1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تعليق: تغيير ملحوظ في تعاطي إسرائيل مع الأمم المتحدة

بيتر فيليب ٣١ أغسطس ٢٠٠٦

يشير الخبير الألماني بيتر فيليب إلى حدوث تغيير جذري في السياسية الإسرائيلية تجاه الأمم المتحدة، لأن إسرائيل تسعي إلى تعزيز وجود القوات الدولية في جنوب لبنان بهدف تهميش دور ميليشيا حزب الله.

https://p.dw.com/p/91f3

دأبت إسرائيل في الماضي على النظر إلى مسألة إرسال قوات دولية لتخفيف حدة النزاع في المنطقة بعدم الثقة والرفض. ولكن يبدو أن هناك تغيّرا جذريا في السياسة الإسرائيلية تجاه هذه المسالة. إذ دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيفي ليفني، رسميا إلى تعزيز وجود القوات الدولية في جنوب لبنان. وكذلك تصورها لإمكانية أن يكون هذا نموذجا لترتيبات لاحقة مع الفلسطينيين. كما هددت الوزيرة ليفني أنه في حال فشل المساعي الدولية، فإن إسرائيل تجد نفسها مضطرة لاستخدام القوة من أجل إعادة الأمور إلى نصابها.

Fernschreiber Autorenfoto, Peter Philipp
الخبير الألماني في شئون الشرق الأوسط بيتر فيليب

تصاعد الجدل بشأن الحرب ضد حزب الله وعدم تحقيقها للأهداف المرجوة والتي وعد الشعب الإسرائيلي بها أدت إلى إحداث نوع من التحول والصحوة في الأوساط السياسية الإسرائيلي، إذ توجد دلائل ملموسة على تغير جذري في الخطوط العريضة للسياسة الإسرائيلية وخاصة فيما يتعلق بالاستعداد المفاجئ للانخراط في الحلول الدولية.

بالتأكيد هذا تطور إيجابي. ولكن عندما يصاحب هذا عزم وتصميم من المجتمع الدولي وهذا ما يفتقد إليه حتى هذه اللحظة على الرغم من كل التصريحات المتفائلة من نيويورك. في المؤتمر الذي عقد من أجل إنشاء قوة دولية أقر إرسال دفعة أولى من الجنود تقدر بألفي جندي مجهزين جيدا وذلك لتعزيز مهمة قوات التواجد الدولي في لبنان، ليصل عددها فيما بعد إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة جندي.

وكذلك من غير الواضح أين ستنتشر هذه القوات، لكن مع وقف إطلاق النار الهش أخذت ملامح تشكيل القوة الدولية الجديدة تلوح في الأفق. ولكن حتى هذه اللحظة بقيت مسألة المهام التي ستناط بهذه القوة غير واضحة. وكذلك ترغب العديد من الدول مثل ألمانيا أن تبعث قواتها البحرية من أجل مراقبة الشواطئ اللبنانية. الحكومة اللبنانية تبدو غير متحمسة لمثل هذا الأمر. فهي ترغب بأن تقوم القوات المؤقتة(يونيفيل) بمساعدة الجيش اللبناني في انتشاره في الجنوب وألاّ تتحول اليونيفيل إلى قوة عسكرية تحتشد على الشواطئ اللبنانية. بيروت لا تريد مزيدا من انتهاك سيادتها. فهي مصممة على مراقبة حدودها مع سوريا ومنع تهريب الأسلحة من هناك.

ولذا فقد كرر رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، موقفه الرافض لنزع سلاح حزب الله بالقوة. فهذا سيفضي إلى قتال ومعارك لن يستطيع الجيش اللبناني كسبها. وبدلا من ذلك، اقترح رئيس الوزراء اللبناني دمجا تدريجيا لمقاتلي حزب الله في قوات الجيش اللبناني النظامي. حزب الله ليس جسما غريبا في لبنان، بل هو جزء من هذا البلد. ولكن غير مسموح لحزب الله أن يبقى دولة داخل دولة ويجب أن يتحول إلى قوة سياسية. مثل هذا الأمر لا يمكن الوصول إلية بقوة السلاح سواء إذا ما قامت به اليونيفيل أو الجيش اللبناني. والمطلوب هنا نوع من التكتيك السياسي، لأن الحلول المتسرعة لا تجدي نفعا. ولذلك فليس من المستغرب أن مسألة كهذه إذا ما بدأت أن تحتاج إلى سنوات وليست إلى أيام أو أشهر. وهذا سبب جعل العديد من الدول لا تبدي كثيرا من الحماس إلى مسألة المشاركة في القوة الدولية المرسلة إلى لبنان.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد