1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

النقاب في مصر ـ رمز للاحتجاج أم هوية جديدة؟

١٣ يوليو ٢٠١٠

تشهد ظاهرة ارتداء النقاب منذ سنوات انتشارا متزايدا في صفوف المصريات. وفيما يعزو البعض هذه الظاهرة إلى تأثير القنوات الفضائية الدينية على المصريين، يرى آخرون أن النقاب يعبر عن مواقف رافضة للمفهوم السائد للإسلام في البلاد.

https://p.dw.com/p/OICn
انتشار ظاهرة ارتداء النقاب في صفوف المصرياتصورة من: AP

إلى جانب انتشار الحجاب في صفوف النساء المسلمات في مصر، يلاقي النقاب فيها إقبالا متزايدا السنوات الأخيرة، خاصة من قبل الفتيات والشابات. ويفسر أندرياس ياكوبز، رئيس مكتب القاهرة لمؤسسة كونراد آديناور الألمانية، في حديث لدويتشه فيله، هذه الظاهرة الجديدة في المجتمع المصري "بأنها تعكس مواقف رافضة لما تروج له الدولة من مفهوم للإسلام"، فالحكومة المصرية تتبع تقليديا نهجا إسلاميا معتدلا.

لهذا فإن ارتداء النقاب، يعكس في نظر ياكوبز"أسلوبا جديدا في الحياة يتميز بالتشدد" الذي أصبح يشكل كما يقول "جزءا من هوية جديدة لفئة من المجتمع المصري." ثم يشير إلى أن ارتداء النقاب كاد يكون مجهولا تماما في مصر قبل سنوات، فيما انتشر في غضون بضعة أعوام في الشوارع المصرية. ويقول الخبير الألماني"عندما تقرر الفتيات والنساء في مقتبل العمر ارتداء النقاب، فإنهن يعبرن من خلال ذلك عن رفضهن للمنهج الديني المتبع تقليديا في بلادهن". من جهتها، ترى إيمان مندور، عضو مجلس أمناء مركز قضايا المرأة المصرية، في مقابلة مع دويتشه فيله، أن انتشار ظاهرة النقاب في الشوارع المصرية يعود بالدرجة الأولى إلى القنوات الفضائية الدينية، التي تروج لإسلام سلفي متشدد "يرى أن ارتداء النقاب فريضة إسلامية" ويعود من جهة أخرى إلى تأثير المذهب الوهابي القادم من السعودية، والتي يروج له العمال المصريون العائدون من السعودية.

النقاب يثير قلق الحكومة والمؤسسة الدينية

Ägypten verschleierte Frauen Flash-Galerie
هل ارتداء النقاب تعبير عن مواقف رافضة أم هو طابع لهوية جديدة ؟صورة من: AP

وفي الواقع، أصبحت ظاهرة النقاب تثير قلق الحكومة والمؤسسة الدينية الرسمية في مصر، حيث يوصف النقاب بأنه "تعبير عن الغلو والتشدد وبعيد عن أصول الدين ومنهجه." و يراقب أندرياس ياكوبز منذ سنوات تطور ظاهرة ارتداء النقاب في الشوارع المصرية، ولاحظ أن الجدل الذي يدور حول النقاب والمساعي الرامية إلى حظره في الجامعات المصرية " يحتدم في مصر بقوة أكبر مما يحدث في أوروبا"، حيث أثارت ظاهرة النقاب في الأشهر الماضية جدلا واسعا في كل من بلجيكا وفرنسا على سبيل المثال.

وكان شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي هو الذي كان قد أثار الجدل قبل نحو عام في مصر، عندما طلب أثناء جولة تفقدية في أحد المعاهد الأزهرية من تلميذة منقبة في الصف الإعدادي نزع النقاب، واصفا إياه بأنه "عادة ولا علاقة له بالإسلام" وأعلن حظره داخل المعاهد التابعة للأزهر. وحذت حذوه الجامعات المصرية وفرضت حظرا على ارتداء النقاب أثناء الامتحانات، معللة قرارها بأن النقاب يحجب وجه الطالبة وبالتالي يتعذر التثبت من هويتها قبل دخول قاعات الامتحانات. وبالرغم من ذلك فإن عشرات الطالبات المنقبات رفضن الامتثال لقرار الجامعات ورفعن دعوى قضائية، طالبن فيها بإلغاء قرار وزارة التعليم العالي، القاضي بمنعهن من دخول الامتحانات وهن محجبات الوجوه.

وعندما أيد القضاء المصري قرار الجامعات بحظر النقاب أثناء الامتحانات خرجت مئات الطالبات المنقبات للاحتجاج ضد قرار المحكمة والمطالبة بالتراجع عن قرار تأكيد الحظر. وعلى الرغم من أن ظاهرة ارتداء النقاب في الجامعات والشوارع المصرية لا تزال محدودة نوعا ما، إلا أنها من وجهة نظر أندرياس ياكوبز ليست موجة عابرة، بل هي كما يقول " تعبير عن مواقف احتجاجية سوف تشهد تزايدا واضحا في المستقبل القريب."

الكاتبة: شمس العياري

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد