1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المغرب – موسيقى الراب في مواجهة التطرف الديني

أيوب الريمي- المغرب١ أغسطس ٢٠١٤

بعد الاعلان عن وجود أكثر من ألفي شاب مغربي يقاتلون إلى جانب تنظيم داعش في العراق وسوريا، يعود الجدل في المغرب للمطالبة من جديد بضرورة إعادة النظر في الخطاب الديني وإعادة تقييم بعض المواقف السلفية الرافضة للعنف والتطرف.

https://p.dw.com/p/1Cmyz
Chiekh Sar
صورة من: DW/A. Errimi

لحية كثيفة وثياب أفغانية ووجوه عابسة تميز إحدى صور الشباب الذين هاجروا للقتال إلى جانب تنظيم داعش، وبعض هؤلاء يتوعد بالعودة إلى المغرب والانتقام من شعبه لأسباب مجهولة. مثل تلك الصور أثارت الرعب في نفوس المغاربة الذين يتساءلون عن السبب في نشوء مثل هذه المواقف الحاقدة. غير أن تلك الصورة التي تعبر عن المحنة "الفكرية والدينية" التي يمر بها عدد من الشباب يقابلها من جهة أخرى صورة شباب آخر باللباس الأفغاني ونفس اللحى الطويلة ولكن وجوههم لا تفارقها البسمة ومواقفهم تحث على ضرورة التفكير والتأمل وعدم التحريض على القتل والعنف. من بين هؤلاء الشباب هناك الإمام الشاب المرتضى إعماراشا الذي يقول في إحدى تعليقاته المثيرة عبر الفايسبوك: "لئن تهدي لأخيك أغنية تدخل بها السرور على قلبه خير من أن تهديه مقطع فيديو لشيخ يدخل على قلبه الحزن والهم".

الشيخ سار... الراب في جبة السلفي!

مئات الشباب يتوافدون على قاعة مولاي رشيد للشباب في مدينة الدار البيضاء من أجل حضور حفل للشيخ سار، ولعل أول ما يتبادر إلى الذهن عند سماع كلمة شيخ أن الحفل سيكون ذا طابع ديني، غير أن حقيقة الأمر هو أن الحفل مخصص لموسيقى الراب، يحييها الشيخ سار، هذا الشاب المغربي (22 عاما) ذو التوجه السلفي الذي تمرد على القواعد التي وضعها بعض الشيوخ السلفيين والذين يعتبرون أن "الغناء حرام"، وفي هذا السياق يقول الشيخ سار في تصريحه ل DW /عربية:"الموسيقى والفن يؤثران في النفوس، فلماذا لا نستغل الفن من أجل إيصال رسائل هادفة وتهذيب أذواق الشباب عوض جعلهم يهتمون بأشياء تهدم قدراتهم الإبداعية. الشيخ سار يعتبر نفسه داعية إسلامية لكن على طريقته ويصرح بأنه يجب التشبث بما تركه السلف الصالح لكن ضرورة التأقلم مع متطلبات العصر.

ويحكي الشيخ سار كيف راودته الفكرة أول مرة ليصبح مغني راب. فهو فكر في الجمع بين مرجعيته الإسلامية وبين موسيقى الراب التي كان يعشقها "وقلت في نفسي لماذا لا أستغل الراب حتى أدخله إلى البيوت ويسمعه الجميع دون أي حرج من سماع كلمات نابية وفي نفس الوقت التعبير عن مشاكل الشباب ومعاناة الناس"، حسب الشيخ سار الذي اختار لقب الشيخ للحفاظ على الطابع الإسلامي في تسميته في حين أن اسمه الحقيقي هو إلياس لخريسي.

Chiekh Sar
صورة من: DW/A. Errimi

على الرغم من حداثة سنه قلة خبرته في مجال الفن يتحدث الكثيرون عنه، فمنهم من يعتبره ناقلا لمبادرة إيجابية وصيغة جيدة لمصالحة الدين بالفن بعد القطيعة التي أحدثها بعض المتطرفون بين الدين والفن، ومنهم من يعارض هذا الفن ويعتبره "تشويها لفن الراب وتطفلا عليه". غير أن الشيخ سار يقول: "أي تجربة جديدة أكيد أنها لن تثير إعجاب الجميع لكن المهم بالنسبة لي هو أن الشباب متحمس لهذه التجربة"، وهو ما يؤكده عدد الشباب الذين يتابعون الشيخ سار على الأنترنت على قناة الشيخ سار على اليوتوب، عشرات الآلاف من الشباب يتابعون أغانيه.

وعن علاقة الفن بالدين ، يضيف الشيخ السار: "لا يوجد أي تعارض بين الدين والفن بل أنا أقول إن المسلمين تخلفوا عن باقي الحضارات عندما تخلوا عن الفن والإبداع ومن يقول إن الفن يتعارض مع الإسلام فهو إنسان جاهل"

المرتضى... انتقاد استغلال الدين

بلباسه الأفغاني ولحيته المهذبة وابتسامته الدائمة أصبح الإمام السلفي مرتضى إعمراشا ، اسما معروفا في صفحات التواصل الاجتماعي لدى الشباب المغربي، والسبب في شهرة الشاب المنحدر من مدينة الحسيمة بشمال المغرب هي مواقفه المثيرة للجدل بين رجال الدين، الذين يعتبرهم المرتضى "يستغلون الدين من أجل إرضاء الحكام على الرغم من أن هؤلاء الحكام يأتون بأمور مخالفة للإسلام وهو ما أدى إلى تخلف المسلمين"

ويقول المرتضى في حديثه ل DW /عربيةإن رسالته هي "ضرورة إعادة قراءة التراث الإسلامي والتأقلم مع الواقع الحالي لأننا إذا تشبثنا بالتراث دون قراءة نقدية له سنعيش خارج التاريخ ".

غير أن مواقف المرتضى الذي كان خطيبا في أحد المساجد في منطقة جبال الريف شمال المغرب تسببت له في الكثير من المشاكل حيث فصل من عمله بسبب دعوته إلى استعمال العقل في التعامل مع الدين ، وكان عرضة لانتقادات المتطرفين الذين هددوه بالقتل ونشروا فيديو على الأنترنت "يدعونه فيه إلى التراجع عن أفكاره أو سيكون مصيره الموت"

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد