1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد هجمات على معابدهم .. هل يهود ألمانيا في خطر؟

٥ أكتوبر ٢٠٢٠

مهاجمة شاب بملابس شبيهة بملابس الجيش الألماني شابا يهوديا أمام كنيس بهامبورغ، أعاد الذاكرة لحوادث مشابهة. الشرطة تدخلت في الوقت المناسب، والسؤال مازال مطروحا حول سبب تكرار تلك الهجمات وحول أمن المنشآت اليهودية.

https://p.dw.com/p/3jTC7
Deutschland Nach der Attacke vor Hamburger Synagoge
بعد اعتداء هامبورغ..إجراءات احترازية أمام المنشآت اليهودية في ألمانياصورة من: Jonas Walzberg/dpa/picture-alliance

في يوم الأحد (الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول) الذي صادف احتفال اليهود بعيد المظلة (العرش)، كان طالب يبلغ من العمر 26 عامًا بصدد الدخول للكنيس اليهودي في مدينة هامبورغ، ليفاجئ بهجوم عليه من قبل شاب يبلغ من العمر 29 عامًا بمجرفة حادة ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في رأسه. وكشفت الجالية اليهودية في هامبورغ أن من الواضح أن الضحية كان مستهدفا كيهودي لأنه كان يرتدي القلنسوة اليهودية (الكيباه).

في غضون ذلك كشفت تقارير صحفية أن منفذ الهجوم التحق لفترة مؤقتة بالجيش الألماني. وكتبت "دير شبيغل" الألمانية  أن منفذ الهجوم، وهو ألماني من أصل كازاخي، كان قد خدم بشكل طوعي في الجيش في عام 2016، واجتاز تدريبا أساسيا لمدة ثلاثة شهور على استخدام السلاح، قبل أن يعمل لاحقا كمسعف.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قالت نانا فرومباخ، المتحدثة باسم الادعاء العام في هامبورغ في تعليقها على هذا الموضوع إنها لا يمكنها تأكيد أو نفي هذه المعلومة، مشيرة إلى أنه تم إرسال استفسار إلى الجيش. وأضافت أنه يجري الآن مراجعة ما إذا كان الزي العسكري الذي كان الجاني يرتديه أثناء ارتكاب الجريمة أمس، هو زي حقيقي للجيش.

ورغم إعلان متحدثة باسم الادعاء العام الألماني اليوم (الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول) إيداع منفذ الاعتداء في مصحة نفسية، وأنه قد ارتكب الجريمة نتيجة مرض نفسي، مع انعدام المسؤولية الجنائية تماما أو تقييدها بشكل كبير، إلا أنه أعاد إلى الأذهان ذكريات الهجوم على كنيس يهودي في مدينة هاله شمالي شرق البلاد في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

 فقبل حوالي عام وفي يوم كيبور حاول رجل بملابس عسكرية كذلك اقتحام كنيس في المدينة وهو مدجج بالسلاح. وعندما فشلت محاولته قتل شخصين قرب الكنيس بدوافع معادية للسامية ويمينية متطرفة. وليس من المستبعد أن يكون المهاجم على كنيس هامبورغ قد تصرف بدوافع يمينية متطرفة. فبحسب معلومات لوكالة الأنباء الألمانية فإن المهاجم كان يحمل ورقة عليها صليب معقوف. وتولت النيابة العامة الألمانية التحقيق في الدوافع السياسية للهجوم. واعتبرت السلطات المسؤولة أن الهجوم على الطالب الزائر للكنيس هو محاولة قتل مرجحة أن يكون على خلفية معادية للسامية.
 
كيف يمكن حماية المنشآت اليهودية بشكل أنجع؟
 
أعاد الهجوم الجديد النقاش حول كيفية حماية أماكن العبادة اليهودية في ألمانيا. وكان أمن المؤسسات اليهودية من أكثر القضايا المطروحة في ألمانيا بعد هجوم هاله العام الماضي. ففي حالة كنيس هاله يرى منتقدون أن وجود باب خشبي فقط كحاجز بين المهاجم المدجج بالسلاح ومكان الصلاة في الكنيس تتحمل مسؤوليته الشرطة في ولاية ساكسونيا أنهالت. فالكنيس لا يستفيد من حماية دائمة من الشرطة، باستثناء دورية للشرطة تمر من حين للآخر.


وبالنظر إلى الماضي النازي المعادي لليهود، فإن ضعف حماية المؤسسات اليهودية يظل مسألة حساسة خاصة في ألمانيا. وبعد الهجوم على كنيس هاله تمت زيادة الأموال المخصصة لأماكن العبادة اليهودية في معظم الولايات الفيدرالية، وهو ما كشفت عنه نتيجة استطلاع عمله موقع "خدمات الإعلام للاندماج" شمل وزارات الداخلية في كل الولايات الألمانية. وستتيح تلك الأموال توفير أبواب مقاومة للرصاص أو أسوار أو أقفال الدخول بدرجة أكبر من الأمان. كما أعلنت الحكومة الفيدرالية أنها تعتزم تقديم 22 مليون يورو إضافية لحماية المنشآت اليهودية على المستوى الاتحادي.
أما في هامبورغ التي كانت مسرحا للهجوم الأخير بدافع معاداة السامية المحتمل، كشف استبيان رسمي أن وزارة الداخلية ومستشارية مجلس الشيوخ في المدينة "تحققوا في حالة الخطر لجميع المرافق اليهودية لمعرفة ما إذا كانت هناك نقاط ضعف هيكلية في المباني".
 
مشكلة تمويل شركات الأمن الخاصة 
على الرغم من الالتزام المتزايد في ألمانيا تجاه اليهود وأمنهم لا يزال العديد من أفراد الجاليات اليهودية يعتمدون على أنفسهم. وقام رونين شتاينكه مؤلف كتاب "الإرهاب ضد اليهود" ببحث حول الوضع الأمني للمؤسسات اليهودية بعد الهجوم على هاله. ويرى أنه "لا يجب على الدول أن تدفع فقط 50 أو 70 أو 80 في المائة من التكاليف الأمنية للمعابد اليهودية ولكن 100 في المائة".

 وكشف الكاتب في مؤتمر صحفي قبل أسابيع في برلين أن "تفادي الخطر هو مهمة الدولة وليس المتضررين. وكل شيء آخر لا يجب القبول به".
ويتحمل معظم اليهود في ألمانيا تكاليف الأمن بما فيها أفراد الأمن الخاص. فاليهود في فرانكفورت، مثلا، والذين يعدون واحدة من أكبر التجمعات اليهودية في ألمانيا ب 6500 عضو ينفقون 90 بالمئة من ميزانية الأمنية التي تفوق مليون يورو على حراس الأمن الخاصين سنويا. 

فالشرطة لا يُسمح لها بدخول مباني المنشآت اليهودية إلا في حالات الطوارئ لتفادي أن يتولد الانطباع بأنها تعمل لصالح اليهود. وكما هي الحال في باقي المدن الألمانية، فعلى مدار الساعة توجد سيارة شرطة أمام المرافق اليهودية في فرانكفورت. ولأن ذلك لا يكفي يستثمر اليهود في ألمانيا مبالغ كبيرة في أفراد الأمن الخاص لحماية المنشآت اليهودية.
 
"لماذا يتكرر هذا باستمرار؟"
 
في هامبورغ تدخل رجال الشرطة بسرعة وألقوا القبض على المهاجم. وأعلن متحدث باسم الشرطة في المدنية أنه تم تعزيز تواجد الشرطة أيضا بمناسبة عيد المظلة (عيد العرش) أمام الكنيس. وأكد يهود هامبورغ على صفحتهم في فيسبوك أن قوات الأمن في الموقع "تصرفت على نحو صحيح" ، لكنهم أضافوا أنهم مضطرون للتحقق وبعناية من "كيف يمكن منع مثل هذه الهجمات في المستقبل".
 وفي رد فعله أعرب رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، رونالد س. لودر، عن  ذعره من أعمال العنف ضد اليهود ومؤسساتهم. وقال لاودر إنه يشعر بالحزن بعد مرور عام على الهجوم الذي وقع في هاله في أهم عطلة يهودية، يوم كيبور، واجه اليهود الألمان مرة أخرى "عمل إرهابي عنيف ومعاد للسامية".  وأضاف أنه على الرغم من تدخل الشرطة المحلية على وجه السرعة لمنع المهاجم من ارتكاب المزيد من أعمال العنف، إلا أن عدد رجال الشرطة كان قليلا للحيلولة دون حدوث الهجوم على الشاب البالغ من العمر 26 عامًا. على السلطات الألمانية الآن أن تسأل نفسها: "لماذا يتكرر هذا باستمرار؟".
 
الكاتبة: ليزا هينل/ عبد الرحمان عمار

Deutschland Nach der Attacke vor Hamburger Synagoge
هنا وضع مارة زهورا أمام كنيس هامبورغصورة من: Jonas Walzberg/dpa/picture-alliance