1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في متناول الجميع!.. ما مخاطر العصر الثاني للطائرات المسيرة؟

٢٥ يناير ٢٠٢٢

أصبح استخدام الطائرات المسيرة على نطاق واسع خطرا يهدد استقرار المجتمعات ويثير قلق المنظمات الحقوقية. ويكمن الخطر الآخر في قدرة المنظمات الإرهابية على حيازة هذه الطائرات.

https://p.dw.com/p/463Pj
الجيش الأمريكي يستخدم الطائرات المسيرة في عملياته ويثير مخاوف وقلق المنظمات الحقوقية
الجيش الأمريكي يستخدم الطائرات المسيرة في عملياته ويثير مخاوف وقلق المنظمات الحقوقيةصورة من: Col. Leslie Pratt/epa/picture alliance

أدى هجوم بالطائرات المسيرة استهدف الإمارات إلى انفجار في صهاريج لنقل المحروقات، واندلاع حريق في مطار أبو ظبي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.

وتقول الكاتبة الصحفية الأمريكية روث بولارد في تقرير نشرته وكالة أنباء بلومبرغ إن جائحة كورونا أضفت على المستقبل نظرة يائسة بشكل واضح.

وهناك أيضا ازدهار "العصر الثاني للطائرات المسيرة" وهذا هو الوصف الذي يطلقه الخبراء على السوق الدولية للطائرات المسيرة - التي تتراوح ما بين طائرات صغيرة متواضعة يبلغ سعرها ألف دولار إلى طائرات حديثة يبلغ سعرها 2000 دولار يمكن بسهولة تسليحها بواسطة جماعات إرهابية، إلى طائرات مسيرة متقدمة تكنولوجيا يمكنها حمل ذخائر توجه بالليزر وصواريخ هيلفاير.

ماذا عن العصر الأول؟

العصر الأول للطائرات المسيرة كان خاضعا لهيمنة الولايات المتحدة منذ أول هجوم لها باستخدام مركبة يتم التحكم فيها عن بعد في عام 2001. والآن أصبح هناك فضاء لا يخضع لتنظيم أو تحكم يحقق مليارات الدولارات ويعرض أرواح الآلاف للهلاك. وقد اتضحت تماما أمام أعين الرأي العام العيوب المميتة لهذا العنف عالي التكنولوجيا من خلال هجوم الطائرة المسيرة الأمريكية في كابول في 29 آب/أغسطس والذي استهدف إرهابيين ولكن بدلا من قتلهم قتل 10 من المدنيين الأفغان، من بينهم سبعة أطفال.

وكان ما حدث فشل للمخابرات العسكرية، ومثل الكثير من الضحايا المدنيين الآخرين للحروب الجوية الأمريكية، بما في ذلك أولئك الذين تناولت صحيفة نيويورك تايمز قصتهم في تحقيق نشر في كانون الأول/ديسمبر الماضي، لا يتم توجيه أي اتهام بارتكاب خطأ للمسؤولين عن ذلك.

وتضيف بولارد أن تحول العمليات الدفاعية أصبح واسع النطاق: فهناك 102 دولة الآن تدير برامج طائرات مسيرة عسكرية نشطة. وحلت محل آلاف الجنود على الأرض بتواجد عناصر تحكم خلف أجهزة الكمبيوتر في قواعد بعيدة للغاية عن الهجمات الجوية التي يشنونها.

وفي الولايات المتحدة، يعنى التقليل من عدد الوفيات بين الجنود ضغطا أقل بالنسبة لفرص الانتخابات وقدرا أقل من مراقبة الكونغرس. ويتيح ذلك لقادة الكثير من الدول والعناصر التي تعمل لحسابهم وتدعمهم الإفلات مما يصل إلى حد القتل، بالنسبة لمواطنيهم في الغالب. ويحدث كل ذلك دون توفر نظام تنظيمي شامل لحماية المدنيين وتعزيز القوانين الانسانية، أو لبحث التداعيات التكتيكية والعملياتية لهذه الحرب التي تتم عن بعد.

طائرات مسيرة في خدمة العلوم

"أداة للعنف السياسي"

وتقول بولارد إن هذا هو ما يقلق خبراء مثل بول لوشينكو، وهو ليفتنانت كولونيل بالجيش الأمريكي ويدرس للحصول على الدكتوراه من جامعة كورنيل. ويرى لوشينكو أن الطائرات المسيرة ليست مجرد شكل من أشكال الحرب ولكن أداة للعنف السياسي بين الدول، لا تخضع لأي نظم، وهو ما يمثل" نظرة يائسة لما يحدث الآن".

وفي حزيران/ يونيو الماضي قالت أنياس كاليمار في نهاية عملها طوال خمس سنوات مقررة للأمم المتحدة معنية بالاغتيالات العشوائية والقتل خارج نطاق القانون، إن تكنولوجيا الطائرات المسيرة فتحت الباب أمام الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم السلاح، وحرب الروبوتات، والحد من سيطرة البشر على نشر القوة المميتة. وأضافت أن الطائرات المسيرة المسلحة الآن هي الروبوتات القاتلة في المستقبل، وأن عدم وجود أي آلية تحكم بالنسبة لجيل جديد من أسلحة الدمار الشامل يمثل تهديدا خطيرا.

ودعت كاليمار الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية حاليا، إلى وضع "نظام خاص للتحكم في الطائرات المسيرة"، وتقول إنه يتعين على الدول ترسيخ عملية متعددة الأطراف لتطوير معايير لتصميم، وتصدير، واستخدام الطائرات المسيرة ووضع ضوابط أكثر صرامة بالنسبة لنقل التكنولوجيات العسكرية. وتضيف أنه يتعين أن تشمل اتفاقيات البيع حماية المدنيين والالتزام بحقوق الانسان الدولية والقانون الإنساني.

وأوضحت كاليمار أن هذه الفجوة في المراقبة الدولية أتاحت للدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الاستهانة بالأعراف العالمية.

كليك - طائرات بدون طيار متعددة الوظائف

"لن يتم تحميل مسؤولية (القتل) لأحد"

وفي الوقت الحالي يتفاوض من يصنعون الطائرات المسيرة على نطاق واسع مباشرة مع المشترين المحتملين الذين لديهم استخدامات عسكرية وأمنية واضحة في أذهانهم. وشهد ذلك ظهور تركيا كقوة عظمى في قطاع الطائرات المسيرة. وقد أعربت الولايات المتحدة بالفعل عن مخاوفها بشأن بيع تركيا طائرات مسيرة مسلحة لإثيوبيا، التي هناك شكوك في أن حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد يستخدمها ضد القوات المتمردة في منطقة تيغراي في حرب أهلية أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين وارغمت أكثر من مليوني شخص على ترك ديارهم.

كما شهد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان حول منطقة ناغورني كاراباخ المتنازع عليها ظهور أذربيجان باعتبارها المنتصر الواضح باستخدام طائرات مسيرة روسية، وتركية، وإسرائيلية، ومحلية الصنع للتغلب على جيش أرمينيا الأقل تطورا.

واختتمت بولارد تقريرها بالقول إن كل هذا يوضح حجم التحديات الاستراتيجية التي تواجه إدارة بايدن وخططها الخاصة باستراتيجية" فوق الأفق" في أفغانستان. وتعتمد هذه السياسة على موافقة دول أخرى على إيواء قواعد أمريكية لتمكين واشنطن من مواصلة جهودها في مجال محاربة الإرهاب، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة المسلحة. ولكن بدون تنظيم ومراقبة، سيكون الشيء المؤكد هو استمرار تطوير تكنولوجيا الطائرات المسيرة في كل مكان. وسوف يكون هناك المزيد من الضحايا المدنيين - ولن يتم تحميل أحد المسؤولية.

خ.س/ع.ج.م (د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد