1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تراجع دور المتاجر التقليدية في ألمانيا

دويتشه فيله (ع.غ) ١٤ أغسطس ٢٠٠٨

أظهرت دراسة لمعهد الدارسات التجارية في مدينة كولونيا الألمانية تراجع دور المتاجر التقليدية في ألمانيا بعد ظهور سلاسل مراكز التسوق الكبرى، التي تعمل على تقديم كماً هائلاً ومتنوعاً من المعروضات تحت سقف واحد.

https://p.dw.com/p/EwNv
تراجع الإقبال على المتاجر الضخمةصورة من: picture-alliance/ dpa

في الماضي كانت المتاجر تشكل أماكن تجذب كل المواطنين الألمان إلى مراكز المدن. وفي سبعينيات القرن الماضي، كان كل ثامن مارك، يتم التعامل به في تجارة التجزئة في ألمانيا، من نصيب المتاجر. كما ارتفعت في السوق الألمانية لتبلغ قرابة 12 بالمائة. لكن تقديم منتوجات في متجر واحد، لم يعد اليوم يجذب الزبائن كسابق عهده، الأمر الذي سبب انخفاض قيمة حصتها التجارية إلى قرابة 3.5 فقط. هذا التراجع الحاد يضع المتاجر الألمانية التقليدية في وضع حرج للغاية.

وهذه الأزمة الحالية تذكر بأخرى مشابهة واجهتها المتاجر الصغيرة في تسعينيات القرن الماضي بسبب منافسة المراكز التجارية الكبيرة، التي بدأت تحل محلها تدريجياً. آنذاك اختفت بعض المتاجر التقليدية كهورتن وهيرتي. صحيح أنه تم فيما بعد أحياء متجر "هيرتي" كماركة تجارية من جديد، لكن المجموعة اضطرت إلى إعلان افلاسها من جديد. ومن المتوقع أن لا ينجو من أزمة مجموعة "هيرتي" الحالية سوى نصف فروعها في أنحاء ألمانيا والبالغة 72 فرعاً.

مشاكل صعبة

Deutschland Berlin KaDeWe wird 100
صورة لمتجر كا دي فيه في برلين التقطت عام 1931.صورة من: AP/KaDeWe Berlin

ولا تعاني سلاسل المتاجر الفاخرة أو تلك التي تبيع البضائع الرخيصة الثمن من مشاكل، كتلك التي تواجهها المتاجر، التي تبيع بضائعها بأسعار متوسطة. ويعلق ماركو آتسبيرغر من معهد الدارسات التجارية في مدينة كولونيا الألمانية على هذه الظاهرة بالقول: "بدأت خسارة هذه المتاجر منذ 15 عاماً، لكنها لم تتخذ إجراءات لمواجهة ذلك سوى في وقت متأخر".

كما يرى الخبير الألماني أن هذه المتاجر لم تحقق استثمارات كافية على صعيد العلامة التجارية وتنوع معروضاتها أو في توسيع صفقاتها. لذلك فانها ما تزال تفتقر إلى الأجواء التي تدفع زبائنها إلى الشراء.

إضافة إلى ذلك تفتقر هذه المتاجر إلى تقديرات خبراء السوق بشأن وضع مفاهيم جديدة، مثل "محل في محل". وفي هذا النوع من المراكز التجارية يتم تأجير مساحات إلى شركات تنتج ملبوسات من ماركة معينة أو إلى منتجي البضائع المنزلية. ويضبف آتسبيرغر بهذا الخصوص: "على العموم لا يتم تطبيق هذا في ألمانيا بصورة منهجية كما هو الحال في الخارج".

منافسة من خلال الإنترنت ومراكز التسوق

Galeries Lafayette in Berlin
مركز تجاري ضخم في برلينصورة من: ZB - Fotoreport

وتواجه المتاجر التقليدية منافسة من قبل المتاجرة من خلال الإنترنت تهدد وجودها. وبحسب المحلل الاقتصادي الألماني فإنها تعتمد في عملها على الاستشارات ولا تحاول في البدء في الدخول في منافسة مع المتاجر التقليدية على صعيد الأسعار. ويضيف الخبير: "لذلك تحاول هذه المتاجر، بدلاً عن التميز بأسبقية في الأسعار، أن تخلق شيئاً نوعا من العاطفية". لكن هذه المسألة تعد صعبة بالنسبة لأغلب المتاجر، ومن أمثلة تلك، تلك التي تعمد إلى توظيف تعاطف زبائنها، على غرار متجر "كا دي في" في برلين و"آلسترهاوس" في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا. كما تزيد حقيقة أن مراكز التسوق العملاقة الجديدة، تقدم عرضاً متكاملاً من المنتوجات في محل واحد، من صعوبة وضع المتاجر التقليدية.

ازدهار مراكز التسوق

يوجد اليوم في ألمانيا قرابة 400 مركز تجاري جديد، كما سيتم افتتاح 15 مركز آخر خلال العام المقبل، بحسب دارسة أجرها المعهد المذكور. أما إدارة هذه المراكز فستكون ليست بيد المتاجر التقليدية، بل بيد مستثمرين، يقومون بتشييد المبنى وتعمل على إيجاد كادر إدارة جيد. كما يتم توحيد أوقات افتتاح هذه المراكز وتوفير مرأب مجاني لسيارات الزبائن. كما أنهم لا يقومون بانتقاء خليط من المستأجرين من أجل أن تكون ماركات المعروضات من فئات سعرية مختلفة فحسب، بل من أجل تقديم معروضات أضافية أيضاً، تميز هذه المراكز.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد