1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتخابات تونس: جاذبية نجوم الكرة للناخبين على المحك

٢٠ أكتوبر ٢٠١١

ترشح عدد من نجوم كرة القدم في تونس لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي الأحد المقبل ضمن قائمات حزبية أو مستقلّة. وتأمل أحزاب سياسية أن يرجّح نجوم الكرة كفّتها في ميزان التصويت

https://p.dw.com/p/12w2Y
نجوم الرياضة يجتذبون جماهير الملاعب فهل يفعلونها مع الناخبين؟صورة من: AP

يعتبر شكري الواعر الحارس السابق للمنتخب التونسي ولفريق "الترجي الرياضي" من أبرز اللاعبين المترشحين للانتخابات. ويرأس الواعر الذي انضم ّإلى حزب "الاتحاد الوطني الحر" ذي التوجه الليبرالي والحديث النشأة القائمة الانتخابية للحزب في الدائرة الانتخابية "تونس2" .

وذكرت صحف محلية أن ''الاتحاد الوطني الحر'' الذي يرأسه الملياردير سليم الرياحي هو أكثر الأحزاب التي توظف الرياضة من أجل غايات انتخابية، معلّلة ذلك بتقديم رئيس الحزب دعما ماليا لأندية رياضية مثل نادي "حمام الأنف" و"الأولمبي للنقل" وللاعبين قدامى يعيشون أوضاعا مالية صعبة مثل رضا إبراهيم اللاّعب السابق لنادي قوافل قفصة والمنتخب التونسي الذي اعتزل الكرة بعد تعرضه لإصابة.

Die Chancen der Frauen bei den Wahlen in Tunesien
فرص المترشحين للانتخابات من لاعبي كرة القدم مجهولةصورة من: DW/Mabrouka Khedir

ياسين بوشعالة لاعب "شبيبة القيروان" واللاعب السابق للنادي الإفريقي، أحد أشهر أندية الكرة في تونس يرأس قائمة "حزب العدالة والتنمية" الإسلامي في دائرة "صفاقس الجنوبية"، فيما يترأّس فوزي البنزرتي المدرب السابق للمنتخب التونسي والمدرب الحالي للنادي الإفريقي قائمة مستقلة في مدينة المنستير.

حزب "المبادرة" الذي أسسه كمال مرجان، آخر وزير للخارجية في عهد بن علي، رشّح منجي بحر الرئيس السابق لنادي حمام الأنف رئيسا لقائمة الحزب الانتخابية في ولاية بن عروس (شمال) واللاعب السابق للمنتخب التونسي والنّجم الساحلي صابر بن فرج عضوا في قائمة الحزب الانتخابية في ولاية المهدية (وسط). وقائمة المرشحين الرياضيين ماتزال طويلة.

انتقادات وسخرية في الصحف وعبر فيسبوك

قابلت صحف ونشطاء على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك ترشّح نجوم كرة القدم في تونس بانتقادات وباستهزاء، فيما استقال قياديون في الحزب الديمقراطي التقدمي على خلفية ترشيح رئيس نادي رياضي على رأس القائمة الانتخابية للحزب في بنزرت.

جريدة "الصحافة" (رسمية) تحدثت في عددها الصادر يوم الأحد الماضي (16 أكتوبر 2011) عمّا اعتبرته "حملة انتدابات كبرى على الطريقة الرياضية لنخبة من اللاعبين البارزين ماضيا وحاضرا في المشهد الرياضي الوطني" مشيرة إلى أن ضمّ نجوم الكرة إلى الأحزاب جاء في إطار عملية "تعاقد".

ولاحظت الجريدة أن "اقتحام وجوه رياضيّة معروفة ومألوفة لدى الشارع الرياضي الميدان السياسي" هي "ظاهرة جديدة لم تعهدها تونس طوال التاريخ السياسي للبلاد".

نشطاء على "فيسبوك" دعوا إلى مقاطعة الأحزاب السياسية التي توظّف نجوم الكرة لاستقطاب الناخبين، فيما شن آخرون هجوما قويا عبر فيسبوك ضد شكري الواعر، متهمين إياه بالانتهازية وباستغلال نجوميته لغايات سياسية.

وتساءل أحد هؤلاء عمّا يمكن أن يفيد به "الكوّارجية" (لاعبو الكرة) في المجلس الوطني التأسيسي الذي سيتولى أساسا صياغة دستور جديد للبلاد. واقترح آخر مستهزئا إجراء مداولات المجلس الوطني التأسيسي في ملعب "رادس"، أكبر ملاعب الكرة في تونس عوض أن يكون ذلك داخل مقر البرلمان التونسي، فيما دعا آخر ساخرا إلى إجراء مداولات المجلس "دون حضور جمهور".

Flash-Galerie Plakat von Wahlkämpfen in Tunesien
الناخبون التونسيون مدعوون إلى الإدلاء بأصواتهم بكثافة في استحقاق 23 أكتوبرصورة من: DW

المستقيلون من الحزب الديمقراطي التقدمي اتهموا قيادة الحزب بتجاهل ماضيهم السياسي وبتفضيل رجل أعمال عليهم طمعا في الاستفادة من ثروته وشهرته الرياضية.

ودافع شكري الواعر وفوزي البنزرتي وصلاح الدين الزحاف في تصريحات أدلوا بها لصحف محلية عن حق الرياضيين في ممارسة النشاط السياسي كبقية فئات المجتمع.

وقال البنزرتي إنه "يجب أن يكون للرياضيين في الأنظمة الديمقراطية دور فعال في رسم مستقبل البلاد والدفاع عن الديمقراطية والحرية". فيما اعتبر شكري الواعر أن العمل في السياسة حق لكل "شخص يعتبر أن لديه الكفاءة والمسؤولية والقدرة والعزيمة على تقديم الإضافة والدعم للتونسيين".

وأعلن أغلب هؤلاء الرياضيين عن "اقتناعهم" بأفكار وبرامج الأحزاب التي انضموا إليها. شكري الواعر قال إنه اتفق مع رئيس "الاتحاد الوطني الحر" على الاستقالة من الحزب في حال ابتعاد التنظيم السياسي عن المبادئ التي قام على أساسها.

"نشاز" و"رأسمال رمزي"

الباحث الاجتماعي طارق بلحاج محمد قال في تصريح لدويتشه فيله إن التونسيين ينظرون إلى ترشّح الرياضيين على أنه "نشاز أو عملية تحركها بعض الجهات أو الأطراف لأغراض معينة، لأن اهتمام الرياضيين بالشأن العام لم يكن يوما بعيدا عن منظومة الفساد المالي والسياسي التي كانت قائمة".

وأضاف أن "استغلال الرياضيين في القائمات الانتخابية هو الوجه الآخر للمال السياسي وفساد اللعبة السياسية. فالرياضي هو صورة وهو عبارة عن رأسمال رمزي يقع استغلال شهرته ومحبة الناس له لتضليل الناس وابتزازهم وسرقة أصواتهم، وهذه الوظيفة لا تختلف كثيرا عن شراء الأصوات وتزييف إرادة الناس واستغلال عواطفهم".

الباحث بلحاج محمد قرأ ترشح الرياضيين إلى الانتخابات على أنه "حلقة من حلقات فساد الحقل السياسي وأخلاقيات العمل الحزبي في تونس" مذكرا بـ"أساليب تجييش نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي لطوابير المشاهير للدعاية له".

وأشار إلى أنه من المفروض أن تتوفر في أعضاء المجلس التأسيسي "مواصفات معينة وكفاءات واهتمامات" لأنه سيتولى "التفكير في مستقبل تونس وصياغة دستور عصري والتأسيس للجمهورية الثانية" ولا أن يكونوا "رياضيين مميزين في الملاعب أو في تسيير فريق كرة قدم أو تحليل مجريات مقابلة رياضية".

الباحث ختم قائلا:"من هذا المنطلق يصبح ترشح الرياضيين ترفا نحن لسنا في حاجة إليه، مع العلم أنه من حقهم في المستقبل أن يترشحوا للانتخابات البرلمانية التي يحكمها منطق الحكم والسلطة أكثر مما يحكمها منطق التفكير والنقاش كما هو الحال في المجلس التأسيسي".

تونس ـ منير السويسي

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد