1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دويتشه بنك يوسع نشاطاته التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية

٤ مارس ٢٠١٠

يخطط "دويتشه بنك" لتوسيع نشاطاته المالية والتجارية التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، يأتي ذلك نتيجة الطلب المتزايد على هذه الخدمات التي ازدادت الثقة بها على الصعيد العالمي.

https://p.dw.com/p/MI05
شعار دويتشه بنك مع مديره يوزيف أكرمانصورة من: AP

أصبح البنك الألماني/دويتشه بنك حالياً أحد أهم البنوك العالمية التي تعمل في مجال خدمات التمويل المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، كما تقول دانا البديري، مديرة العلاقات العامة للبنك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حديث خصت به دويتشه فيله. والبنك لا يقدم هذه الخدمات إلى الأفراد إنما إلى شركات ومؤسسات حكومية وغير حكومية. وفي هذا الإطار ينشط البنك حسب البديري أيضا في مجال الصكوك أو السندات الإسلامية.

هناك أشكال عديدة لتعامل دويتشه بنك مع العملاء، على سبيل المثال عندما تطلب إحدى الشركات الحصول على تمويل يتوافق مع الشريعة الإسلامية يجري البنك دراسة مستفيضة تحدد حجم التمويل المطلوب للمشروع على صورة صكوك إسلامية، ويقوم البنك بعدها ببيع الصكوك إلى المستثمرين الذين يمثلون مؤسسات استثمارية ويطلق عليهم المستثمرين المؤسساتيين حسب البديري.

ازدياد الطلب على المنتجات المالية الإسلامية

يزداد الطلب على المنتجات المالية الإسلامية عالميا، وقد لعبت الأزمة المالية العالمية دوراً في ذلك، فكما تقول دانا البديري: "هناك انطباع لدى المستثمرين بأن المنتجات المالية الإسلامية أكثر أمناً من غيرها، لأنها مدعومة بأصول"، وبالتالي فإن عامل المخاطرة فيها أقل بشكل عام"، وتشير البديري في الوقت نفسه إلى أن سوق التمويل المتوافق مع الشريعة الإسلامية تأثر بشكل أقل بالأزمة مقارنة بأسواق التمويل التقليدية. واجتذب نجاح الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية مستثمرين غربيين غير مسلمين لأنهم أدركوا برأيها الفوائد التي تنطوي عليها، لاسيما ما يتعلق بعامل المخاطرة.

Islamische Banken
ازدياد الثقة بالبنوك الإسلامية على ضوء الأمان التي توفره خدماتهاصورة من: AP

ومن عملاء دويتشه بنك كبار البنوك الإسلامية العاملة في منطقتي الشرق الأوسط وشرق آسيا. وتوجد أكبر أسواق التمويل الإسلامي في الدول الإسلامية الآسيوية مثل ماليزيا ، حيث حصل دويتشه بنك على رخصة من البنك المركزي الماليزي لتقديم خدمات إسلامية بعملات غير العملة الوطنية "الرنجيت". وهذه سابقة، لأن معظم الخدمات المالية الإسلامية التي تقدم داخل ماليزيا تتم بهذه العملة. وتجد دانا البديري في هذه الخطوة دليلاً على قوة دويتشه بنك ودوره الريادي في هذا المجال.

ويخطط دويتشه بنك لتوسيع نطاق معاملاته المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في دول عربية عدة على ضوء خبراته الواسعة في هذا المجال، فهو يتعامل مع عدد كبير من البنوك الإسلامية العاملة في المنطقة ومع كثير من الشركات العربية التي تريد تمويل مشاريع بشكل يتوافق مع الشريعة الإسلامية. وقد أصدر دويتشه بنك عددا هاما من الصكوك المتعلقة بكبريات الشركات العاملة في المنطقة كما تقول دانا البديري وتضيف: " هناك أيضاً مخطط للدخول الى سوق المملكة العربية السعودية لتقديم تمويل عقاري، وسيعلن البنك عن الخطة بشكل مفصل خلال الشهرين القادمين".

الرجوع الى رأي الفقهاء

يتعامل دويتشه بنك كما تقول مديرة علاقاته العامة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، دانا البديري مع كبار فقهاء الدين للحصول على فتاوى في كل ما يتعلق بكافة المنتجات التي يصدرها. "لدينا مجلس شرعي نتعامل معه ويضم العلماء المعروفين في المنطقة"، تقول البديري وتضيف بأن إصدار الفتاوى لا يتم حتى يتم التأكد من أن المنتجات المالية تستجيب للشروط المطلوبة. ويتعامل دويتشه بنك مع هؤلاء العلماء باستمرار، لأن يريد أن يحظى المنتج المالي المتوافق مع الشريعة الإسلامية بقبول واسع وأن ويكون متطابقاً مع المعايير التي تطلبها الهيئات الشرعية في المنطقة.

خلاف حول بطاقات الائتمان

تستخدم بعض البنوك طريقة التمويل المتوافق مع الشريعة الإسلامية عن طريق بطاقات الائتمان، علماً بأنه لا يتوفر حتى الآن إجماع شرعي على صحة هذه الطريقة، وتشير دانا البديري الى أن الخلاف حول توافق بطاقات الائتمان مع الشريعة الإسلامية راجع إلى المبدأ الشرعي الإسلامي القائل بأنه يتعين على الشخص أن ينفق ضمن إمكانياته المادية، بينما توفر له البطاقة كما تضيف "إمكانية إنفاق مبالغ أكبر من إمكانياته المالية الفعلية، لهذا فإنها مرفوضة أصلاً عند بعض الفقهاء".

أما الأرباح فتجنى بأساليب تتوافق مع الشريعة الإسلامية، ومن بينها على سبيل المثال "المرابحة"، فالشركة تقوم مثلاً بشراء الأصل ثم تبيعه إلى العميل بالتقسيط. ويسمى الفرق بين سعر البيع والشراء "المرابحة "، والمرابحة في التعاملات الإسلامية كما تشرح البديري من الأشياء الأساسية المعتمدة من قبل جميع الفقهاء، "وكل العمليات التجارية تعتمد على تحقيق نوع من المرابحة عند انتقال الأصل من شخص إلى آخر"، ولا تعتبر المرابحة فائدة بالمعنى التقليدي.

الكاتبة: منى صالح

مراجعة: ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد