1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحف أوروبية: روسيا تدعو إلى عقد مؤتمر حول سوريا وتزود دمشق بصواريخ

م. أ. م ٢٠ مايو ٢٠١٣

اهتمت غالبية الصحف الأوروبية بقضية تزويد روسيا النظام السوري شحنة من الصواريخ المضادة للسفن، الأمر الذي من شأنه تأجيج الحرب. وفي هذا السياق تساءلت بعض الصحف عن الجدوى من عقد مؤتمر دولي حول سوريا.

https://p.dw.com/p/18b4i
ARCHIV - Russisches Flugabwehrsystem vom Typ S-300 (Archivfoto vom 06.06.2011). Israel hat die USA nach US-Medienberichten vor russischen Raketenlieferungen an Syrien noch in diesem Jahr gewarnt. Demnach will Moskau dem Regime von Präsident Baschar al-Assad mehrere Abwehrsysteme vom Typ S-300 zur Verfügung stellen, die Kampfjets und Raketen vernichten können. Foto: Igor Zarembo +++(c) dpa - Bildfunk+++ pixel
صورة من: picture-alliance/dpa

أدان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة شحنة صواريخ روسية مضادة للسفن إلى سوريا قائلا إنها يمكن أن تزيد قوات الرئيس بشار الأسد جرأة وتستمر في خوض حرب أهلية دامية. ويأتي الكشف عن صادرات الأسلحة الروسية إلى دمشق بعد مرور أكثر من أسبوع على اتفاق الولايات المتحدة وروسيا على عقد مؤتمر في محاولة لوقف الحرب. وفي هذا السياق كتبت صحيفة زوددويتشه تسايتونغ تقول:

"إنه بالطبع كلام بلا معنى حين تزعم موسكو بأن الصواريخ المضادة للسفن التي حصلت عليها دمشق لا ُتستخدم إلا لأغراض دفاعية وأنها بالتالي من الناحية الإستراتيجية أسلحة بدون مفعول. المتمردون الذين  وجب على الأسد الدفاع عن نفسه أمامهم لا يملكون أية سفن. وحتى حجة العقود القديمة التي تقول موسكو بأنها ملتزمة بالوفاء بها تبدو واهية... موسكو زودت إذن سوريا بصواريخ حديثة تعتبر فتاكة بالنسبة إلى السفن، مثلا ضد سفن أمريكية قد تحاول فرض احترام منطقة حظر جوي. وفي الوقت نفسه أرسلت موسكو ثلاث سفن حربية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.

وإلى جانب ذلك يخطط الكرملين حاليا بالاشتراك مع أمريكا لعقد مؤتمر حول النزاع السوري. هل هذا تناقض؟ أم سخرية؟ يجب بالأحرى القول بأن ذلك عرض إضافي في لعبة البوكر السورية. فروسيا تحاول انتزاع  أقصى ما هو ممكن. فكما هو الشأن بالنسبة إلى أمريكا بخصوص تركيا والعربية السعودية وقطر وإيران، فإن سوريا ليست بالنسبة إلى روسيا إلا أداة لتسوية ملفات في السياسة الخارجية. موسكو تريد الحفاظ على تأثيرها في الشرق الأوسط، وهذا مرتبط بالقاعدة البحرية في طرطوس السورية، وهي تريد إفشال مخططات أمريكا الرامية إلى تغيير النظام. فعقد مؤتمر لا أحد يراهن على نجاحه لن يغير شيئا في هذا المشهد. وبشحنة الصواريخ لصالح دمشق تكون روسيا قد صعدت من تدخلها في اللعبة."

صحيفة نويه تسوريشر تسايتونغ شككت هي الأخرى في الجدوى من عقد مؤتمر دولي حول الحرب الدائرة رحاها في سوريا نظرا لتسليم روسيا نظام دمشق شحنة من الصواريخ المضادة للسفن، وكتبت تقول:

"في الوقت الذي تستمر فيه موسكو في نسج مخططات مبهمة على الساحة الدبلوماسية الدولية بشأن عقد مؤتمر حول سوريا بمشاركة وفود ممثلة لنظام الأسد وكذلك للمعارضة، فإنها أوضحت بتصديرها صواريخ أنها لا تزال متمسكة ببقاء الدكتاتور السوري. هذه الشحنة قد تقوي هذا الأخير في اعتقاده بأنه سيخرج عاجلا أم آجلا منتصرا من هذه الحرب الأهلية. وعليه فإن التساؤلات تزداد أكثر من أي وقت مضى حول الفائدة من عقد ذلك المؤتمر حول سوريا الذي تروج له موسكو".

Free Syrian Army fighters return fire after what they say was during clashes with forces loyal to President Bashar al-Assad in Deir al-Zor May 13, 2013. Picture taken May 13, 2013. REUTERS/Khalil Ashawi (SYRIA - Tags: CONFLICT)
معالم الدمار الشامل تعم المدن والقرى السوريةصورة من: Reuters

صحيفة دي فيلت بعدما كشفت عن الوضع المتشعب داخل سوريا، وتعدد الأطراف المتورطة في الحرب، أكدت على صعوبة التدخل الخارجي المحفوف بالمخاطر، واستبعدت الصحيفة أن تجرؤ روسيا على مهاجمة وحدات الناتو في حال تدخل هذه الأخيرة في المنطقة، وكتبت تقول:

"روسيا القوة الكبيرة تعمل منذ الآن بحماسة على تزويد الحاكم السوري بأحدث الأنظمة المضادة للصواريخ لإلحاق أكبر الخسائر الممكنة بطائرات وسفن الناتو، بل إن موسكو أرسلت الآن سفنا حربية إلى البحر الأبيض المتوسط. تحرك هذه السفن من شأنه الكشف للعالم عن مدى الأهمية التي يوليها الروس لدمشق، وكيف أنهم لا يريدون خسران آخر حليف لهم في المنطقة.

أكيد أن روسيا لن تجرؤ، في حال أي تدخل أن تهاجم قوات الحلف الأطلسي. لكنها لن تكون المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تتفجر فيها حرب كبيرة بدون أن يكون أحد الأطراف الرئيسيين ينشدها فعلا. فهل الغرب مستعد فعلا للمجازفة؟".

صحيفة دير تاغس شبيغل الصادرة في برلين اعتبرت أنه لا يمكن المراهنة كليا على المؤتمر الدولي المزمع عقده في يونيو المقبل في جنيف حول سوريا، وكتبت تقول:

"سيكون من الساذج عقد جميع الآمال في خضم الأوضاع الراهنة فقط على المؤتمر الدولي المرتقب حول سوريا. فعوض ذلك وجب على الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف شمال الأطلسي أن يصدروا جميعا إشارات واضحة في اتجاه دمشق وطهران وموسكو... وقد يصعب أيضا التنبؤ بتبعات التزام أقوى يشمل إمكانية تدخل محدود. لكن عواقب غياب التدخل واضحة أي سقوط أعداد أكثر من القتلى ومزيد من البؤس والتطرف والتدويل. ومن يتحرك رغم أنه لا يقدر على تقييم العواقب، فإنه يتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية. أما من يبقى مكتوف الأيدي رغم أن خطر التصعيد يهدد، فإنه يرتكب جرم الفشل".