1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

180809 Wasser Bildung Geschichtenerzähler

٢١ أغسطس ٢٠٠٩

ضمن جهودها لتوعية تلاميذ المدارس في سوريا بالطرق المثلى لترشيد المياه قامت المؤسسة الألمانية للتعاون الفني بتجربة فريدة من نوعها تمثلت في توظيف مهارات الحكواتي في السرد القصصي لجذب الأطفال بشكل شيق إلى هذا الموضوع المهم.

https://p.dw.com/p/JDbE
توعية الأأطفال بأهمية المياه للحياةصورة من: UNI

لا تعتبر الدروس الجافة والواجبات المنزلية والتلقين عن ظهر قلب بالضرورة السبيل الأمثل لتعليم الأطفال شيئا جديدا، لذا سعت المؤسسة الألمانية للتعاون الفني إلى أسلوب مبتكر لتوعية أطفال المدارس في العاصمة السورية بأهمية المياه كثروة حيوية، فقد استعانت بحكواتي يقوم بسرد قصص ذات صلة بهذا الموضوع ، بطريقة شيقة تسترعي اهتمام التلاميذ.

أسلوب مبتكر

وصورة الحكواتي السوري أبو شادي، وهو يجلس أمام الأطفال بلباسه المميز المكون من بنطال فضفاض وصدرية مشغولة بألوان فضية وذهبية وحزام ملون في الوسط والطربوش التقليدي الأحمر على رأسه، تعيد عجلة الزمن إلى الوراء. وهو يبدأ بسؤال الأطفال عن مصدر مياه الشرب، ثم يشرع في تعداد أسماء الأنهار في سوريا وهو يشد بحركات يديه وجسمه اهتمام الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة وأثني عشر عاما، ويتجاوب ضاحكا مع صياحهم وأسئلتهم. ويروي الحكواتي قصة تدور أحداثها حول محاولة إنقاذ أحدى الآبار القديمة في مدينة دمشق. إن هو إيصال المعلومات المقصودة عبر الألعاب ومن خلال قالب مسل.

Trinkwasser
خمس سكان العالم يعانون من نقص مياه الشربصورة من: Picture-Alliance / dpa

وتقوم ريجينا كالماير من المؤسسة الألمانية للتعاون الفني برعاية مشروع الحكواتي، وكما ترى فإن توعية النشء فيما يتعلق باستخدام المياه تبدأ في المنزل، فهناك "يتم تبديد القسم الأكبر من المياه." وتصف كالماير المشروع الذي ترعاه "بالمهم والناجح"، فالأطفال كما تقول يتعلمون الكثير حول قيمة المياه.

نجاح منقطع النظير

وحتى الآن قام الحكواتي أبو شادي بتسجيل أربعة عشرة زيارة إلى مختلف المدارس في سوريا والأردن. وهناك لقيت المبادرة تجاوبا ونجاحا كبيرين، الأمر الذي دفع الجهات المسؤولة في سوريا، كما يقول المسؤول عن المدينة القديمة أمجد الرز، إلى دعم المبادرة بعد أن كانت تنظر إليها في البداية بتشكك. ويولي الرز اهتماما كبيرا لاستمرار المبادرة إذ يعتبر أن المياه تمثل شريان الحياة لكثير من المدن مثل دمشق. وفي إحدى مدارس مونتيسوري الدولية في مدينة دمشق استمع الأطفال بشغف إلى قصص الحكواتي أبو شادي، وبالإضافة إلى بعض الصور لبئر المدينة القديمة شاهد الأطفال فيلما باللغة العربية من إنتاج المؤسسة الألمانية للتعاون الفني. كما وزعت أقلام للرسم على الأطفال وطلب منهم القيام بالرسم. واختارت الطفلة داليا رسم صنبور للمياه تتدفق منه المياه بغزارة، ونقطة ماء كبيرة على جانب الصورة تقول: "لا تستخدمني بإهمال فقيمتي كبيرة." وهناك أيضا لوحة لطفل آخر كتب عليها: "الماء أثمن من الذهب"، ويظهر فيها رجل خائر القوى يرقد تحت أشعة الشمس الساطعة وسط صحراء لا متناهية من الرمال.

تعميم الفكرة بعد نجاحها

إن النجاح الذي سجلته المبادرة دفع القائمين عليها ومن بينهم ريجينا كالماير إلى التفكير في إمكانية توسيعها، إيمانا منهم أنه بالإمكان توظيف فكرة الحكواتي في موضوعات أخرى بخلاف المياه، أما القطاعات المعنية فلا تقتصر على الأطفال فحسب وإنما البالغين كذلك. وتضرب ريجينا مثلا بقطاع النساء، فالكثيرات منهن لا يجدن القراءة والكتابة والأمر نفسه ينطبق على كبار السن من الجنسين، إذ إن توزيع الكتيبات والنشرات الدورية لا يجدي كثيرا في هذه الحالات.

الكاتب: فيليكس دي كوفالاند/ نهلة طاهر

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد