1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"عليها الوفاء بوعودها".. تشكيك غربي بحكومة طالبان الجديدة

٨ سبتمبر ٢٠٢١

استقبلت دول عديدة عبر العالم إعلان تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان بفتور وترقب، وطالبت قوى دولية طالبان بالوفاء بالتزاماتها. وفي ظل تشكيك غربي بها، لم تعلن أيّ دولة كبرى عن اعترافها بالحكومة وإقامة علاقات دبلوماسية معها.

https://p.dw.com/p/405EP
مسلحو طالبان خلال منع احتجاجات أمام السفارة الباكستانية في كابول
مسلحو طالبان خلال منع احتجاجات أمام السفارة الباكستانية في كابولصورة من: REUTERS

جاء رد فعل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سلبيا الأربعاء (الثامن من سبتمبر/ أيلول 2021) على تشكيلة الحكومة الأفغانية الموقتة التي تضم حرس طالبان القديم ولا نساء، وتتناقض مع الوعود التي قطعتها الحركة بالانفتاح. وانتقد الاتحاد الأوروبي الحكومة التي شكلتها طالبان، معتبرا أنها ليست "شاملة" ولا "تمثيلية" للتنوع الإتني والديني في البلاد.

وقال ناطق باسم الاتحاد الأوروبي في بيان "لا يبدو أن التشكيلة الحكومية شاملة وتمثيلية للتنوع الإثني والديني الغني في أفغانستان الذي كنا نأمل بأن نراه ووعدت به طالبان خلال الأسابيع الأخيرة".

ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة في أفغانستان مخالفا تماما لنصائح القوى العالمية لطالبان بأن تكون الحكومة ممثلة لجميع الأطياف في البلاد وتدعم تعهداته الحركة بنهج أكثر تصالحا يحترم حقوق الإنسان، إذا كانت تريد السلام والتنمية.

وأعرب هايكو ماس وزير الخارجية الألماني عن قلقه إزاء الحكومة قائلا إنه ليس هناك ما يبعث على التفاؤل حيال الأوضاع في أفغانستان. وقال "إعلان حكومة مؤقتة لا تشارك فيها جماعات أخرى، والعنف الذي وقع أمس ضد المتظاهرين والصحفيين في كابول ليس إشارات تبعث على التفاؤل".

وما زال الأفغان، الذين شهدوا تقدما كبيرا في مجالات التعليم والحريات المدنية في ظل الحكومة المدعومة من الغرب على مدى 20 عاما مضت، يخشون نوايا طالبان وينظمون مظاهرات يوميا منذ تولت طالبان السلطة.

وشغل قادة الحركة الإسلامية أهم الحقائب في الحكومة الجديدة التي أُعلنت أمس الثلاثاء والتي لا تضم أي أفراد من جماعات أخرى أو أي نساء.

وعُين الملا محمد حسن أخوند، أحد مساعدي مؤسس الحركة الراحل الملا عمر، رئيسا للحكومة الجديدة وسراج الدين حقاني، نجل مؤسس شبكة حقاني التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، وزيرا للداخلية.

مسلحو طالبان يعترضون على الاحتجاجات ضد تدخل باكستان في أفغانستان
مسلحو طالبان يعترضون على الاحتجاجات ضد تدخل باكستان في أفغانستانصورة من: REUTERS

وقال ماس إن بلاده على استعداد لمواصلة الاتصالات مع طالبان في محاولة لضمان السماح لمزيد من الأشخاص بمغادرة البلاد التي تعاني من نقص المواد الغذائية وتوقف المدفوعات الدولية.

الصين واليابان تترقبان

وكانت الصين، التي تربطها حدود مع أفغانستان، قد دعت إلى حكومة "منفتحة وممثلة للجميع" بعد وصول طالبان للسلطة وسط الفوضى التي أعقبت انسحاب القوات الأمريكية. وقال وانغ ون بين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية اليوم الأربعاء إن بكين تعتبر تشكيل حكومة جديدة خطوة ضرورية صوب إعادة إعمار أفغانستان.

وفي طوكيو قال مسؤول بارز إن اليابان ترقب أفعال طالبان وستبقى على التعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى في حين تبدي قلقها على سلامة مواطنيها في أفغانستان. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني "نفعل ما في وسعنا، عبر جهود مختلفة منها الحوار العملي مع طالبان، على ضمان سلامة المواطنين اليابانيين وأفراد الطاقم المحلي هناك".

أسف فرنسي وحذر روسي

وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن أسفها الأربعاء من أن "الأفعال غير متطابقة مع الأقوال" تعليقاً على تشكيل الحكومة الأفغانية المؤقتة التي تضم حرس طالبان القديم وتغيب عنها النساء خلافاً لتعهد النظام بالانفتاح.

ورأت فرنسا أنه "لم يتم تلبية متطلبات المجتمع الدولي (...)"، وفق ما ذكر المتحدث باسم الوزارة في بيان، وبذلك تشارك المخاوف التي أعرب عنها في وقت سابق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقب الإعلان عن حكومة طالبان الجديدة.

المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد خلال إعلان تشكيلة الحكومة
الحكومة الأفغانية تضم حرس طالبان القديم وتغيب عنها النساءصورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images

وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري  بيسكوف أن الكرملين لا يخطط على الفور لإجراء محادثات  مباشرة مع حكومة تصريف الأعمال الجديدة في أفغانستان. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عنه قوله: "سيتم إجراء أي تواصل عبر سفارتنا في كابول"، لافتا إلى أن إحدى القضايا الرئيسية هي ضمان  سلامة الدبلوماسيين الروس في أفغانستان. وأضاف :"لا خطط لمزيد من  المحادثات".

قال مصدر في الحكومة الهندية إن مستشاري الأمن القومي لروسيا والهند أجريا محادثات بشأن أفغانستان واتفقا على أن الجماعات الأجنبية المسلحة التي تعمل في أراضيها تمثل تهديدا لدول آسيا الوسطى والهند.

وأضاف المصدر، بعد الاجتماع بين نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن الروسي وأجيت دوفال مستشار الأمن القومي الهندي، أنه ينبغي على طالبان الالتزام بالوعود التي قطعتها.

جيران مختلفون

وكانت باكستان، التي غالبا ما تواجه اتهامات بدعم طالبان، قالت في وقت سابق إنها لن تتخذ قرارا من جانب واحد بشأن الاعتراف بحكم طالبان، وأنها تفضل نهجا جماعيا مع الدول الإقليمية.

ورحبت أوزبكستان، خلال اجتماع افتراضي ضم نظراءه من الدول التي لديها حدود مشتركة مع أفغانستان بإعلان حكومة تصريف الأعمال، وأعربت عن أملها في أن "يكون هذا القرار بداية للتوصل إلى توافق وطني واسع، وإحلال سلام واستقرار دائمين في البلاد".

وقال رئيس طاجيكستان، إمام علي رحمان، إن "الوضع في أفغانستان يؤثر بشكل مباشر على الوضع في دول آسيا الوسطى"، ودعا المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود لحل مشاكل أفغانستان.

 ع.ا/أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد