعات. "لدينا هدف طموح لاحتلال المركز الأول في التزويد بالمعدات الداخلية للسيارات"، تقول زاهو ياننغ في كولونيا. وفيما يخص الإنترنيت المتحرك، فإن الصين تجاوزت ألمانيا التي ماتزال تحتل المرتبة الأولى في البحوث.

وفي الوقت الذي تنجز فيه شركة Yangeng المجال الداخلي لسيارة الغد، فإن شركة نيو الصينية تقوم بتجارب سيارة المستقبل، فيما يركز عمل البحوث على السياقة الذاتية. "من ينجح في جعل السيارة ذاتية كليا في الطريق، فهو يملك سيادة التوجيه"، يقول فليب كيملير إردمانسدورفير، رئيس اتصالات نيو في ألمانيا الذي يرى اختلافا بين الصين وألمانيا في مجال الابتكار.

حماية الابتكارات

إذا نجح فريق بحوث في ألمانيا أو الصين في تحقيق اختراق، فإن المطلوب هو حماية التقنية الجديدة. وفي الصين لم يتفجر  عدد تسجيلات براءات الاختراع فحسب، بل أرتفع عدد الشكاوى ضد البراءات  بقوة في السنين الأخيرة. 99 في المائة من تلك الدعاوى مرتبطة بحالات صينية، كما يقول المحامي إيشر.

وليس الابتكارات وحدها تحتاج إلى الحماية، بل أيضا معرفة ما في عقول العاملين، ولذا يوصي بعض الخبراء الألمان الشركات الألمانية بالإعلان عن التطورات التقنية الصغيرة كبراءات ابتكار.

زانغ دانهونغ/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد