1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سباق مع الزمن لحماية كاتدرائية كولونيا من آثار تغير المناخ

١٧ أكتوبر ٢٠٢٢

في اليوم الأوروبي للترميم لهذا العام، يتم العمل في ألمانيا على ترميم كاتدرائية كولونيا التي تعود للقرون الوسطى، بهدف حماية أكبر كنيسة قوطية في شمال أوروبا من تغير المناخ والتآكل وتلوث الهواء.

https://p.dw.com/p/4IH6z
كاتدرائية كولونيا تستقطب ملايين الزوار سنويا
كاتدرائية كولونيا تستقطب ملايين الزوار سنوياصورة من: Stefan Dege/DW

منذ عام 2018، يتم تنظيم فعالية اليوم الأوروبي للترميم، والذي يصادف هذا العام في 16 تشرين الأول/ أكتوبر، حاملاً شعار "التراث الثقافي في ظل تغير المناخ".

مع 200 حدث أقيم في جميع أنحاء ألمانيا، يقدم المرممون نظرة ثاقبة للعمل الذي يتم عادة خلف الأبواب المغلقة، سواء في المتاحف أو الاستوديوهات الخاصة أو الجامعات أو الكنائس أو حتى القلاع. وتقول المنظمة الأوروبية لجمعيات الترميم على موقعها على الإنترنت: "نريد توعية الناس بأهمية  التراث الثقافي  والدور الرئيسي للمرمم في الحفاظ على الأصول الثقافية".

ويعتبر المعلم الرئيسي في مدينة كولونيا الألمانية "كاتدرائية كولونيا " نقطة محورية للترميم.

وهناك مقولة طريفة في المدينة تقول: "عندما تنتهي أعمال الترميم في كاتدرائية كولونيا، ينتهي العالم"، في إشارة إلى أن الكنيسة تُرى دائما تقريبا محاطة بالسقالات. وقال بيتر فوسينيتش، المشرف على أعمال البناء في الكاتدرائية: "هذا شيء جيد، لأنه إذا كانت الكاتدرائية خالية من السقالات، فإن ذلك يعني أن الهيكل قد بات في حالة سيئة".

كاتدرائية كولونيا تستقطب ملايين الزوار

فريق ترميم الكاتدرائية (Kölner Dombauhütte)، هي المنظمة المكلفة بالحفاظ على الكاتدرائية للأجيال القادمة.

على الرغم من كل شيء، قاومت الكاتدرائية منذ 700 عام. إذ تحدت حرب الثلاثين عاما بين عامي 1618 و1648، واعتبرت رمزا وطنيا لألمانيا عندما اكتملت في القرن التاسع عشر. كما أنها قد نجت من القصف خلال الحرب العالمية الثانية بأعجوبة، وبذلك تم اعتبار رمزا لإعادة الإعمار بعد الحرب.

اليوم، يستقطب المبنى الشهير، الذي تم اختياره كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1996، ما يصل إلى 7 ملايين زائر سنويا. ولكن ما لا يحظى بالانتباه عادة هو فريق الأشخاص الذين يعملون في أعمال بناء الكاتدرائية، والمسؤولين عن ترميم الكاتدرائية وصيانتها.

في القرن التاسع عشر، عندما كانت  الكاتدرائية  على وشك الانتهاء رسمياً، توسع فريق العمال ليضم 500 شخص. وفي عام 1902، أعلن الباني الرئيسي آنذاك، ريتشارد فويجتي، أن بناء الكاتدرائية قد اكتمل. ومع ذلك، عندما سقط تمثال لـ"ملاك" من الواجهة بعد أربع سنوات فقط ، استؤنفت أعمال البناء بسرعة.

في الوقت الحالي، يعمل في ورشة كاتدرائية كولونيا 100 فني وعامل. ويضم متخصصين في مجالات مختلفة سواء في الحجر أو الزجاج أو المعدن أو النجارة.

Kölner Dom | Europäischer Tag der Restaurierung
تم ترميم الأجزاء التالفة من جدار الكاتدرائية الذي يعود إلى العصور الوسطىصورة من: Stefan Dege/DW

"لا شيء أعظم من الكاتدرائية"

تانيا بينكالي، رئيسة ورشة ترميم الأحجار. كرست النجمة والمُرممة نفسها للعمل في كاتدرائية كولونيا وتقول إن عملها يشمل العلم والحرفية في نفس الوقت. إذا كانت الشابة البالغة من العمر 32 عاما تتفحص الخطط والأرقام في المكتب. في حين تتسلق السقالة لتفحص العمل أيضا. وقالت بينكالي: "لا شيء أكثر فخامة من هذا المبنى".

إعادة بناء مطابقة للأصل قدر الإمكان

تم استخدام حوالي 50 نوعا من الحجر في كاتدرائية كولونيا على مر السنين. ولكن كانت معظمها من الصخر البركاني. وبحسب الخبراء، الصخر البركاني قد يتضرر بسهولة من تقلبات درجات الحرارة.

ومن جهة أخرى، تقول بينكالي: "نحاول إعادة بناء جميع عناصر الكاتدرائية وفقا للأصل قدر الإمكان، من أكبر التفاصيل إلى أصغرها". وتعتبر قطع العمل المتبقية من العصور الوسطى والقرن التاسع عشر بمثابة نماذج.

Kölner Dom | Europäischer Tag der Restaurierung
تانيا بينكالي: "لا شيء أكثر فخامة من هذا المبنى"صورة من: Stefan Dege/DW

تغير المناخ يضر الكاتدرائية

ولكن نوع الحجر ليس التهديد الوحيد للكاتدرائية. لفترة طويلة، قد تضررت أيضا من الكبريت في الهواء الذي أدى إلى انسداد الجدران وتحويلها إلى اللون الأسود.

في الواقع يعتبر تغير المناخ الشغل الشاغل للقائمين على الترميم في الوقت الحالي، نظرا للأمطار الغزيرة، والعواصف، والجفاف، العوامل التي قد لا تقاومها الكاتدرائية. وتعليقا على ذلك قالت بنكالي إن عملهم بمثابة سباق مع الزمن.

ر.ض

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات