1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فنادق خاصة بالنساء في السعودية.. اهتمام أم تنميط؟

مريم مرغيش
١٨ سبتمبر ٢٠١٨

اهتمام أم تنميط؟ هذا هو السؤال الذي طرحه كثيرون بعد اقتراب افتتاح فندق للنساء بمنطقة الحائل السعودية. المشروع الجديد فتح النقاش أمام قيمة الإصلاحات الأخيرة وطرح تساؤلات حول إقرار المساوات بالبلد.

https://p.dw.com/p/357Bo
Saudi Arabien: Fashionweek 2018
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine

بعد الإعلان عن افتتاح فندق نسائي في منطقة الحائل بالسعودية، بدا الأمر أشبه بخطوة "إلى الوراء"، على الأقل بالنسبة لمن شجعوا الخطوات الإصلاحية التي قادها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضمن "رؤية 2030" منذ أشهر، والتي اهتمت بالمرأة وحريتها في مجالات كثيرة. ورغم أن إقامة فندق خاص بالنساء قد عايشها السعوديون عام 2008، حين افتُتِح أول فندق لهن بالرياض، إلا أن الفكرة جذبت نحوها عشرات التعليقات في الواقع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. منتقدون كثر رأوا في المشروع تكريسا لثقافة عزل النساء عن الرجال وابتعادا عن المساواة بين الجنسين، في المقابل شجع آخرون المبادرة وقالوا إنها نوع من الاهتمام الذي تحتاج إليه الإناث وحفاظ على خصوصيتهن.

ممنوع على الرجال!

النساء هنا في كل مكان؛ في الاستقبال والغرف والمطعم، في خدمات الهندسة الإلكترونية والأمن والسلامة. هذا ما يصمم المشرفون على "فندق النساء" العمل به بعد افتتاح مشروعهم بالحائل.

"لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، هكذا يبرر عمر علي، المشرف على الفندق، توجههم نحو الاستثمار في "مشروعهم المختلف". وفي حديثه لـDWعربية، اعتبر المشرف أن النسبة التي تقبلت فكرة مشروعهم أكبر من الذين رفضوه، خاصة وأنهم في مدينة "متشددة نسبيا" فيما يخص التعامل مع النساء. فضلا عن السبب الرئيس الذي دفعهم إلى تنزيل الفكرة على أرض الواقع؛ وهو القرب من كلية البنات المتواجدة بالمنطقة، يقول عمر علي: "كثيرات يجدن صعوبة في السكن الجامعي، أو لا يأويهن جميعهن، فيكن مضطرات لاستئجار بيوت بعيدة".

المتحدث نفى ارتباط فكرة الفندق بتكريس التمييز بين المرأة والرجل، وأكد أنهم كانوا خائفين في البداية من عدم الحصول على رخصة بسبب دخول البلد في عهد جديد يؤمن بالمرأة وحرياتها، إلا أن السلطات وافقت على الأمر بعد تقديم طلب لديها.

فندق الحائل ما يزال قيد التحضير، وسيفتح أبوابه في وجه زبنائه بعد شهرين من الآن. يتكون من 49 جناحا دون وجود أي غرفة، وسيعمل على تقديم الخدمات الضرورية للنساء سواء تعلق الأمر بجمالهن أو حتى أطفالهن، إذ صرح المشرف بأن الفندق سيضم صالون تجميل وحضانة للأطفال...

ووفقا لتصريحات المشرف على المشروع، فإن فندق الحائل بدأ البحث عن موظفات منذ أيام وتقدمت بطلبات العمل أكثر من 1200 امرأة.

"جنة الأطفال بيوتهم"

"يُرجى الملاحظة أن الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 6 سنوات يجب أن يكونوا إناثاً للإقامة في مكان الإقامة هذا"، هذا واحد من الشروط التي تُقابلك حين تحجزين بفندق النساء في الرياض. وعلى ما يبدو فالفندق يتبع الجملة الشهيرة التي ترافق بطاقات الدعوة للأعراس: "جنة الأطفال بيوتهم".

المكان هنا مخصص للنساء وتعمل به نساء منذ 2008، ولا يحق للذكور أطفالا كانوا أو شبابا تجاوز عتبات الاستقبال التي يوصلن إليها قريباتهن. كما أن المقيمات هنا يكن مجبرات على احترام بعض الشروط، كالتي تتعلق باللباس. وفي هذه النقطة قالت مديرة الخدمات المساندة بفندق الرياض؛ فلك توفيق شهت، "المهم أن تقبلها العين، وتحترم العادات والتقاليد".

فلك توفيق شهت، شددت لـDW عربية على الدور الفعال للفندق في تحسين نفسيات النساء، وأكدت على أن "المشرفات على الفكرة متفتحات ومثقفات ويؤمن بأن النساء لديهن الحق الاستمتاع". كما أنها نفت ما يروج بخصوص منافاة الفندق للإصلاحات التي عرفتها المملكة على يد ولي العهد محمد بن سلمان.

يُشار إلى أن ملكية فندق الرياض تعود لأميرات سعوديات وسيدات أعمال من البلد.

وفي حديثها، أكدت توفيق شهت على أن التجربة ناجحة.

وعن الفرق بين فندق الرياض والحائل الجديد، فإنه يكمن في طبيعة العمال الذين يشتغلون به، حيث تعمل جنسيات متعددة في فندق الرياض منهن المغربيات واللبنانيات والهنديات... في حين لن يقبل فندق الحائل تشغيل جنسيات أخرى غير السعوديات، حسب تصريح عمر علي.

تسويق للفندق لا أكثر!

قال محمد العذل نائب رئيس الغرفة التجارية بالرياض عام 2008، حين تم افتتاح فندق النساء إن هذا الفندق النسائي رد مناسب على من يرددون أن المرأة لا تحظى باهتمام بالسعودية. لكن هذا الاهتمام، يبدو غير مُقنع لكثير من اللواتي رفضن الفكرة من أصلها، نقلا عن رويترز.

على مواقع التواصل الاجتماعي علق البعض على الموضوع، معتبرين هذا الاهتمام تنميط للمرأة ولن يحميها من التحرش كما يدعي البعض. وفي نفس الاتجاه قالت نساء آخريات أن الأمر غير مثير بالنسبة للنساء، باعتبارهن يعشقن التغيير ولا يمكنهن الاتجاه صوب نفس المكان بشكل مستمر. 

عرفات الماجد، الإعلامية وعضو المجلس البلدي بالقطيف السعودية، واحدة من اللواتي يرفضن فكرة المشروع. إذ صرحت في حديث لها مع DW عربية بهذا الخصوص، وأكدت أن الأمر يخدم عملية "التسويق" للفندق وليس اهتماما بالمرأة كما يروج البعض، أذ توجد مساحات تخصصها الفنادق العادية للنساء وحدهن.

الناشطة السعودية نفسها، شددت على أن إقامة فنادق ممنوعة على الرجال لن تساهم في تطوير المجتمع السعودي كما يعتقد البعض.

مريم مرغيش

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد