1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دياربكر ـ للأكراد أمل في تحقيق السلام

٢١ مايو ٢٠١٧

في السنوات الأخيرة سيطر مناخ العنف على الحياة اليومية لسكان ديار بكر، غير أن التوتر بدأ الآن في التلاشي شيئا فشيئا. وهناك رغبة كبيرة لدى الأكراد في جنوب شرق تركيا للدخول في حوار يضمن إحلال السلام في المنطقة بشكل دائم.

https://p.dw.com/p/2d6G0
Reportage zur Lage in der Osttürkei
صورة من: DW/A. E. Duran

تدمرت ديار بكر في جنوب شرق تركيا إلى حد كبير بسبب الاقتتال بين قوى الأمن التركية وقوات حزب العمال الكردستاني المحظور. وعقب فرض حالة الطوارئ باتت الاعتقالات وانتهاكات حقوق الإنسان جزءا من الحياة اليومية هناك. ورغم كل هذا يأمل الناس في المدينة إلى عودة السلام مجددا وإقامة حوار بين أطراف النزاع.

غالبية عمليات القتل حصلت في حي سور الذي كان قبل سنتين عنوانا هاما للتجارة والسياحة في المدينة التي تعتبر مركزا ثقافيا لأكراد تركيا. القصف والموت والدمار طبعت مسار الحياة طوال عام ونصف في ديار بكر. إلا أن المدينة تعيش اليوم أجواء أخرى تذكر بأيام مضت.

الناس ينتقلون إلى سور

مازال رجال الشرطة يتمركزون في مواقع الحراسة وهم مسلحون ومازالت الدبابات تنتشر أمام مداخل المدينة وفي الشوارع الرئيسية، رغم إلغاء حظر التجول. كما تحولت الساحة المحيطة بمسجد سليمان المتضرر إلى حديقة يلتقي فيها مئات الناس. تحدثنا معهم وذكروا أن الحديقة تكون مليئة لاسيما في نهاية الأسبوع.

بعيدا عن الأزقة بخمسين مترا يوجد محل صغير في ما يسمى "سوق الزبادي". توقفت الحركة التجارية في هذا السوق على مدى 15 شهرا، ويقول لنا صاحب المحل أجيت آري، البالغ من العمر 25 عاما إنه تحمل خسارات مالية كبيرة، ويقول:"وُلدت في سور. 90 في المائة من أصدقائي غادروا المدينة، أشعر بالوحدانية. وبعد كل ما حصل لم ننجح بعد في الوقوف مجددا على أرجلنا. لكن يبدو أن الأمور تتقدم إلى الأمام".

Türkei Explosion in Diyarbakir
مظاهر أعمال العنف في ديار بكرصورة من: Reuters TV

"الوضع يتحسن"

المحلات في شارع غازي، مثل المركز المالي لديار بكر مفتوحة، ومع كل دقيقة تمتلئ باحة مسجد علو بالناس الذين يأتون للصلاة. أحدهم هو رجب أوزيتش الذي يملك محلا في الشارع الرئيسي، ويقول:"بعد اغتيال طاهر إلتشي تدهور كل شيء هنا". طاهر إلتشي كان مدير غرفة المحاماة في ديار بكر وأحد المناضلين البارزين من أجل حقوق الإنسان. في الـ 28 من نوفمبر 2015 تم اغتياله بالرصاص، ولم يتم الكشف حتى اليوم عن خلفية الجريمة.

"بعد مرور سنة تقريبا، لم يتمكن أحد من دخول المنطقة، حيث أجبر الجميع على إغلاق المحلات"، يقول أوجيتش. ومنذ شهر عاد بعض الهدوء، والناس يمشون في الشوارع. وبعد فتح الحديقة الجديدة المحيطة بمسجد سليمان يأتي الناس من كل أنحاء ديار بكر إلى سور. ويقول أوزيتش:"لم نحصل على عملنا القديم ولا على السلام الداخلي، لكننا نأمل في أن تتطور الأمور إلى ما هو أحسن". ويؤكد أن الجميع يأمل في إحياء الحوار بين أطراف النزاع لإيجاد أجواء سلمية.

لكن يوجد أيضا أحياء في منطقة سور لم تتضرر، مثل حي زيا حيث توجد "دار ثقافة ديار بكر" التي يتردد عليها تلاميذ وموسيقيون.

لقاءات في ديار بكر

الأمل يظهر أيضا من خلال التظاهرات التي يتم تنظيمها منذ 10 أيام في المدينة. فلأول مرة اجتمع في قمة حول العمل برلمانيون من حزب العدالة والتنمية الحاكم وممثلون عن حزب المعارضة الأكبر وحزب الشعب القومي. لكن سحب التشاؤم فوق ديار بكر لم تنقشع كليا. ويقول ناد لحقوق الإنسان هناك إن انتهاكات حقوق الإنسان حصلت في الشهور الثلاثة الأولى لهذه السنة بالآلاف. وخلال فترة حالة الطوارئ تم إغلاق العديد من النوادي والمنظمات غير الحكومية في المدينة، إضافة إلى محطات تلفزة وإذاعة ومجلات كردية. ويقول بعض المسؤولين المحليين إن الأوضاع ماتزال بعيدة عن التطبيع في ديار بكر والمنطقة برمتها.

وقد توقف العمليات العسكرية في وسط المدينة وبدأ الناس يترددون مجددا على الشوارع، مما يُعتبر تطورا مفرحا، لكنه غير كاف.

أراما إكين دوران/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد