1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الغرب والأزمة اليمنية ـ مصالح محدودة ومخاوف من دولة فاشلة

٢٠ أبريل ٢٠١١

تراوح الأزمة اليمنية مكانها بعد عشرة أسابيع من انطلاق الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، ففي حين لم تنجح الوساطات في زحزحة المواقف المتصلبة، يفشل مجلس الأمن هو الآخر في توحيد كلمته لإصدار بيان قد يساعد على حلحلة الأمر.

https://p.dw.com/p/110Kj
صالح يصر على البقاء في السلطة رغم موجة الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح البلادصورة من: picture-alliance/dpa

مع سقوط المزيد من القتلى يوميا في اليمن جراء المظاهرات المطالبة بالتغيير يزداد الوضع قتامة خاصة مع تصلب مواقف أطراف الأزمة، فالشارع اليمني المطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح أكد عبر المظاهرات اليومية والعصيان المدني أنه لن يرضى بسقوط النظام بديلا، فيما يقابله موقف صالح الذي يحاول بشتى الطرق الالتفاف على مطالب شعبه والبقاء في السلطة التي يعتليها منذ أكثر من 32 سنة.

فيما بدا الضوء الخافت الذي ظهر في نفق الأزمة اليمنية يتلاشى شيئا فشيئا، هذا الضوء الذي بعثته المبادرة الخليجية حينما استطاعت إقناع الحكومة والمعارضة بفتح مجال للحديث عن انتقال سلمي للسلطة في البلاد. ويبدو أن هذا الحديث لم يسفر عن أي تقدم، خاصة بعد إعلان المتحدث باسم وفد الحكومة اليمنية، بعيد انتهاء اجتماع الوساطة الخليجية والذي عقد في أبوظبي، أن الاجتماع لم يحقق أي اختراق. وقال احمد بن دغر للصحافيين "نحن نتمسك بالدستور ولا نستطيع أن نتجاوز الدستور" في إشارة إلى تمسك الرئيس اليمني علي عبدا لله صالح بما يسميها "ولايته الشرعية" وإصراره على إن يتم أي انتقال للسلطة في إطار الدستور ووفق انتخابات.

في هذه الأثناء فشل مجلس الأمن الدولي الذي عقد أول اجتماع له الثلاثاء حول الوضع في اليمن، بطلب من ألمانيا ولبنان، في صياغة إعلان مشترك بالرغم من إعراب بعض الدبلوماسيين عن "قلقهم" حيال القمع الدموي الذي يقوم به النظام اليمني. فما سبب فشل المجتمع الدولي في اتخاذ قرار حاسم تجاه ما يحدث في هذا البلد الفقير؟

هل من مصالح في بقاء صالح؟

Vor 20. Vereinigungsfeiern in Jemen
الرئيس اليمني يؤكد انه "صامد" و"متمسك بالشرعية الدستورية"صورة من: picture-alliance/dpa

بيتر ويتينغ، سفير ألمانيا في الأمم المتحدة، الذي دعت بلاده لاجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في اليمن، قال "إننا نعرب عن قلقنا حيال الوضع الذي يتدهور في اليمن ودعونا إلى ضبط النفس والحوار". قلق لم تخفيه الأبواب المغلقة للمجلس الذي لم يتوج حتى بإعلان من شأنه أن يضغط على نظام صالح للدخول في حوار جدي مع معارضيه. ويرى الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط ميشائيل لودرز، في مقابلة مع دويتشه فيله، أن "الوضع الدولي لا يسمح باتخاذ قرار صارم تجاه اليمن، خاصة مع التطورات الدموية التي دخلت فيها ليبيا".

وقد فضل بعض المبعوثين لدى مجلس الأمن إجراء مشاورات مع عواصم بلدانهم قبل اتخاذ أي قرار، فيما رفض البعض الآخر صراحة إصدار إعلان أممي بشأن ما يجري في هذا البلد. وقد سئل دبلوماسي غربي عن السبب في ذلك فقال "المشتبه بهم المعتادون" وهي إشارة فيما يبدو إلى روسيا والصين اللتين تعرضان في الغالب اتخاذ إجراء قد ينظر إليه على أنه تدخل في الشؤون الداخلية لدولة ما.

لكن الدكتور احمد الحميدي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، يرى، في مقابلة مع دويتشه فيله، أن الأمر لا يتعلق بمسألة التدخل في شؤون الداخلية للدول الأخرى، بل يتعداه إلى لغة المصالح، فاليمن البلد الفقير لا يمتلك الثروات الطبيعية التي تجعل الغرب يبحث بجدية عن استقرار هذا البلد. وهو ما ذهب إليه الخبير الألماني ميشائيل لودرز بالقول" إن المجتمع الدولي يخشى من التدخل في الوضع اليمني، هذا البلد الذي يعيش في فقر شديد ومشاكل داخلية" تتمثل في التمرد الحوثي في الشمال، والحركة الانفصالية في الجنوب، إضافة إلى نشاط القاعدة المتزايد في المنطقة.

مخاوف من"الدولة الفاشلة"

Anschlag auf US-Botschaft im Jemen
يتخوف الغرب من تحول اليمن إلى دولة فاشلة، خاصة مع انتشار السلاح، ونشاط القاعدة في هذا البلد الفقيرصورة من: AP/SABA

وفي ظل هذه المتغيرات، لا يخفي لودرز تخوف الغرب من المستقبل المجهول لليمن في حال سقط نظام علي عبد الله صالح، ويضيف: " يتساءل الغرب عن من سيأتي في حال سقط نظام صنعاء، ويتخوفون من الفوضى العارمة هناك". وكانت السفيرة الأمريكية لدى مجلس الأمن سوزان رايس قد قالت للصحفيين إن "وفودا كثيرة منها وفد بلادها شددوا على أهمية إنهاء العنف وتبني عملية سياسية تؤدي سريعا إلى انتقال للسلطة يحظى بمصداقية."

من جانبه يرى الدكتور محمد الظاهري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء في حوار مع دويتشه فيله، أن الغرب لم يُكَوِن فكرة واضحة عن الأوضاع السائدة في اليمن حاليا، وأن لديه ضبابية عن مستقبل هذه الاحتجاجات، ويوضح بالقول إن "الغرب ينظر إلى اليمن انطلاقا مما حدث في الصومال، ويعتقدون أن الانهيار الكلي للدولة وتحولها إلى دولة فاشلة سيساعد في انتشار الإرهاب والقرصنة ما سيهدد المصالح الغربية المتمثلة في تأمين الملاحة البحرية". ويضيف أن "الغرب لا يريد أن تتحول اليمن إلى دولة فاشلة، ليس لدواع إنسانية، ولكن للحفاظ على مصالحهم".

ويشير الدكتور الظاهري إلى أن المتغيرات الإقليمية هي الأخرى لها دور في عدم بلورة موقف دولي موحد اتجاه ما يحصل في اليمن، ويوضح بالقول: إن إمكانية امتداد النفوذ الإيراني في منطقة شمال اليمن، موطن التمرد الحوثي الشيعي، في حال سقط نظام صالح، يقلق الغرب خاصة وأن البلد يطل على أهم المعابر البحرية في المنطقة.

يوسف بوفيجلين

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات