1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

احتجاجات بسبب وفاة شابة إيرانية احتجزتها شرطة الآداب

١٧ سبتمبر ٢٠٢٢

خرجت مظاهرات في مدن ألمانية واحتجاجات بغرب إيران تنديدا بوفاة شابة بعد اعتقالها من قبل شرطة الآداب والأخلاق في إيران بسبب قواعد اللباس الصارمة على النساء، واستخدمت قوات الأمن الإيرانية الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين.

https://p.dw.com/p/4H17a
الشابة الإيرانية مهسا أميني التي ماتت بعد اعتقال شرطة الآداب لها في إيران.
صورة للشابة الإيرانية مهسا أميني، التي توفيت الجمعة بعد اعتقالها بأيام. منذ الثورة الإسلامية في إيران يلزم القانون جميع النساء بغض النظر عن الجنسية أو المعتقد الديني بوضع حجاب يغطي الرأس والرقبة. صورة من: Kurdpa

نزل عدد من المواطنين إلى شوارع برلين في مظاهرة للاحتجاج على وفاة شابة في إيران. وكانت الشابة الإيرانية مهسا أميني قد اعتقلت من جانب شرطة الآداب والأخلاق وتوفيت بعد ذلك بوقت قصير خلال احتجاز الشرطة لها. وتظاهر عشرات الأشخاص السبت (17 أيلول/ سبتمبر 2022) أمام السفارة الإيرانية في برلين، كما تم الإعلان عن احتجاجات في شتوتغارت وميونيخ وكولونيا للسبب نفسه.

وقال متحدث باسم منظمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في برلين إن المتظاهرين يريدون أيضا لفت الانتباه إلى الاضطهاد الوحشي للنساء في إيران. ودعا المتحدث الحكومة الاتحادية في ألمانيا إلى إدانة وفاة المرأة باعتبارها جريمة دولة. وبحسب قوله شارك حوالي 150 شخصا في مظاهرة برلين، بينما تحدثت الشرطة عن 60 شخصا.

كانت مهسا أميني (22 عاما) في زيارة لطهران مع عائلتها عندما أوقفتها الأربعاء وحدة الشرطة المكلفة فرض قواعد اللباس الصارمة على النساء بما في ذلك الحجاب. وأعلن التلفزيون الرسمي وفاتها الجمعة بعد أن قضت ثلاثة أيام في غيبوبة. وبحسب الشرطة فقد أغمي عليها بسبب قصور في عضلة القلب ثم دخلت في غيبوبة. ومع ذلك هناك نسخة أخرى لرواية وفاة الشابة، يتم تداولها على منصات الإنترنت، تقول إنه تم القبض عليها لأن حجابها لم يكن لائقا بشكل صحيح، وظهرت بعض خصلات الشعر من تحته. وتضيف الرواية أن الشابة ضربت بعد الاعتقال على رأسها مما أدى إلى نزيف في المخ وغيبوبة ثم حالة موت دماغي يوم الثلاثاء، بينما نفت الشرطة ذلك بشدة.

الشابة الإيرانية مهسا أميني
الشابة الإيرانية مهسا أمينيصورة من: UGC

وأطلقت قوات الأمن السبت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين في إقليم كردستان شمال غرب إيران بعد وفاة مهسا أميني، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية. وهتف بعض المحتجين "الموت للدكتاتور" في إشارة إلى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي بينما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع. وظهر رجل واحد على الأقل مصابا في رأسه في مقطع مصور حيث أمكن سماع شخص آخر يقول إنها إصابة بالخرطوش. ولم يتسن التحقق من المقاطع المصورة.

وامتدت الاحتجاجات في وقت لاحق السبت إلى سنندج عاصمة الإقليم، حيث أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حشودا تهتف "سقز ليست وحدها، سنندج تدعمها". وشوهد المتظاهرون وهم يواجهون شرطة مكافحة الشغب وسط دوي إطلاق نار متقطع. 

وذكرت وكالة فارس للأنباء أن جثمانها دفن صباح السبت في مسقط رأسها ساغيز، على بعد 460 كيلومترا من طهران في إقليم كردستان. وقالت الوكالة "عقب مراسم الجنازة، غادر بعض الأشخاص مكان الحادث فيما بقي آخرون يرددون هتافات تطالب بإجراء تحقيقات مفصلة في أبعاد الحادثة". وأضافت أن "المتظاهرين تجمعوا بعد ذلك أمام مكتب المحافظ ورددوا مزيدا من الشعارات لكنهم تفرقوا عندما أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع".

وبث التلفزيون الحكومي صوراً أمس الجمعة قال إنها تظهر مهسا أميني وهي تسقط على الأرض داخل قاعة كبيرة مليئة بالنساء بينما كانت تتجادل مع إحدى المسؤولات حول لباسها. وشددت شرطة طهران في بيان الجمعة على "عدم حصول احتكاك جسدي" بين الضباط وأميني. وأضافت أن أميني كانت من بين عدد من النساء اللواتي تم اقتيادهن إلى مركز للشرطة لإعطائهن "تعليمات" حول قواعد اللباس يوم الثلاثاء. وأورد البيان أنها "أغمي عليها فجأة خلال وجودها مع آخرين في القاعة".

وقبل إعلان الوفاة، أشارت الرئاسة الإيرانية في بيان إلى أن الرئيس إبراهيم رئيسي أوعز إلى وزير الداخلية بالتحقيق في المسألة. قال رئيس مكتب الطب الشرعي في طهران السبت للتلفزيون الحكومي إن التحقيقات في سبب الوفاة ستستغرق ما يصل إلى ثلاثة أسابيع حتى تكتمل. 

تأتي وفاة مهسا أميني وسط جدل متنام داخل إيران وخارجها بشأن سلوك شرطة الأخلاق المعروفة باسم "دورية الإرشاد". ففي يوليو/ تموز، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لامرأة تقف أمام إحدى عربات شرطة الأخلاق مطالبة بالإفراج عن ابنتها. وظلت المرأة المحجبة ممسكة بالمركبة حتى بعد انطلاقها قبل أن تُفلِتها بعد أن زادت سرعتها.

بعد الثورة الإسلامية عام 1979، ألزم القانون جميع النساء بغض النظر عن الجنسية أو المعتقد الديني بوضع حجاب يغطي الرأس والرقبة.  ولكن عددًا من النساء تخلين عن الالتزام الصارم به خلال العقدين الماضيين وبدأن بالكشف عن خصل من شعرهن، خصوصًا في طهران والمدن الكبرى، مما أثار انزعاج المتطرفين من الساسة المحافظين. وتحاول الحكومة في طهران والمتشددون في البرلمان منذ شهور تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل أكثر صرامة.

ز.أ.ب/ص.ش (د ب أ، أ ف ب، رويترز)