1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فريدريش ميرتس.. خصم ميركل السابق هل يصبح خليفةً لها؟

١ نوفمبر ٢٠١٨

أعلن فريدريش ميرتس الرئيس الأسبق للكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي ترشحه لرئاسة الحزب خلفا للمستشارة ميركل التي أعلنت تخليها عن رئاسة الحزب. ويُعد ميرتس نموذجا مضادا لميركل وتمنحه استطلاعات الرأي فرصة لخلافتها.

https://p.dw.com/p/37S0e
Angela Merkel und Friedrich Merz
صورة من: Imago/photothek

جاءت المفاجأة تلو الأخرى. ففي البداية، وبعد خسارة حزبها الكبيرة لأصوات الناخبين في هيسن، أعلنت أنغيلا ميركل أنها لن تترشح لرئاسة الحزب من جديد. وبعدها جاء بالذات فيدريش ميرتس، وهو واحد من أشد منتقديها، ليعلن رسميا الترشح لخلافتها على رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي. وسيجري خلال المؤتمر العام للحزب، الذي سيعقد في هامبورغ يومي السابع والثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2018، التصويت على اختيار رئيس جديد لخلافة ميركل. وقال ميرتس (62 عاماً) في بيان مكتوب إنه "بعد دراسة متأنية والعديد من المشاورات" قرر الترشح، مضيفا "نحتاج للانطلاق والتجديد داخل التحالف المسيحي، على أن يكون ذلك مع ذوي خبرة وقيادات أكثر شبابا".

وإذا نجح الرئيس السابق للكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) في الصعود هذه المرة إلى رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي فسيكون ذلك بمثابة تعويض وانتقام متأخر له من ميركل. فميرتس كان واحدا من الخاسرين في طريق صعودها. وسبق للمستشارة أن أزاحته وهي في طريقها إلى قيادة الحزب، بعد سلسلة من النزاعات الداخلية. وبعد خسارة انتخابات البوندستاغ عام 2002، تولت ميركل بنفسها منصب رئيس الكتلة البرلمانية، مزيحة بذلك ميرتس من منصبه، الذي كان قد تولاه قبل عامين.

Friedrich Merz, Vorsitzender des Vereins Atlantik-Brücke
فريدريش ميرتس، بعد انسحابه من السياسة اتجه إلى الاقتصاد وتولى مناصب مختلفة في مؤسسات اقتصادية كبرىصورة من: picture-alliance/dpa/J. Büttner

تذمر من الائتلاف الكبير

وتعمق الانشقاق بينه وبين ميركل في السنوات التالية فقد رفض الائتلاف الكبير بين حزب الاتحاد المسيحي والاشتراكيين (2005-2009)، وفي عام 2009 قام الرجل، المولود عام 1955 في بريلون بمنطقة زاور لاند، بالانسحاب من السياسة الكبيرة. وقال إن ذلك له علاقة بسياسة الائتلاف الكبير في برلين. 

وكان ميرتس، وهو محام وخبير اقتصادي، قد تولى من 2000 حتى 2002 رئاسة الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، ثم أصبح نائبا لرئيس الكتلة حتى 2004، أي أنه عاد لمنصبه الذي تولاه بين 1998 و2000. وكان ميرتس يعتبر آنذاك واحدا من أبرز المواهب داخل حزبه، والنموذج المضاد لميركل في كثير من النواحي: أكثر تأييدا للاقتصاد الحر وأكثر محافظة، ولكن أيضا أكثر استفزازا وأكثر مؤانسة.  

انتقادات بسبب الدعوة إلى "ثقافة رائدة"

أثناء وجوده في البرلمان الألماني برز فريدريش ميرتس بخطاباته الحادة والثاقبة التي تختلف عن خطابات ميركل آنذاك، حيث كانت خطابات ميركل تحليلية ونعسانه. كما كان يحاول مرارا وتكرار كسر العمليات السياسية المعقدة من خلال رسائل بسيطة، غير أنه لم ينجح في كل الأحوال. 

وعلى سبيل المثال أثار خطابه في خريف عام 2000، والذي دعا فيه إلى "ثقافة ألمانية رائدة"، غضبا كبيرا. فقد طالب في خطابة بقواعد للهجرة والاندماج ففهمت دعوته كرفض لصورة المجتمع المتعدد الثقافات.

وقال ميرتس آنذاك: "من يريد العيش في ألمانيا بشكل دائم عليه التكيف مع ثقافة ألمانية رائدة وحرة وناضجة". غير أنه لم يكن هناك صياغة موحدة لتعريف مصطلح "ثقافة رائدة".   

وبسبب خطابه هذا، عنفه سياسيا الليبراليون واليساريون، كما اتهمه الخضر بالقيام بحملة عنصرية. وأما من شكره فكان المحافظون فقط، وما زالوا. وصحيح أن ميركل وقفت إلى جواره كشخص سياسي إلا أنها لم تشاركه في وجهات نظره. في ذلك الوقت كانت قضية اللاجئين مسألة غير مطروحة إطلاقا. 

كما كان كلام ميرتس موضعا للسخرية في عام 2004، عندما دعا لإصلاح ضريبي، مستخدما آنذاك عبارات شعبية، من أجل توضيح النقاط الأساسية لهذا الإصلاح. 

 انسحاب ميركل كفرصة للصعود

بعد خروجه من البرلمان الألماني (البوندستاغ) تولى ميرتس، المسيحي الديمقراطي ذو القيم المحافظة، وظائف مختلفة. وأدار في عام 2010 عملية خصصة مصرف "لاندسبنك فيست إل بي" المتعثر. كما أنه عضو لجان بعدة مؤسسات تجارية، على سبيل المثال مجلس الرقابة بمطار كولونيا/بون. ومنذ 2009 يرأس ميرتس "شبكة الجسر الأطلسي"، كما أنه أيضا عضو بمؤسسة "اللجنة الثلاثية"، التي تضم مئات من خبراء الاقتصاد من أمريكا وأوروبا واليابان. ومنذ مارس/ آذار 2016 يتولى ميرتس رئاسة مجلس الرقابة للمودعين الألمان بمؤسسة "بلاك روك"، أكبر شركة لإدارة الاستثمارات في العالم. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 تم تعيينه ممثلا فخريا للـ"بركسيت" في ولاية شمال الراين-ويستفاليا.   

ويتحدث ميرتس الآن لهجة مختلفة عما كان قبل سنوات، فقد أكد بعد إعلانه الترشح أن ميركل تستحق الاحترام والتقدير على إنجازاتها للحزب على مدى 18 عاما في قيادته. وأنه أصبح لدى الحزب المسيحي الديمقراطي فرصة الآن لمعاودة النهوض من جديد، مضيفا أنه مستعد لتولي المسؤولية، "وفي الوقت ذاته فعل كل ما من شأنه المحافظة على التماسك داخل الحزب وتعزيز قدرته على مواجهة المستقبل".

ويحاول ميرتس، الرجل الذي انهزم سابقا أمام ميركل في صراع القوة، العودة إلى الحياة السياسية الآن. ويبدو أنه يبني ذلك على دعم القوى المحافظة، التي استعادت قوتها من جديد داخل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. ويفترض أن يكون انسحاب ميركل صعوداً له.

CDU Vorsitz Angela Merkel und Friedrich Merz
انسجام متكلف. ميركل مع ميرتس والاحتفال باختيارها زعيمة لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في أبريل/ نيسان 2000.صورة من: picture-alliance/dpa/M. Jung

حظوظ وفيرة في استطلاعات الرأي

وكشفت نتائج عدة استطلاعات للرأي في ألمانيا أن ميرتس هو المرشح الأوفر حظا للفوز برئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي خلفا لميركل. وأظهرت نتائج استطلاعين نُشِرَتْ الثلاثاء (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) تقدم ميرتس بشكل ملحوظ على منافسته انغريت كرامب-كارنباور، الأمينة العامة للحزب، فيما أظهر استطلاع آخر تساوياً في فرص الاثنين. لكن النتائج أظهرت أن كرامب-كارنباور تحظى بتأييد أكبر من ميرتس بين أنصار الحزب المسيحي.

وكشف استطلاع معهد (سيفي) الذى أجرى لصالح مجلة "دير شبيغل" أن ميرتس يحظى بتأييد 33.7 % من المواطنين مقابل 19.2 % لكرامب-كارنباور، فيما حصل كل من وزير الصحة ينس شبان، وأرمين لاشيت رئيس حكومة ولاية شمال الراين-ويستفاليا على 6.2% لكل منهما. وفي نفس السياق، أظهرت نتائج استطلاع أجراه معهد (يوغوف) لصالح صحيفة "هاندلسبلات" أن ميرتس يحظى بتأييد 21% من الألمان مقابل 18% لكرامب-كارنباور و6% لكل من شبان ولاشيت.

وأوضحت نتائج استطلاع معهد (فورسا) لقياس الرأي أن 46% من المواطنين يرون أن كرامب-كارنباور مناسبة أو مناسبة جدا لخلافة ميركل، مقابل 45% لميرتس، وجاء أرمين لاشيت في المركز الثالث بـ28% ثم ينس شبان بـ22%.

رالف بوزن/ م.أ.م/ ص.ش (د ب ا)

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات