1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خطوة فريدة من نوعها.. مطعم الصم والبكم في غزة

شوقي الفرا - غزة ٢ نوفمبر ٢٠١٢

شهدت غزة مؤخرا افتتاح أول مطعم جميع عامليه من الصم والبكم. المطعم الذي يقدم أشهى المأكولات استطاع خلال فترة قصيرة جذب عدد كبير من الزبائن الذين يتمتعون أيضا بحسن استقبال فريق العمل.

https://p.dw.com/p/16aSF
صورة من: DW

أناقة ملفتة لواجهة مطعم الصم والبكم الذي يقع بالقرب من ميناء غزة البحري. المطعم الذي تم افتتاحه في الثامن عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي استطاع في فتره وجيزة جذب الزبائن بأعداد كبيرة حسب القائمين والمشرفين على إنشائه وتنفيذه في "جمعية أطفالنا للصم". يُعد هذا المطعم الذي مولته مؤسسة دروسس السويسرية الأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية، لاسيما وأن جميع العاملين فيه من الصم والبكم. أما أول ما لفت انتباهنا على مدخل المطعم فهو وقوف شبان وفتيات من هؤلاء للترحيب بالزبائن.

تعزيز دور الصم من خلال دمجهم في المجتمع

نفذت "جمعية أطفالنا للصم" المطعم ضمن مشروع خلق فرص عمل للشباب والفتيات المعاقين سمعيا. ووصف رئيس مجلس إدارة الجمعية شرحبيل الزعيم هذا العمل بالمميز على المستوى الإقليمي، مضيفا بأنه "يدل على قدرة المعاقين بشكل عام والصم بشكل خاص على التطور والعطاء إذا توفرت لهم الظروف المناسبة". ويوضح نعيم كباجه مدير الجمعية المذكورة أن فكرة المشروع تأتي أيضا نتيجة الأعداد الكبيرة من فئة الصم المتعلمين العاطلين عن العمل بسبب لغة الإشارة التي ربما تعيق تواصلهم مع المجتمع. وحسب إحصائية للجمعية تبلغ نسبة المعاقين سمعيا في الأراضي الفلسطينية من 1 بالمائة. وفي سياق متصل أشارت مشرفة المطعم آيات مطير إلى أن المشروع "يأتي في إطار تشغيل العاطلين عن العمل من الشباب لتعزيز دورهم وإعطائهم فرصة لدمجهم في المجتمع".

مأكولات حوض شرق البحر المتوسط صحية وشهية، لكنها تحتاج إلى الكثير من الوقت لتحضيرها
مأكولات حوض شرق البحر المتوسط صحية وشهية، لكنها تحتاج إلى الكثير من الوقت لتحضيرهاصورة من: picture-alliance/ dpa

"أريد أن أثبت ذاتي"

يتميز المطعم من الداخل بتصميم وديكورات عصرية تبين انجازها بإشراف وتنفيذ ورش النجارة الخاصة بالصم. وقد تم وضع إشارات الصم على مدخل المطعم وجوانبه. وفي داخله اقترب منا النادل ببشاشة واضحة وهو يقدم لنا قائمة وجبات الطعام والشراب والحلويات. وبعد قليل جاء مرة أخرى لمعرفة ما نريده من طعام؟ أشرنا إلى بعض الأصناف على القائمة ليقوم بتسجيل طلبنا. سألناه عن سبب الالتحاق ضمن فريق العمل في المطعم، فأجاب عن طريق مترجم: "أريد أن اثبت ذاتي وأقدم أشياء مفيدة وأحقق أحلامي كأي شخص آخر". ويضيف عامل آخر أنهم خضعوا لتدريبات شاقة ومكثفة على مدار أشهر سابقة تلقوا خلالها دورات في إدارة المطعم وفن الطهي، وتقديم وجبات الطعام والشراب واستقبال الرواد وكيفيه التعامل معهم. أما العامل سعيد فيؤكد أن الطعام "مصنوع بمهارة عالية وفق معايير دقيقة. ويوضح نادل آخر أنه التحق بالعمل في المطعم بعد أن "لفظه السوق المحلي وانه حقق حلمه بتوفير دخل يساعده على الزواج".

خدمة مميزة بإشراف طهاة مهرة

يتنقل العاملون بين موائد رواد المطعم الهادئ ويتواصلون فيما بينهم ومع الطهاة بالإشارة، كما يتلقون طلبات الزبائن عن طريق الإشارة إلى ما يرغب به هؤلاء على القوائم المرقمة. وعند الانتقال إلى المطبخ تبين وجود فريق من الشبان والفتيات يعمل كخليه نحل. يشير احد العاملين هناك إلى أنهم تلقوا دورات مكثفة ومتواصلة في فن الطهي وإعداد الحلويات تحت إشراف امهر الطهاة في غزة. ووفقا لأحد العاملين لا توجد معوقات أو صعوبات لديهم للتواصل مابين الرواد. وأكد أنه يقرأ بسرعة من الشفاه ما يرغب به الزبائن إن تعثروا في التعبير عن طلباتهم. وأشار أنهم يحرصون على تقديم خدمات مميزة عن الآخرين دون وجود عقبات.

عاملون في المطعم يحيون الزبائن على مدخله مستخدمين لغة الإشارة
عاملون في المطعم يحيون الزبائن على مدخله مستخدمين لغة الإشارةصورة من: DW

إقبال ملحوظ

بعد أيام قليلة على افتتاح المطعم ذاع صيته في قطاع غزة. البعض جاء للمعرفة وحب الاستطلاع ومشاهدة ما يميزه عن المطاعم الأخرى. تبدلنا الحديث مع مجموعة جلست على مائدة في ركن المطعم، أبدى الجميع تأييدهم للمشروع معتبرين أن من "حق الصم أن ينالوا حقوقهم كغيرهم من بقية أفراد المجتمع الأصحاء سمعيا". وقال أفراد المجموعة أنهم جاءوا قبل عيد الأضحى إلى المطعم وقد أعجبتهم وجبات الطعام والأسلوب المميز للعاملين وهذا ما دعائهم لتكرار حضورهم إليه". وقال احمد جرادة الذي كان يتناول وجبه طعامه بصحبة أسرته: " الإقبال ملحوظ هنا .. أما السبب فيعود إلى أن فئة العاملين في المطعم غيّرت صورة المطاعم التقليدية وبينت أن الكل متساوي بالجهد والعطاء".