1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجرذان "أطباء" للكشف عن مرض السل ومكافحته

٣١ مارس ٢٠١٦

طريقة جديدة وفريدة من نوعها قد تسرع من عملية التعرف على مرض السل في دول أفريقية تعاني من هذا المرض الفتاك، لاسيما في السجون والأحياء المكتظة الفقيرة التي لا تملك الموارد المالية اللازمة لإجراء الفحوصات.

https://p.dw.com/p/1INNA
Ratte Minensuchratte Minensuche Minen Landmine Kambodscha Siem Riep
صورة من: Michael Sullivan

يعتزم العلماء في شرق أفريقيا الاستعانة بحاسة الشم القوية لدى الجرذان المدربة في مهام شاملة لاكتشاف الإصابة بالسل (الدرن) لدى السجناء في المعتقلات المزدحمة بتنزانيا وموزمبيق.

وتشتهر الجرذان الأفريقية العملاقة – التي تلقت تدريبها في منظمة (أبوبو) غير الحكومية في بلجيكا – بقدراتها الخارقة على شم الألغام الأرضية، فيما اكتسبت حالياً مزيداً من الشهرة بشرق أفريقيا لمهارتها الفائقة وسرعتها في رصد الإصابة بالتدرن الرئوي.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن السل من الأسباب الرئيسية للوفيات – بعد الإيدز – بسبب الأمراض المعدية. وتظهر سنوياً نحو تسعة ملايين حالة إصابة جديدة بالدرن في العالم وحوالي مليونا حالة وفاة.

هذا ويشير مسؤولو الصحة في تنزانيا إلى أن سكان المجتمعات التي ينتشر بها السل، ومنها السجون، قلما يلجأون للفحوص الطبية نظراً لضيق ذات اليد أو انعدام الوعي، ما يمثل عبئاً ثقيلاً على السلطات الصحية التي تسعى لمكافحة المرض.

وتعتزم منظمة (أبوبو)، التي تتلقى تمويلاً من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تدريب المزيد من الجرذان للقيام بعمليات الفحص بالسجون، التي ينتظر أن تكون أكثر سرعة وجودة مقارنة بالأساليب القائمة.

وقال تشارلي ريشتر، مدير فرع المنظمة في الولايات المتحدة: "نتصور أن التقنية الفريدة لرصد السل بالجرذان ستثبت أنها أداة فعالة في مجال الفحوص الشاملة. نعتزم توسيع هذا البرنامج بعد ذلك ليشمل جميع السجون والتجمعات السكانية العشوائية والمصانع والمواقع الأخرى في تنزانيا وموزمبيق والدول الأخرى المبتلاة بالسل".

وتوضح المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن على الرغم من صعوبة جمع البيانات من السجون بأفريقيا، إلا أن الدراسات التي أجريت في تنزاينا وملاوي وساحل العاج توضح أن معدلات الإصابة بالدرن في السجون أعلى بواقع عشر مرات عن السكان العاديين.

وتقول منظمة (أبوبو) إن الجرذان تخوض تدريبات مضنية تبدأ وهي في سن أربعة أسابيع. وبمجرد أن تفتح عيونها على الحياة، يجري تعريفها على مختلف أنواع المنبهات والمحفزات مع تلقينها سبل الاختلاط بالبشر والتعامل معهم.

كما يجري تعليم الجرذان رصد الإصابة بالسل من خلال التعرف على عينات من البصاق والمخاط المأخوذة من الجهاز التنفسي للمرضى، ثم تكافأ الجرذان عند نجاحها في تجارب التعرف على هذه العينات.

وقال ريشتر إن التدريبات – التي تجري ضمن منظومة سريعة ورخيصة – تتضمن تمرير الجرذان على صف به عشر عينات من البصاق، وعندما يرصد الجرذ العينة المصابة يحوم حولها ثلاث ثوان.

ويؤكد علماء (أبوبو) أن دقة رصد الجرذان للمرض تصل إلى 100 في المائة تقريباً. لكنها لا تعرف كيفية التفرقة بين سلالات البكتيريا العادية وتلك المقاومة للعقاقير، مضيفين أنه في حين أن الفني بالمختبر قد يستغرق أربعة أيام لرصد الدرن، بوسع الجرذ المدرب فحص 100 عينة خلال 20 دقيقة فقط.

ي.أ/ ع.ح.م (رويترز)