1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بلد أوروبي قد يقضي قريباً على الإيدز!

١٠ فبراير ٢٠٢٢

قد تكون الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية المسبب للإيدز غير موجودة في القريب العاجل في هذا البلد، كما الإصابات بالجدري أو شلل الأطفال. ومع ذلك، لا يتشجع علماء الأوبئة فيه على الإعلان عن القضاء على المرض.

https://p.dw.com/p/46lse
الإيدز
التوعية والأدوية وطرق الوقاية نجحت في منع انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبةصورة من: picture-alliance/dpa

المكتب الفدرالي السويسري للصحة العامة هو رائد عالمي في مكافحة الأوبئة التي تقتل الملايين. وليس في الوقت الحالي فحسب، بل سابقاً أيضا مع انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، كما ذكرت صحيفة "نيو زيوريشر تسايتونغ" السويسرية.

وعدت الصحيفة المكتب الفدرالي السويسري للصحة العامة بأنه كان يعتبر "ذا رؤية" تجاه الوباء، وذلك عندما وضع حملة إعلامية رائدة وناجحة لمنع انتشار الفيروس. ثم انخفض عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في سويسرا بعد الحملة، واعتمدت دول أخرى القواعد الجنسية الأكثر أمانًا التي طورها المكتب الفدرالي السويسري للصحة العامة.

وفي عام 2008 وضعت سويسرا حجر أساس رائد وجديد في تاريخ مكافحة الإيدز، عندما أعلنت أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والذين عولجوا بالعقاقير المضادة "للفيروسات القهقرية" لم يعودوا معديين ولا يمكن أن يكونوا مصابين بالفيروس، ويمكنهم ممارسة الجنس دون واق ذكري. الكثير من السلطات الصحية في بلدان أخرى اعتبرت هذا التصرف بأنه غير صحيح، لكن أثبتت الأيام صحة الخيار السويسري، حسب الصحيفة. 

مرت 40 عامًا بالضبط على أول حالات الإصابة بالإيدز في سويسرا. والآن سيكون لديها فرصة جيدة لأن تكون أول دولة في العالم تهزم تمامًا فيروس نقص المناعة المكتسبة، وتقليل عدد الإصابات الجديدة إلى الصفر. وهذا الهدف ليس بعيد المنال، إذ انخفض عدد الإصابات في عام 2020 في سويسرا إلى 290 حالة فقط، أي أقل بـ 130 عن عام 2019.

استراتيجيات لمواجهة الإيدز

أدوية "الوقاية قبل التعرض"

وتلعب استراتيجية "الوقاية قبل التعرض" دوراً مهما في منع انتشار الفيروس، وهي استعمال الأدوية لمنع حدوث مرض للأفراد الذين لم يتعرضوا سابقاً للعامل المسبب للمرض. ويتحدث الخبراء عن "عامل تغيير حقيقي لقواعد اللعبة ضد الإيدز".

وهذه الاستراتيجية مخصصة للأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والذين لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بالعدوى أثناء الاتصال الجنسي - وخاصة المثليين - ولا يرغبون في استخدام الواقي الذكري.

وتوفر الحبوب حماية موثوقة للغاية ضد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. قبل بضع سنوات كانت لا تزال تكلف حوالي 900 فرنك شهرياً (نحو 852 يورو)، لكن منذ ربيع عام 2021 أصبحت أرخص بكثير. ويكلف الدواء العام حالياً 60 فرنكاً فقط (نحو 57 يورو)، حسب الصحيفة السويسرية.

وتقبل شركات التأمين العمومية في ألمانيا بتحمل تكاليف هذه الأدوية، أما سويسرا فمازال التأمين العام لا يدفع تكاليفها. وهناك مطالب الآن بتحمل ثمنها أيضا من قبل التأمين العام في سويسرا.

ونقلت صحيفة "نيو زيوريشر تسايتونغ" السويسرية عن يان فيهر وهو نائب رئيس اللجنة الفيدرالية السويسرية للأسئلة المتعلقة بالأمراض المنقولة جنسياً وأخصائي العدوى والأستاذ بجامعة زيورخ، قوله: "لا يستطيع كل شخص يعيش في سويسرا شراء العقار مقابل 60 فرنكًا - أو قد يتخذ قرارًا ضده إذا كانت الأموال شحيحة".

الفقر هو بالفعل عامل خطر للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. "لذلك نتجاهل بالضبط أولئك الذين يحتاجون إلى الدواء الواقي بشكل عاجل". 

ورغم البحوث المستمرة والتقدم الكبير في مجال العلاج والوقاية من الفيروس الخطير، إلا أن المكتب الفدرالي السويسري للصحة العامة يشير إلى موعد القضاء النهائي على الإيدز سيكون واقعياً بحلول عام 2030، وهو ما يوافق رؤية منظمة الصحة العالمية.

ويقول المكتب الفدرالي السويسري بهذا الصدد "إذا كانت دولة ما على المسار الصحيح لتحقيق أهداف القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية، فهي سويسرا - بغض النظر عن وضع جائحة فيروس كورونا". و

مع ذلك، من الواضح أن القضاء الكامل على الفيروس بشكل أسرع ليس من أولويات المكتب الفيدرالي. وبدلاً من ذلك، يشير إلى أهداف البرنامج الحالي المتمثل في "تقليل عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً، بالإضافة إلى التهاب الكبد B وC المنقولين عن طريق الاتصال الجنسي".

ز.أ.ب/ أ.ح