1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العقيد الليبي ورحلة البحث عن مكان آمن ـ أين معمر القذافي؟

٧ سبتمبر ٢٠١١

أدى التباطؤ في دخول مدينتي بني وليد وسرت إلى توجيه اتهامات لجهات ليبية وخارجية بأنها تحاول تسهيل هروب القذافي. وفي الوقت نفسه تتضارب الأنباء حول مكان وجوده حاليا، وحول الدولة التي يمكن أن تستقبله على أراضيها.

https://p.dw.com/p/12USA
معمر القذافي في إحدى القمم الإفريقية السابقة، صورة من الأرشيفصورة من: AP

ما زالت الأنباء والتصريحات تتضارب حول مكان وجود العقيد الليبي معمر القذافي. وأحدث هذه التصريحات نقله الموقع الإنجليزي لقناة "ليبيا- الأحرار" عن أنيس الشريف، المتحدث باسم المجلس العسكري في طرابلس، الذي أعلن بأن القذافي محاصر حاليا في منطقة نصف قطرها 60 كلم من قبل الثوار، وأن القبض عليه أو تصفيته ليس إلا مسألة وقت. إلا أنه رفض تحديد مكان القذافي، وأوضح أن تقنيات عالية ومعلومات استخباراتية بشرية ساعدت في الوصول لمكانه.

وكان المجلس الانتقالي قد وعد بتقديم عفو خاص وجائزة مالية كبيرة لمن يقبض على معمر القذافي. كما قام المجلس بتشكيل وحدة خاصة من أجل البحث عن العقيد الفار، يرأسها هشام أبو حجر، الذي قال بأن الأنباء تشير إلى أنه ربما يكون القذافي في محيط قرية غات بجنوب ليبيا على بعد نحو 300 كيلومتر إلى الشمال من الحدود مع النيجر. وأشار أبو حجر إلى أن "مصادر كثيرة أكدت أن القذافي يحاول المضي جنوبا باتجاه تشاد أو النيجر". إلا أن وزير داخلية النيجر نفى هذا الأمر، وأكد أن بلاده لم تستقبل سوى قائد كتائب القذافي وعائلته لأسباب إنسانية.

"القذافي سيبقى في ليبيا"

Libyen Familie Gaddafi Flash-Galerie
إحدى الصور اللتي وجدت معلقة في مقر إقامة القذافي في باب العزيزية، وتظهر فيها عائلته مع الزعيمة الهندية الراحلة أندريا غانديصورة من: picture alliance/abaca

من جانبه استبعد ستيف راسل، وهو ضابط أمريكي كبير متقاعد، بأن يغادر القذافي ليبيا. وأعرب راسل عن اعتقاده بأنه سيبقى على الأرجح في ليبيا، قرب قاعدة سلطته وشبكات علاقاته في مسقط رأسه. وقال راسل، وهو أحد قادة جهود القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لرويترز عبر الهاتف "إنه مثل صدام، هو على الأرجح مغرور ومتكبر لدرجة أنه لن يغادر ليبيا. فعندما تعتاد على أنك محور عالمك على مدى 40 عاما من الصعب أن تتغير." ويرى راسل بأن أفضل طريقة للقبض على القذافي تتمثل في العثور على حراسه الشخصيين، كما حصل مع حراس صدام حسين الذين قادوا بالفعل إليه بعد ذلك.

وحتى الآن تأتي التصريحات والرسائل من معسكر العقيد بأنه لن يستسلم. فقد صرح موسى ابراهيم، المتحدث باسمه، بان القذافي لم يغادر البلاد. وقال لرويترز، إن القذافي في ليبيا في مكان آمن ويتمتع بصحة جيدة للغاية ومعنوياته مرتفعة. وأكد هذا الأمر مشعان الجبوري، صاحب قناة الرأي التي لا تزال على تواصل مع القذافي. إذ قال لوكالة فرانس برس: "إنني تحدثت مع القذافي قريبا جدا، وهو لا يزال في ليبيا بمعنويات عالية جدا وليس خائفا، وسيكون سعيدا إذا ما مات أثناء قتاله ضد المحتلين، ونجله سيف الإسلام بنفس الروح المعنوية".

بوركينا فاسو كملجأ

ولكن هناك تكهنات بأن القذافي سيلجأ إلى بلد إفريقي وقيل إن بوركينا فاسو يمكن أن تكون وجهته خصوصا بعد ما تردد أن هذه الدولة الإفريقية الفقيرة قد عرضت عليه اللجوء. ومن المعروف أن القذافي احتفظ بعلاقات مميزة مع بوركينا فاسو، وأمدها بمساعدات مالية كبيرة. ويرى الخبير الألماني المتخصص بالشؤون الليبية ألفريد هاكينبيرغ بأنه لو فر القذافي إلى الخارج، فلن يكون أمامه سوى اللجوء إلى بلد إفريقي، لأن "القذافي يدخر أموالا كثيرة جدا في بعض الدول الإفريقية، ولديه الكثير من الاستثمارات هناك، مما يجعله قادرا على الحصول على أموال سائلة في أي وقت يريد".

Blaise Compaore Burkina Faso Präsident NO FLASH
احتمال لجوء القذافي إلى بوركينا فاسو يثير قلق رئيسها بليز كومباوريصورة من: AP

ولكن قد تفكر بوركينا فاسو كثيرا قبل أن تستقبله على أراضيها. فهذه الدولة المصنفة في المركز 161 من بين 169 بحسب تصنيف الأمم المتحدة للدول الأقل تطورا في العالم، تحصل على مساعدات مجزية من دول الاتحاد الأوربي. ومن ألمانيا وحدها تدفقت مساعدات بقيمة 75 مليون يورو بين عامي 2008 و 2010، وبالتالي فقد تقرر التخلي عن صديقها، الذي انتهى عمليا، من أجل الحفاظ على علاقاتها مع الغرب.
يشار إلى أن حكومة واغادوغو نفت عبر وزير إعلامها آلان إدوارد تراوري، تلك التقارير التي تحدثت عن طلب العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي اللجوء اليها.

صفقة خلف الكواليس؟

ودعا التباطؤ في دخول مدينتي بني وليد وسرت إلى ارتفاع حدة التكهنات حول وجود صفقة من أجل تسهيل هروب القذافي. وكشفت تقارير إخبارية الساعدي، نجل القذافي، أجرى محادثات سرية مع مسؤولين في الحكومتين الفرنسية والبريطانية، لتأمين ممر آمن لوالده. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية تأكيد أحد معاوني الساعدي لها بأن القذافي لا يزال في ليبيا ولم يغادرها. وفي تصريحات نارية غير مسبوقة، بحسب وصف الصحيفة، اتهم عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى مصر والجامعة العربية جهات ليبية، رفض الإفصاح عنها، بأن لها مصلحة في هروب القذافي ومعه أموال الشعب الليبي وأسرار أربعة عقود متتالية على هذا النحو.

وقال الهوني إن "هؤلاء متورطون في جرائم تتعلق بحقوق الإنسان وانتهاكات وفساد مالي وتلقي رشى، ومن مصلحتهم أن ينجو القذافي ولا يحاكم". وكشف الهوني النقاب عن أن جهات بريطانية وفرنسية ربما تكون ضالعة في مسألة تهريب القذافي وضمان عدم اعتقاله من قبل الثوار.

إلا أن فرنسا والنيجر وبوركينا فاسو وحلف شمال الأطلسي نفت أي معرفة بمكان القذافي أو بأي صفقة للسماح له بالخروج من البلاد أو الحصول على ملجأ من ملاحقة الليبيين أو المحكمة الجنائية الدولية، التي تطلب محاكمته بشأن ارتكاب جرائم حرب. كما سارع حكام ليبيا الجدد إلى التصريح بأنهم سيطلبون من النيجر منع القذافي من دخول أراضيها.

(ف ي/ رويترز، أ ف ب، د ب أ)

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد