المنتخب الجزائري ومعضلة إيجاد مدرب مناسب له

تواجه كرة القدم الجزائرية وضعا حرجا منذ استقالة مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان والذي استقال من منصبه إثر تعادل المنتخب الجزائري في عقر داره مع نظيره التنزاني. ومع أن استقالة سعدان هذه لم تكن مفاجئة ونالت ترحاب بعض الأطراف المناوئة له، إلا أن توقيت الاستقالة لم يكن مناسبا في نظر العديد من المراقبين، فالمنتخب الجزائري دخل مضمار التصفيات القارية لتوه وتنتظره مقابلة مهمة في جمهورية إفريقيا الوسطى في أقل من شهر.

وكان من المنتظر أصلا أن يتنحى سعدان عن تدريب المنتخب الجزائري بانتهاء عقده مباشرة بعد المونديال في جنوب إفريقيا، غير أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم طالبته بمواصلة المشوار ومددت عقده لعامين إضافيين حتى نهاية كأس الأمم الإفريقية سنة 2012.

انجازات محترمة وانتقادات واسعة

ولقد حصد سعدان انتقادات واسعة على خلفية تراجع مردودية الخضر، الذين لم يتمكنوا من الفوز منذ انتهاء نهائيات الأمم الإفريقية مطلع هذا العام إلا في مقابلة ودية واحدة جمعت بينهم وبين المنتخب الإماراتي. ورد سعدان على منتقديه مشيرا إلى الإنجازات الإيجابية التي حققها مع منتخب الجزائر في العامين الماضيين، بحيث أنه تمكن من التأهل للمونديال الأخير بعد غياب دام 24 سنة إلى جانب الوصول إلى الدور النصف النهائي من كأس الأمم الإفريقية لهذه السنة، بعد أن غاب عنها دورتين متتاليتين.

وأرجع سعدان عقب استقالته تدهور نتائج الخضر إلى الضغوط الجماهيرية المتنامية على اللاعبين، هذا إلى جانب "مؤامرات" حيكت ضده في محيط الفريق، وطالب الجمهور الجزائري بدعم المنتخب وإزالة الفجوة التي حصلت بينهما في الآونة الأخيرة.

خيارات عديدة ولا قرار

أما فيما يخص خلافة سعدان، فقد اجتمع محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بعبد الحق بن شيخة، مدرب منتخب المحليين للبحث في إمكانية تولي هذا الأخير منصب مدرب المنتخب الأول، دون أن يسفر هذا اللقاء عن نتيجة إيجابية.

ونزولا عند رغبة الشارع الجزائري الذي يطالب منذ زمن بمدرب مخضرم بوسعه أن يقود منتخب البلاد المتكون من مواهب شابة إلى نتائج تناسب القوى الكامنة فيه، أبدى هاشمي جيار، وزير الشبيبة والرياضة الجزائري يوم الثلاثاء المنصرم استعداد وزارته لتوفير كل ما يلزم للتعاقد مع مدرب أجنبي من العيار الثقيل.

في هذا الصدد اجتمع محمد روراوة كذلك بالمدرب الفرنسي ألان ميشال، مدرب مولودية الجزائر العاصمة حاليا، في مقر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم للتشاور معه حول وضع الكرة الجزائرية على حسب قوله، ونفت الاتحادية الجزائرية أن يكون ألان ميشال قد اختير خلفا لسعدان.

من جهة أخرى أدخل الفرنسي فيليب تروسييه اسمه ضمن قائمة المرشحين لنيل منصب مدرب المنتخب الجزائري عندما أبدى رغبته في رفع التحدي المتعلق بهذا المنصب. وقد سبق لتروسييه أن درب منتخبات الكوت ديفوار وقطر والمغرب.

ويعد رابح ماجر، نجم الكرة الجزائرية في الثمانينات، من المرشحين الجزائريين ذوي الحظ الأوفر لتولي المنصب الناخب الوطني، غير أن التعاقد مع مدرب أجنبي يبدو من أرجح الخيارات. وينتظر أن تعلن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عن اسم مدرب المنتخب الجديد بعد عيد الفطر.

بشير عمرون

مراجعة: حسن زنيند