1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تبعات جانبية للصفقة - تبادل الأسرى الإسرائيلي الفلسطيني سيقوي حماس

١٨ أكتوبر ٢٠١١

يرى راينر زوليش بأن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل لن تساهم في الدفع بعملية السلام، وإنما ستقوي من تشدد حماس، كما أنها لن تساهم في إعطاء فرصة جديدة لعمليات السلام في الشرق الأوسط. المزيد في التعليق التالي.

https://p.dw.com/p/12uJE

هل تعد حرية جندي إسرائيلي واحد أهم ألف مرة من حرية أسير فلسطيني؟ قد يبدو السؤال ساخرا، ولكن صفقة تبادل الأسرى غير المتكافئة من حيث العدد (إسرائيلي واحد مقابل أكثر من ألف فلسطيني) تحمل بعدا أخلاقيا لا يمكن تجاهله. فإسرائيل التي تتعرض لانتقادات دولية حادة ومحقة بسبب سياستها الاستيطانية وهي ذلك البلد الذي يقمع الفلسطينيين ويحتل أراضيهم بشكل خارق للقانون الدولي، إلا أن هذه الدولة تحمي مواطنيها اليهود وتقدرهم بشكل كبير جدا، بحيث تبقى الجماعات ذات الدوافع الإيديولوجية، مثل الحركة الإسلامية المتشددة حماس، غريبة ومعزولة.

Deutsche Welle Rainer Sollich
راينر زوليش: مدير القسم العربي في دويتشه فيلهصورة من: DW

يعتبر إطلاق سراح أكثر من ألف فلسطيني، من وجهة النظر الإسرائيلية، ثمنا غاليا يصعب تحمله، مقابل إطلاق سراح جلعاد شاليط. ومن بين الأسرى هناك أناس تم الحكم عليهم وفق إجراءات مشكوك فيها. ولكن من بينهم أناس تباهوا، دون ضمير، بقتلهم لمدنيين إسرائيليين، وتم الاحتفاء بهم كأبطال على الجانب الفلسطيني. ما يشفع لإسرائيل هو أنها لم تنظم حملات كراهية مناهضة للفلسطينيين أو تدعو للعنف ضدهم، على عكس حماس.

من الناحية الإنسانية تعتبر الصفقة مدعاة للفرح، ولا بد من الاعتراف بالجميل للوسطاء، تركيا وألمانيا ومصر. ولكن يبقى مدعاة للشك أن تساهم صفقة التبادل في إعطاء فرصة جديدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، مثلما ذهب إليه البعض كوزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله قبل أيام، وكذلك الكلمات الأولى لجلعاد شاليط، بعد إطلاق سراحه.

ما يلوح في الأفق هو عكس ذلك تماما: فحركة حماس يمكنها أن تعتبر نفسها الرابح من هذه الصفقة غير المتكافئة. كما أن نهجها المتشدد سيتعزز ويتشجع، حتى في مواجهة القوى المعتدلة الموجودة حول الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لن يكون بإمكانه التباهي أمام شعبه بتحرير الأسرى، وإنما يكافح، دون جدوى، على الصعيد الدولي من أجل انتزاع الاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. إنه يقوم بذلك بشكل سلمي ولذلك يعتبر خاسرا بنتيجة صفقة التبادل.

وتدرك حماس الآن بأن خطف جندي إسرائيلي واحد سيكون مستقبلا عملا مربحا لها، فهي ستستعيد مقاتليها. كما أنها تكتسب بذلك أهمية سياسية، وشعبية أيضا. وعلى الجانب الإسرائيلي فإن هناك تخوفا بأن لا تؤدي صفقة التبادل إلى أي تغيير في التفكير، بل هناك توقع بأن تستمر الحكومة الإسرائيلية اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو في حصارها اللاإنساني لقطاع غزة، وفي سياسة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وإذا ما انعدمت لديها الحجج لذلك، فإن حماس، التي ازدادت قوة، ستقدم لها الذرائع الكافية للقيام بذلك.

راينر زوليش

مراجعة: طارق أنكاي