1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ثقافة المقاهي والحانات في إسطنبول مهددة بالاندثار

٥ فبراير ٢٠٢١

الحانات في أزقة إسطنبول محبوبة جدا. فهنا يلتقي السكان لشرب كأس "راكي" أو لعب الطاولة. لكن مستقبل الحانات العريقة بات مجهولا في ظل تداعيات جائحة كورونا وإجراءات الإغلاق، وأيضا بسبب الإجراءات الحكومية في السنوات الأخيرة.

https://p.dw.com/p/3otNJ
عادة يعج بالحركة : حي في اسطنبول خال من الرواد اليوم
عادة يعج بالحركة : حي في اسطنبول خال من الرواد اليوم صورة من: Tunca Ögreten/DW

الحانات جزء بارز من مدينة إسطنبول مثل البوسفور وآية صوفيا أو برج غلطة. والحانات القديمة الأصيلة تطبع منذ مدة المشهد في الأحياء القديمة. هنا يلتقي الناس ـ يجلسون في ليالي الصيف في فناء المقاهي ويلعبون الطاولة، يتناولون مقبلات تركية مع كأس راكي ( العرق التركي).

غير أنه اليوم، بات سكان إسطنبول يخشون على مستقبل هذه الحانات. وذلك ليس بسبب تداعيات جائحة كورونا وإجراءات الإغلاق فحسب والتي وضعت أصحاب الحانات أمام تحديات جمّة، وإنما بسبب الإجراءات الحكومية أيضا، فحسب تصريح نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي من حزب العدالة والتنمية المحافظ ينبغي حظر تسميات الحانة وشيشا بار ومحل التبغ على لافتات المحلات. وهذا إجراء ضروري في إطار "مكافحة الإدمان"، كما يقول أوقطاي.

زقاق نافيزاد الشهير الواقع في حي بايوغلو، المليء عادة برواد الحانات وقلّما يمكن التحرك فيه في سعة، يبدو اليوم وكأنه حيّ أشباح. فقط حانة واحدة تفتح أبوابها، التي عُلّقت عليها لافتات مهرجانات قديمة إضافة إلى أخرى تروّج لشراء "مقبلات باردة". "ثقافة الحانات عندنا في طريقها إلى الاندثار"، يشكو صاحب الحانة، حاكي كاراكوش، مؤكدا أنها "لن تخرج من هذا المأزق".

الحانات مصدر إزعاج؟ 

المؤلف المنحدر من إسطنبول وخبير فن الطبخ تان مورجول خصص الكثير من كتبه لثقافة الحانات التقليدية في إسطنبول. فالحانات، كما قال في حوار لدويتشه فيله DW شكلت دوما شوكة في أعين الحكام في تركيا. "اسطنبول كانت في العهد البيزنطي مدينة التأمت فيها الكثير من الحضارات الإنسانية"، كما يفيد مورجول الذي يعيش اليوم في لندن. "الناس اجتمعوا باستمرار في أماكن عامة مثل صالات الشرب أو الحانات"، وعملوا بتلك الطريقة على التخلص من أحزانهم، يقول الأخير.

صاحب الحانة حاكي كراكوش قلق على مستقبله
صاحب الحانة حاكي كراكوش قلق على مستقبله صورة من: Tunca Ögreten/DW

عطفا على ذلك، شكلت الحانات دوما مكانا معاديا لأصحاب السلطة في البلاد، كما يضيف مورجول. "من بيزنطا إلى الإمبراطورية العثمانية ـ المحافظون لم يحبوا أبدا الحانات"، لأنها "المكان الوحيد الذي لم يخضع لتأثير الحكومة ـ  كان الناس يلتقون فيها ويتبادلون الآراء والمواقف"، تماشيا مع ما قاله الشاعر الفرنسي هونوري دي بالزاك بأن الحانات هي "برلمان الشعب". ولهذا السبب تعرضت الحانات منذ الإمبراطورية العثمانية للحظر، يقول مورجول.

أسعار الكحول والتبغ في ارتفاع

صاحب الحانة كاراكوش لا يتفهم البتة إجراءات الحكومة الحالية ويقول إن الوضع ساء بالنسبة له ولزملائه في السنوات الماضية. والحكومة بقيادة حزب العدالة والتنمية تضغط منذ سنوات لتقليص بيع الكحوليات والتبغ إلى حين فرض حظر شامل على هذه المواد. وفي البداية تمّ فرض حظر التدخين في الأماكن المغلقة. أعقب ذلك قانون صادر في عام 2013 فرض منع بيع الكحول ابتداء من الساعة العاشرة ليلا، ومن لا يمتثل لهذا القانون مهدد بعقوبات مالية عالية. لكن التطور المؤلم لرواد الحانات يكمن في الارتفاع المتواصل لسعر مشروب الراكي. فإذا كان سعر القنينة الواحدة قد بلغ في عام 2010 نحو 4.20 يورو، فإنه اليوم وبسبب ضريبة الكحول قفز إلى نحو 20.50 يورو.

قانون غير نافع

إلى ذلك يشكك الخبراء في جدوى حظر لافتات الحانات للوقاية من الإدمان. "من غير المعقول الاعتقاد بأن مدمنا على الكحول سيبتعد عن الشرب، فقط لأن لافتة غير ملصقة على باب الحانة"، يتسائل باريش غوركاس. "لو كان هدف الحكومة فعلا مكافحة الإدمان، لكانت الخطوة الأولى هي تحسين الرعاية الصحية"، كما يفيد طبيب علم النفس من اسطنبول. وما يثير الاستغراب أن يتم تقليص استهلاك الكحول للسكان المحليين، بينما تروج وزارة السياحة التركية لتناول الراكي، ففي الموقع الإلكتروني للوزارة يتم توصية السياح بالاستمتاع بمقبلات تركية مع كأس راكي.

ب.أ/ م.أ.م/و.ب

لماذا ثمة كحول قاتل بتركيا؟ وما رأي إردوغان في الكحول؟

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد