1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا - استمرار حكم الأسد بسبب الجهاديين

كيرستن كنيب/ عبد الرحمن عثمان١٠ مارس ٢٠١٥

قبل أربع سنوات انتفض السوريون ضد نظام الأسد. وتطورت الاحتجاجات إلى حرب تدور رحاها على عدة جبهات. ثم ظهر الجهاديون، الذين ساهموا بشكل ما في بقاء حكم الأسد. والآن يرى المجتمع الدولي في الأسد ضامنا للاستقرار الإقليمي.

https://p.dw.com/p/1Enk6
Syrien Kämpfe in Aleppo
صورة من: REUTERS/H. Katan

"الشعب يريد إسقاط النظام"، هذا الشعار وغيره كتبه طلاب مدارس على العديد من جدران مدينة درعا منتصف آذار/مارس 2011. وقامت قوات الأمن باعتقال الطلاب، ما دفع بالمواطنين للخروج إلى الشارع. وشجع ذلك سوريين في مدن أخرى على الخروج في مظاهرات سلمية. إلا أن النظام تصدى لهم بكل قسوة دافعاً البلاد إلى دوامة عنف أودت بعد أربع سنوات بحياة ربع مليون إنسان وأدّت إلى تهجير أربعة ملايين شخص خارج سوريا وحوالي ستة ملايين آخرين داخل البلد.

لكن السوريين لا يهربون من عنف النظام وحده فحسب، بل يفرون أيضا من الأعمال الوحشية التي تقترفها الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة وتنظيم "داعش" على وجه الخصوص، الذي تعامل جميع سكان الأراضي الخاضعة لسيطرتها بدون رحمة باعتبارهم "كفاراً".

الأسد هو المسؤول

ويرى نديم شحادة، الباحث في مركز الأبحاث البريطاني شاتهام، أن نجاح الجهاديين في الانتشار في سوريا والعراق يعود بشكل مباشر إلى الأسد نفسه. ويقول في حديث مع DWإنه "ليس هناك أفضل من ظهور الجهاديين لتقليل الضغط على نظام الأسد"، ويضيف "هذه الطريقة هي جزء من أساليب الأنظمة الديكتاوتورية. فالنظام يفرج عن المجرمين والغشاشين من السجون ويخلق بذلك حالة من الفوضى، ثم يدعي أنه يقاوم تلك الفوضى ليستعيد شرعيته بذلك ".

وفعلاً فقد تغيرت نظرة الأسرة الدولية تجاه سوريا بشكل كبير. وفي حين كانت فظائع نظام الأسد هي ما يلفت الأنظار في السنة الأولى من للحرب، باتت الأنظار في الشهور الأخيرة تتجه نحو انتصارات "داعش" والجرائم التي يرتكبها هذا التنظيم.

Symbolbild Islamischer Staat
جرائم "داعش" الوحشية أبعدت الأنظار عن وحشية جرائم نظام الأسدصورة من: picture-alliance/AP Photo

قطع الرؤوس وحرق الطيار الأردني وإلقاء الناس أحياء من طوابق عليا: بمثل هذا العنف المنفلت من عقاله صدمت "داعش" المسلمين وغير المسلمين على حد سواء. وعندما أعلنت المنظمة الإرهابية عن دولة الخلافة في صيف 2014، بات واضحاً أن مطالبتها بالسلطة لاحدود لها. ومن خلال عمليات الاغتيال التي نفذتها في دول أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا وكندا وأستراليا برهنت "داعش" على أن لها أتباعاً ومتعاطفين معها في كل مكان، وأنها مستعدة للضرب في أي وقت وفي كل مكان أيضا.

هل يكفي العمل العسكري ضد "داعش"؟

بهذه السياسة وضعت "داعش" المجتمع الدولي تحت الضغط. وقد شكلت الولايات المتحدة تحالفاً دوليا بقيادتها لمواجهة الجهاديين. ويقول أستاذ العلوم السياسية براء ميكائيل، من معهد فرايد لدراسات السلام في برشلونة، إنه لا يوجد حل آخر حالياً. لكن، وعلى المدى الطويل، لا يمكن حل هذه المشكلة بالوسائل العسكرية فقط. "لكننا لا نحرز أي تقدم على الصعيد السياسي في الوقت الحالي، لأنه لا يبدو أن هناك إمكانية للتفاوض"حالياً" مع "داعش، كما يقول براء ميكائيل.

لذلك تضع "داعش" المجتمع الدولي أمام تحد طويل الأمد، حسب ميكائيل في حوار مع DW. ويرى أنه لا بد من خلق ظروف تحول دون انضمام عناصر جديدة للجهاديين ولتنظيم "داعش" على وجه الخصوص، ويضيف: "هذا ممكن فقط من خلال دمج المسلمين بشكل أفضل في المجتمعات الأوروبية ومن خلال القضاء على الفساد والبطالة في دول الشرق الأوسط. وإذا تعذر ذلك، فسوف يزداد عدد الذين ينجذبون للدولة الإسلامية".

Syrien UN-Gesandt Staffan de Mistura bei Baschar al-Assad in Damaskus
حدوث تغيّرٌ في نظرة المجتمع الدولي لنظام الأسدصورة من: picture-alliance/dpa

وفي أعقاب الفظائع التي يرتكبها الجهاديون، فإن الأأسد لم يعد العدو رقم واحد للدول الغربية. فالأسد ونظامه - على عكس الجهاديين- ورغم عدم شرعيته أصبح يعتبر ضامناً للاستقرار الإقليمي وللاستقرار الدولي أيضا. وعن ذلك يقول نديم شحادة: "حكومة أوباما أعلنت أنها تريد بقاء الأسد في السلطة"، ويضيف "لا تريد الإدارة الأمريكية نظاماً جديداً في سوريا".

وحالياً يشن نظام الأسد حرباً بلا هوادة ضد خصومه الجهاديين، وأكثر المعانين من هذه الحرب هم المدنيون الذين يعيشون في مناطق تسيطر عليها "داعش". إذ لا يبالي الأسد بالمدنيين حين تلقي طائراته البراميل المتفجرة على الأحياء الخاضعة لسيطرة "داعش". صحيح أن المستهدف هي عناصر "داعش"، غير أن النظام لا يكترث لموت أعاد لا تحصى من المدنيين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد