الفيفا تؤمّن على مونديال كأس العالم بمبلغ 4،2 مليار يورو

من اللافت للنظر أن مونديال كأس العالم المزمع انطلاقه في ألمانيا بعد شهرين تقريبا يلقي بظلاله على كافة نواحي الحياة في المجتمع الألماني. فبالرغم من أن صافرة البداية لن تنطلق قبل شهر يونيو/حزيران القادم، تجرى التحضيرات حالياً من قبل كافة الجهات المختصة الرياضية والأمنية على قدم وساق. إحدى القطاعات الاقتصادية التى تلعب دورا حيويا من وراء الكواليس هي شركات التأمين التي تعتبر أن المونديال يشكل فرصة ذهبية لها لتحسين أرباحها. دويتشه فيله قامت عبر مراسلها سابستيان شوبيرت بزيارة خاصة الى شركة "هامبورغر ـ مانهايمر للتأمين"، التي فازت بعرض الفيفا للتأمين على المونديال بتكلفة بلغت 4،2 مليار يورو. وستقوم الشركة بوضع 25 ألف موظف تحت تصرف اللجنة المنظمة تحسبا لأي ظرف طارئ.

عقد تأمين من نوع خاص

تعتبر شركة "هامبورغر ـ مانهايمر للتأمين" إحدى أهم وأضخم الشركات المتخصصة بعقود التأمين الرياضية. فهي شريك رسمي ليس للعديد من الأندية الرياضية في بطولة الدوري الألماني وبطولات أوروبية أخرى فحسب، بل أنها أيضا شريك رسمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA). وبمجرد الدخول إلى قاعة الاستقبال في مركز الشركة الواقع في الضاحية الشمالية لمدينة هامبورغ، يشعر المرء وكأنه في متحف رياضي من الطراز الأول وذلك لكثرة الكؤوس الذهبية والفضية والأوسمة والدروع التي فازت بها الشركة خلال مسيرتها في التأمين على الأندية المختلفة. صحيح أن الشركة لديها خبرة واسعة في التعامل مع عقود تأمين عدة في قطاع الرياضة، ولكن يبدو أن الأمر هذه المرة مختلف تماماً، وذلك على حد قول سابستيان كونراد، مدير فريق العمل المسؤول عن متابعة شؤون المونديال: "لا يمكن المقارنة بين العقود السابقة والعقد الحالي، فالمخاطر في يومنا هذا أكبر حجما وأكثر تنوعا. نحن نتحدث اليوم مثلا عن عطل في القطارات أو سقوط إحدى قطع الأقمار الاصطناعية من السماء أو عطل في لوحات الإعلانات في الاستاد."

تأمين على اللاعبين

أشار سابستيان كونراد إلى أن طريقة التأمين على اللاعبين اختلفت كليا عن السابق. ففي الوقت الحاضر لا يتم تأمين اللاعب كلاعب، وإنما أعضاء من جسمه. هذا يتعلق باللاعبين النجوم على وجه الخصوص، فالكل يتذكر، حسب كونراد، صفقات تأمين ذراع أويد أو قدم فيغو. وهذا يعني أن التأمين يتم على جزء من جسم اللاعب على حدة. وأضاف كونراد انه في هذا المونديال لن يتم تأمين اللاعبين فحسب، يل الجمهور أيضا. فكل بطاقة من بطاقات الدخول إلى إحدى مباريات المونديال تضمن لحاملها حماية قانونية وتأميناً ضد الحوادث العارضة. كونراد يقول في هذا السياق: "هناك مخاطر لا تضعها شركة التأمين في حسابها، فاذا تعثر أحد أفراد الجمهور مثلا على مدرج الاستاد وأصابه كسر معين وتبين ان سبب ذلك هو خطأ في المدرج أو في الإضاءة أو في وسائل الأمان، فان شركة التأمين تتكفل بالمصاب كاملا."

هذه التفاصيل الصغيرة تم التفاوض بشأنها مع الفيفا، وكونراد يعرف ذلك بدقة. ماذا لو اكتشف في المباراة النهائية مثلا أن الكأس غير موجودة؟ هذا حدث بالفعل في إحدى البطولات حيث تعرضت الكأس للسرقة. لقد أخذت كل من الفيفا وشركة التأمين احتياطياتها هذه المرة وقامت بإيجاد بديل له.

الإرهاب أكبر المخاطر

تدرك الفيفا جيدا أن أكبر المخاطر التي تواجهها هو حدوث عملية إرهابية أو سقوط طائرة على احد المدرجات أو إلغاء المونديال بالكامل. وقد قامت الفيفا بدفع 158 مليون للتغطية في حالة الإلغاء. وفي هذا السياق يقول موظف شركة التأمين كونراد أن شركته رفضت إدخال العمليات الإرهابية ضمن الحالات التي يغطيها عقد التأمين مع الفيفا. هذه الأخيرة اضطرت الى إصدار سندات خاصة بها للتغطية في حالة حدوث كارثة من هذا النوع. وأضاف كونراد أن شركات التأمين تأخذ من أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية عبرة لها في إبرام عقود التأمين.

ساعة الحسم تبدأ بالنسبة لـ كونراد وفريقه مع إطلاق صافرة البداية في مباراة الافتتاح في ميونخ في التاسع من يونيو/حزيران القادم. حينئذ سيكون كونراد وفريقه تحت تصرف عملائهم من لاعبين ومتفرجين ومنظمين على مدار الساعة. فاذا اشتكى رولاندينو من نقص في الفندق الذي يقيم فيه، فيجب على رجل التأمين أن يكون في الموقع لإرضاء العميل رفيع المستوى، واذا سرق أحدهم جهاز الكمبيوتر النقال لفرانس بيكينباور، فعلى رجل التأمين أن يكون جاهزا لإحضار جهاز بديل عنه. هذه التفاصيل التي تحدث خلف الكواليس هي سبب من أسباب نجاح المونديال.