1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رغم الخلافات..روسيا تسعى لكسب تركيا المتطلعة غرباً

توماس زايبرت من اسطنبول / زمن البدري٣٠ نوفمبر ٢٠١٤

يزور الرئيس الروسي أنقرة لحضور اجتماع مجلس التعاون الروسي التركي رفيع المستوى. البلدان متفقان على زيادة مستوى العلاقات التجارية، وتنحية الخلافات السياسية جانبا، فيما يحاول الروس جذب الأتراك ليصبحوا حليفا استراتيجيا لهم.

https://p.dw.com/p/1Dwfc
Treffen Vladimir Putin Tayyip Erdogan St. Petersburg
صورة من: Reuters

يزور الرئيس الروسي أنقرة لحضور اجتماع مجلس التعاون الروسي التركي رفيع المستوى. البلدان متفقان على زيادة مستوى العلاقات التجارية، وتنحية الخلافات السياسية جانبا، فيما يحاول الروس جذب الأتراك ليصبحوا حليفا استراتيجيا لهم.

العلاقات المتبادلة بين روسيا وتركيا ذات مستوى رفيع، على الأقل هي كذلك مكتوبة على الورق حسب الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وحسب التسمية الرسمية لاجتماع مجلس التعاون الروسي التركي رفيع المستوى، والذي سيعقد جلسته القادمة يوم الاثنين (الأول من كانون الثاني / ديسمبر 2014).

توافق رغم القضايا الخلافية الكثيرة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا شخصيا ليحضر هو ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اجتماع مجلس التعاون الروسي التركي، وفيه يحضر أيضا وزراء حكومتي البلدين. لقاء بوتين مع أردوغان في الاجتماع سيبحث القضايا المشتركة، وربما قد لا يخلو من مناقشة بعض القضايا العالقة بين البلدين. روسيا وتركيا بلدان مهمان ومطلان على منطقتي البحر الأسود والشرق الأوسط، ويتفقان في عدة قضايا مشتركة، لكنهما يتصادمان في بعض الأحيان في بعض الأهداف والقضايا السياسية.

Sergei Lawrow und Walid Muallem Treffen in Moskau
الأزمة السورية هي إحدى المواضيع الخلافية الرئيسية بين البلدينصورة من: AFP/Getty Images

ففي الأزمة السورية مثلا، يطالب الرئيس التركي تنحي بشار الأسد من الحكم، بينما يُعتبر الرئيس الروسي أكبر الداعمين الدوليين لبقاء الرئيس السوري. وفي الأزمة الأوكرانية انتقدت تركيا ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وشبه جزيرة القرم قريبة جغرافيا وثقافيا من تركيا، كونها لا تبعد سوى ساعة طيران عن اسطنبول ويعيش الكثير من التتار فيها. أما في أزمة القوقاز فيدور الخلاف بين البلدين حول مرتفعات قره باغ في أذربيجان، إذ تقف تركيا بجانب الحكومة الأذربيجانية ضد الانفصاليين الأرمن في هذه المناطق. وتتهم تركيا روسيا بعدم الضغط بصورة كافية على أرمينينا لوقف دعهما للانفصاليين.

هذه المواضيع الخلافية بين البلدين لا يبدو أنها ستجد حلا خلال زيارة بوتين المرتقبة لأنقرة، كما يقول خبير الشؤون الروسية البروفيسور التركي كامر قاسم نائب رئيس مركز أبحاث (USAK) في أنقرة لـ DW مضيفا "مواقف البلدين لم تتغير تجاه القضايا السياسية".

وحتى في العلاقات التجارية المتبادلة بين البلدين هناك بعض الخلافات، لأن تركيا تستورد نحو 65 بالمائة من احتياجاتها من الغاز من روسيا. وفي المقابل هناك انخفاض مستمر في جحم الصادرات التركية إلى روسيا، وكانت قيمتها قد وصلت إلى 5.1 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2013، ولكنها انخفضت إلى 4.5 مليار دولار في نفس الفترة من هذا العام. وهذا الانخفاض في قيم الواردات والصادرات بين تركيا وروسيا ستزداد حدته، كما يبين الخبير كامر قاسم.

ولكن ومع اجتماع شخصيتين مثيرتين للجدل، هما بوتين وأردوغان، فمن المتوقع أن يدور النقاش وبشكل علني حول بعض المواضيع الشائكة بين تركيا وروسيا. رغم ذلك لا يعتقد الخبير التركي أن يحتدم النقاش بين الطرفين، ويضيف قاسم قائلا: "رغم كل المشكل، يحاول الطرفان أن يجدان صيغة مقبولة من الحوار".

تنحية النقاط الخلافية جانبا

Türkei Gazprom Pipeline
تركيا تستورد نحو 65 بالمائة من احتياجاتها من الغاز من روسياصورة من: picture-alliance/dpa

المواضيع العالقة بين تركيا وروسيا كثيرة، لكن البلدان متفقان تماما على تنحية بعض النقاط الخلافية من أجل إدامة العمل المشترك، فالشركة الحكومية الروسية "روساتوم" تشيد في مدينة أكويو التركية المطلة على البحر الأبيض المتوسط أول مفاعل نووي تركي، والذي من المفترض أن ينتهي بنائه ويبدأ العمل به في العقد القادم. وهناك أيضا نحو 4.3 مليون سائح روسي يزورون تركيا كل عام ويشكلون جزءا مهما من إيرادات البلاد السياحية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك فرصة لتركيا لتعويض نقص صادراتها لروسيا من خلال جباية الرسوم عن الواردات الروسية عبر تركيا، كما يقول الخبير أورغان غافرلي من مركز "الدراسات الإستراتيجية لتركيا الجديدة" في أنقرة. ومن أجل إتباع ذلك تتخذ تركيا طريقا غير مألوف يوضح غافرلي في حواره مع DW، إذ لم تشارك في الحظر الاقتصادي المفروض على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. وتحدثت مصادر قريبة من الأوساط الحكومية عن أن تركيا لا تريد أن تشارك في الحظر، لأنها سوف لا تحصل على أية منافع منه. يدور الحديث كذلك حول إلغاء الدولار كعملة التبادل التجاري بين البلدين واستبدالها بالروبل الروسي أو الليرة التركية.

روسيا من جانبها تتابع أيضا وبعناية تصريحات أردوغان، التي تهاجم بعضها الغرب، كما يقول الخبير غافرلي، والذي يضيف: روسيا تعرف أن تركيا كعضو في حلف الناتو ومرشحة لعضوية الاتحاد الأوربي تنتمي إلى الغرب، لكن روسيا تحاول وبكل قوة جذب تركيا لصالحها.

وضمن هذا الاتجاه يدور حاليا الحديث حول كسب تركيا لمنظمة "شنغهاي للتعاون"، والتي تضم الصين روسيا وكازاخستان وقرغيزيا وأوزباكستان وطاجيكستان. أردوغان كان قد طرح سابقا فكرة الابتعاد عن الاتحاد الأوربي والانضمام لمنظمة "شنغهاي للتعاون" وبصورة علنية. وتركيا تحمل منذ عام 2012 صفة "الشراكة في الحوار" في المنظمة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد