1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فرنسا - توتر وحيرة إزاء طلعات غامضة لطائرات مسيّرة

٢٦ فبراير ٢٠١٥

بدت السلطات الفرنسية عاجزة عن كشف لغز طلعات الطائرات بدون طيار التي حلقت فوق مواقع حساسة في باريس. فيما أفرج عن صحافيي "الجزيرة" الذين أوقفوا بعد قيامهم بإطلاق طائرة بدون طيار في غابة غرب العاصمة الفرنسية.

https://p.dw.com/p/1EiMY
Soldaten unter dem Eiffelturm Paris
صورة من: Getty Images/Afp/Bertrand Guay

أجواء من القلق والغموض تعيشها باريس هذه الأيام مع ظهور طائرات مجهولة ذات أحجام مختلفة، مسيرة عن بعد، شوهدت وهي تحلق ليلا فوق عدد من المواقع الإستراتجية والحساسة، من بينها قصر الإليزيه والسفارة الأمريكية ومحطات نووية في ضواحي المدينة. كما شوهدت الطائرات فوق مقر الجمعية الوطنية (البرلمان) ومتحف ليزينفاليد العسكري وفوق ساحة الكونكورد القريبة. ولهذه الطائرات المجهولة مفعول نفسي كارثي على الفرنسيين، في خضم أجواء الخوف وعدم الثقة بعد الأعمال الإرهابية الأخيرة التي استهدفت متجرا يهوديا ومقر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة، مخلفة 17 قتيلا.

وما تزال دوافع مسيري الطائرات وهوياتهم غامضة، فهل يتعلق الأمر بتجارب لألعاب جديدة أم هواة تصوير يسعون لمشاكسة الشرطة واللعب على أعصابها، أو ربما هي جهات تحاول إبراز الثغرات الأمنية من خلال تلك الطائرات، أم أن الأمر يتعلق بعناصر إرهابية تسعى لبث الرعب في المجتمع الفرنسي؟

كل السيناريوهات والاحتمالات مفتوحة، خصوصا وأنه ليس من الأكيد إن كان بمقدور التحقيقات الجارية الإجابة على كل الأسئلة المطروحة. كما أن صحافيي الجزيرة الثلاثة الذين أوقفوا بعد قيامهم بإطلاق طائرة بدون طيار في غابة غرب باريس، قد أطلق سراحهم على أن يمثل واحد منهم أمام المحكمة وفق ما أكد مصدر قضائي، والذي أضاف أنه لا علاقة للصحافيين الثلاثة بتحليق الطائرات المجهولة.

"على فرنسا استدراك تأخرها"

وفي حوار مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية الصادرة اليوم (الخميس 26 فبراير/ شباط 2015) دعا جان ـ إيف لوديو، رئيس "الهيئة البرلمانية للاختيارات العلمية"، إلى ضرورة استدراك فرنسا لتأخرها بشأن تكوين مستعملي الطائرات بدون طيار وكذلك بترقيمها وتحديد مجال تحركها.

Drohne mit Kamera
هناك نماذج مختلفة من الطائرات بدون طيار. بعضها لا يمكن رصدها. وهي متوفرة في المتاجر ويمكن شراؤها مقابل 350 إلى 400 يورو.صورة من: picture-alliance/dpa/K.-J. Hildenbrand

وإذا كان من السهل رصد طلعات هذه الطائرات نتيجة الانتشار الكبير لقوى الأمن في باريس منذ هجمات كانون الثاني/ يناير، إلا أنه من الصعب رصد مُسيريها أو الجهات التي تقف وراءها.

وقالت مصادر مقربة من التحقيقات إن الخيط الإرهابي "ليس مرجحا، رغم أنه غير مستبعد بشكل كامل". لكن السلطات تتعامل مع هذه الطلعات "بجدية، فلا يمكن استبعاد أي نظرية". وذهب لوديو إلى القول بأن الظاهرة ليست ظاهرة فرنسية محضة: "حتى وإن وجب علينا الحذر، فالمشكلة ليستمشكلة فرنسية فقط، ففي 26 من يناير/ كانون الثاني حلقت طائرة بدون طيار فوق مبنى البيت الأبيض الأمريكي. وفي سبتمبر/ أيلول 2013 اقتربت طائرة من تجمع شاركت فيه المستشارة أنغيلا ميركل".

حرج السلطات الفرنسية

وتضع طلعات الطائرة بدون طيار السلطات الأمنية في موقف حرج للغاية، في وقت ما تزال تعيش فيه العاصمة الفرنسية حالة تأهب قصوى. فقد سبق أن حلقت طائرات مماثلة في 20 كانون الثاني/ يناير فوق قصر الإليزيه مقر الرئاسة، وبعدها بثمانية أيام حلقت أخرى فوق موقع يفترض أنه الأكثر أمنا في البلاد: القاعدة البحرية قرب بريست، حيث تتمركز الغواصات النووية الفرنسية قاذفة الصواريخ، وتشكل رأس حربة قوة الردع الفرنسية. وفي الخريف الماضي رصدت الطلعات الأولى في محيط 13 من أصل 19 محطة نووية في البلاد. وكانت بعض الطلعات متزامنة وفي مواقع مختلفة، تبعد عن بعضها مئات الكيلومترات، ما يغذي فرضية أن تكون عمليات منظمة.

ويؤكد الخبراء أن خفة وزن هذه الطائرات المسيّرة يحد قدرتها على نقل متفجرات على سبيل المثال. لكن السلطات تصر على عدم الاستهانة بالخطر أيا كانت درجته. وصرح رئيس أركان سلاح الجو الفرنسي الجنرال دوني ميرسييه مؤخرا: "نحن نتعامل مع هذا التهديد بجدية كبيرة. ليس على مستوى الطائرات التي نرصدها اليوم، بل لأن هذا التهديد سيتعاظم". ومن الناحية القانونية يحتاج إطلاق طائرات بدون طيار فوق باريس إلى موافقة من المدينة، وهو ما لم يحدث فيما يبدو في أي من عمليات التحليق الأخيرة.

ح.ز (أ.ف.ب، رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد