1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تغيُر مزاج المصريين في الانتخابات الرئاسية قياسا للبرلمانية

١٩ مايو ٢٠١٢

قبل أيام من انتخابات الرئاسة، احتدمت المنافسة بين مرشحين إسلاميين وآخرين عن القوى الليبرالية العلمانية، فيما يرجح مراقبون تحول الاقتصاد إلى مفتاح لتلك الانتخابات في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بمصر.

https://p.dw.com/p/14yil
صورة من: Reuters

بعد أقل من عام على قيام ثورة 25 يناير، أقيمت نهاية العام الماضي في مصر أول انتخابات وصفت حينها بالتاريخية لأنها كانت أول انتخابات نزيهة عرفتها البلاد، وذلك بإشادة مراقبين محليين ودوليين. ومرت تلك الانتخابات في أجواء مختلفة تماما عن الانتخابات الرئاسية المزمع إجراءها في الـ 23 من مايو الجاري. فآنذاك سيطرت القضايا الدينية والأيديولوجية على اهتمام الناخبين لحسم هوية أعضاء مجلس الشعب، ما أدى إلى فوز كبير للإسلاميين والسلفيين.

Präsidentenwahlkampf in Ägypten Bitte das Foto ins System stellen: Das Foto ist von unserem Korri in Kairo geschossen worden und tritt die Urheberrechte wie üblich der DW: Es geht um den Präsidentenwahlkampf in Ägypten photo no. 3 photo title: aboulfotouh on the car photo description: aboulfotouh's poster on a car photo date: 16 may 2012 photo place: Cairo, Egypt copy right: Nael Eltoukhy zugeliefert von Hasan.Hussain
عبد المنعم أبو الفتوح، ترك الإخوان للترشح لمنصب الرئاسةصورة من: DW

أما اليوم، فقد أضحى الهم الاقتصادي على قائمة اهتمامات الناخبين البالغ عددهم نحو 52 مليون ناخب؛ فحسب البروفسور توماس ديميل هوبل من جامعة هيلدسهايم الألمانية، تواجه مصر"أزمة اقتصادية خطيرة" حتى وإن أشارت الأرقام الأخيرة إلى "تحسن طفيف على مستوى الأداء"، وهذا ما سيدفع الناخبين إلى التدقيق في مضامين الحملات الانتخابية لكل مرشح على حدة وإلى ما تطرحه من حلول بهذا الشأن. ويطال الشارع المصري بإحداث ثورة في المجال الاقتصادي، تقود حسب ديميل هوبل إلى "وضع أفضل مما كان سائدا في عهد نظام الرئيس المخلوع". ويضيف الخبير الألماني أن الرئيس القادم يجب أن يتوفر على قدرة عالية تمكنه من التفاوض مع دول مانحة على الصعيد الإقليمي والدولي، لأن مصر لا يمكنها مواجهة العجز الاقتصادي من دون الاعتماد على المساعدات الخارجية.

الأمن والاستقرار

وإلى جانب الاقتصاد، أضحى الأمن من القضايا المركزية التي تشغل بال الناخب المصري، خاصة بعد تردي الأوضاع الأمنية في مصر ما بعد الثورة؛ وهو الأمر الذي جعل المصريين متعطشين إلى الأمن والاستقرار، وهما بالأساس النواة التأسيسية للاقتصاد ومزاولة الحياة العامة بشكلها الطبيعي.

مناظرة بين أعضاء حملات مرشحي الرئاسة المصرية

وبعد انسحاب المرشح محمد فوزي عيسى لصالح عمرو موسى، تراجع عدد المرشحين إلى 12 عشر مرشحا، غالبيتهم يتوفرون على مرجعية ليبرالية وعلمانية، بموازاة المستقل ورجل جماعة الإخوان المسلمين سابقا، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي قدم نفسه ممثلا عن الإسلام المعتدل، وهو يحظى بدعم بعض القوى السلفية كحزب النور، إلى جانب القوى الليبرالية أيضا مثل وائل غنيم أحد أبرز وجوه الثورة التي قادت إلى تنحي حسني مبارك عن الرئاسة.

وإلى جانب أبو الفتوح يوجد مرشحون آخرون بمرجعية دينية، أبرزهم محمد مرسي الخيار الثاني للإخوان المسلمين بعد استبعاد خيرت الشاطر من السباق الرئاسي وهو الرجل الأول داخل التنظيم بسبب إدانة جنائية في ماضيه، عطفا على عبد الله الأشعل المرشح عن حزب الأصالة السلفي.

أما عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية والذي عمل أيضا وزيرا لخارجية مصر في عهد النظام السابق، فيعد إلى جانب الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق (عهد مبارك أيضا)، والناصري حمدين صباحي من أبرز الوجوه العلمانية في السباق الانتخابي.

وسبق لبعض وسائل الإعلام المصرية أن وضعت عمرو موسى وأبو الفتوح في مقدمة السباق، معللة ذلك باستطلاعات رأي تنبأت بحصر المنافسة بين المرشحين، وصعود كل منهما إلى جولة انتخابية ثانية من المزمع إجراؤها في 16إلى 18 حزيران/ يونيو في حال لم ينجح أي مرشح بالفوز بنصف عدد الأصوات.

FILE - In this Sunday, April 22, 2012 file photo, Egyptian presidential candidate Amr Moussa gestures during a press conference at his residence in Cairo, Egypt. A panel of fundamentalist Islamic clerics has endorsed the candidate of the Muslim Brotherhood for president of Egypt, an attempt to prevent a split of the conservative Muslim voters. Despite the official unity, the presence of two strong Islamist candidates raised the possibility that the religious vote could be split, creating fierce competition with secular figures. One is former Arab League chief Amr Moussa, who is popular among many who fear a dominant Islamist influence.(Foto:Nasser Nasser, File/AP/dapd)
عمرو موسى متهم بانتماءه إلى "الفلول"، أي أنه من المنتمين إلى النظام السابق.صورة من: AP

ومهما اختلفت التوقعات حول من سيفوز في تلك الانتخابات، إلا أن المؤكد هو أن الرئيس القادم سيحظى حسب البروفيسور توماس ديميل هوبال "بصلاحيات دستورية كبيرة،لأن عملية صياغة الدستور كشفت إلى غاية اللحظة عن رغبة في الحفاظ على ذات الصلاحيات التي كان يخولها الدستور المعمول به زمن مبارك".

ناخب أكثر حذرا

وشكلت انتخابات مجلس الشعب خيبة أمل بالنسبة للقوى الثورية الليبرالية التي رفعت شعارات التغيير من خارج الإطار الديني، وهي القوى ذاتها التي تلقت صفعة قوية في انتخابات مجلس الشعب. غير أن الخبير الألماني ديميل هوبل يعتبر أن ما أسفرت عنه تلك الانتخابات عن عدم فوز القوى الليبرالية يعود بالأساس إلى الأخطاء التي ارتكبتها تلك الفئة التي حتى وإن لعبت دورا جوهريا أثناء الثورة، "أخفقت في ما بعد في وضع تحركاتها داخل "إطار مؤسساتي وحزبي، تاركة المجال إلى القوى السياسية الأكثر تنظيما"، وهي القوى الإسلامية التي فازت نهاية المطاف في الانتخابات.

بيد أنه وبعد انقضاء ستة أشهر وفي ظل الخيبة التي اعترت جمهور السفليين والإخوان بسبب وعود لم تطبق، بدا الناخب المصري أكثر حذرا من ذي قبل، وأكثر ميولا للتمييز بين أي البرامج الانتخابية الأقرب إلى التطبيق، لأنه يدرك جيدا أن البلاد لم تعد قادرة على تحمل تجارب جديدة قد تكون خطيرة العواقب.

كيرستن كنيب/ وفاق بنكيران

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات