1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"رفض إسرائيل لاتفاق حماس ـ فتح يعزز موقع أعداء السلام"

٢٨ أبريل ٢٠١١

رغم أن مخاوفها مبررة فإن رفض إسرائيل لاتفاق حماس وفتح لم يكن ذكياً، كما أن عرقلة عباس للوحدة الوطنية سيعني موته وموت فتح سياسيا، ناهيك عن أن هذا الموقف الإسرائيلي من شأنه أن يعزز القوى المتطرفة، كما يعتقد راينر زوليش.

https://p.dw.com/p/115Xb

كما حصل في مصر وتونس وسوريا خرج إلى الشوارع خلال الأسابيع الماضية عشرات الآلاف من الناس في المناطق الفلسطينية، لا للمطالبة بإسقاط قياداتهم في غزة ورام الله، أو لإسقاط الحكومة الإسرائيلية، بل لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.

وهذه المرة خضعت فتح وحماس لضغط الشعب واتفقتا من حيث المبدأ ـ بوساطة مصرية ـ على تشكيل حكومة انتقالية وعلى إجراء انتخابات قريبا، والهدف الأهم في المستقبل القريب هو إعادة توحيد المناطق الفلسطينية. لكن ليس أمام المرء سوى الانتظار لمعرفة ما إذا كانت الحركتان قادرتان على تحقيق ذلك. فالثقة بين الطرفين غائبة كما أن التوافق بينهما حول المسائل الجوهرية يتطلب مفاوضات مضنية.

ومع ذلك يمكن الترحيب من حيث المبدأ بالاتفاق، إذ أن التوافق داخل المعسكر الفلسطيني شرط ضروري لعقد اتفاق سلام مع إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهذا هدف شدد عليه المجتمع الدولي باستمرار رغم النكسات العديدة التي حصلت.

Deutsche Welle Rainer Sollich
راينر زوليش، مدير القسم العربي (راديو وأونلاين) في دويتشه فيلّهصورة من: DW

لكن رد فعل الولايات المتحدة حاليا متحفظ جدا، وحتى إسرائيل نفسها أعلنت كذلك رفضها لهذا الاتفاق، إذ خيًّر رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو حركة فتح التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بين السلام مع إسرائيل أو السلام مع حماس، بل أن وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان أعتبر أن الفلسطينيين تجاوزوا "خطاً أحمر" بهذا الاتفاق بين الحركتين.

ردود الفعل الإسرائيلية هذه يمكن وصفها بأي شيء عدا كونها ذكية، إذ من جهة لا يمكن لإسرائيل أن تطالب عباس بالوقوف حجر عثرة أمام إعادة الوحدة الوطنية، لأن ذلك سيعني موته وموت فتح المؤكد سياسيا. من جهة أخرى تعزز إسرائيل بموقفها الرافض هذا تلك القوى التي تريد في الحقيقة إضعافها؛ أي أنها تعزز من وضع القوي المعادية للسلام في معسكر حركة حماس الإسلامية المتطرفة.

وإزاء تزايد التطورات التي لا يمكن تقدير اتجاهاتها في المنطقة بفعل موجات الثورات العربية يتوجب على سياسة إسرائيلية ذكية أن لا تعطي مبررات غير لازمة لأعداء السلام ومناصري العنف. ومن الضرورة هنا كخطوة أولى إيقاف كل النشاطات الاستيطانية في المناطق الفلسطينية.

أن التخوفات التي تلفّ موقف إسرائيل الرافض للاتفاق صحيحة. ليس فقط لأن البلد سيواجه مستقبلا رياحا شديدة أيضا من جهة مصر، بل لأن حماس لا تزال ترفض الاعتراف رسميا بحق إسرائيل في الوجود، فيما لا يزال من غير المؤكد وجود قوى براغماتية في صفوف الحركة قادرة على فرض منطقها. وفي وضعهم الحالي لا يستطيع الإسلاميون أن يكونوا شريكا في مفاوضات السلام. وفي حال إجراء انتخابات يمكن لحماس أن تحصل على الأغلبية من جديد إذا لم يتمكن معسكر السلام من تقديم آفاق ذات مصداقية. ومن أجل هذه الآفاق لا يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين سوى العمل معاً.

راينر زوليش

مراجعة: عبده جميل المخلافي