1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فيلم "إنقذوا الجسر" - محاولة لرأب الصدع الناجم عن أزمة الرسوم الكاريكاتورية

٢٥ سبتمبر ٢٠٠٩

يسلط فيلم "انقذوا الجسر" الوثائقي الضوء على القواسم المشتركة بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى في أوروبا، في محاولة لتجاوز تداعيات أزمة الرسوم الكاريكاتورية والرد على التيارات التي تحاول تشويه صورة الإسلام والمسلمين.

https://p.dw.com/p/JoHL
فيلم "إنقذوا الجسر" يسعى إلى إبراز القواسم المشتركةصورة من: Mohamed Qraim

في مسعى منه إلى تقريب وجهات النظر بين المسلمين والغربيين أنجز المخرج المغربي محمد قرايم فيلما وثائقيا يحمل عنوان "انقذوا الجسر"، يقول عنه إنه يمثل دعوة للمسلمين والأوروبيين على حد سواء، للحوار وفهم بعضهم بعضا. ويتطرق "إنقذوا الجسر"، وهو فيلم من ثلاثين دقيقة ويتكوّن من جزأين، إلى العلاقات التاريخية بين العالم الإسلامي وأوروبا، فيما يعتبره مخرج الفيلم محاولة لتجاوز الصورة السلبية التي خلفتها الأزمة التي نجمت عن الرسوم الكاريكاتورية لنبي الإسلام محمد، والتي نشرتها إحدى الصحف الدنماركية عام 2005.

التركيز على القواسم المشتركة

Symbolbild Religion Christentum Islam
"الفيلم يمثل دعوة الحوار بين المسلمين وغير المسلمين"صورة من: AP Graphics/Bilderbox/DW

ويعطي الجزء الأول من الفيلم نبذة تاريخية عن العلاقات بين العالم الإسلامي وبين شعب الفايكنغ، وهم من سكان المنطقة الاسكندينافية، والذين كانوا يمارسون مهنة الملاحة، والتي تركزت بالأساس على المعاملات التجارية. كما يتضمن شهادات علماء تاريخ وآثار عرب وآخرين من دول إسكاندينافية، حول حقب تاريخية مثلت نقاط تماس مباشرة بين العالم الإسلامي وأوروبا، مثل حقبة حكم الأموي في الأندلس وعصر الإمبراطورية العثمانية.

أما الجزء الثاني من الفيلم فيتطرق إلى تداعيات الرسوم الكاريكاتورية على العلاقات بين الدنمركيين والمسلمين، الذين يعيشون في الدنمرك، ملقياً الضوء على مساعي بعض التيارات السياسية هناك إلى تبني قانون يحظر المساس بالمقدسات الدينية، بما فيها المقدسات الإسلامية. ويعتقد المخرج المغربي، في مقابلة مع دويتشه فيله، أن فيلمه يسعى إلى مد جسر التفاهم بين العالم الإسلامي وأوروبا، بين طرفين يبدو أنهما للوهلة الأولى متناقضان، ولكن تجمعهما أهداف مشتركة في عالم يسوده السلام وتقل فيه العداوات باسم الدين، حسب تعبيره.

"الغالبية ترفض تعكير صفو العلاقات بين المسلمين والأوروبيين"

ويؤكد قرايم على أنه تناول الموضوع من منظور شاب مغربي مسلم يرفض توظيف بعض الأفكار أو التطورات على غرار الرسوم الكاريكاتورية، لتأجيج التوتر بين أوروبا والعالم الإسلامي. وشدد على قناعته بأن غالبية الشعوب الإسلامية والأوروبية لا تريد تعكير صفو العلاقات بين بعضها البعض، مشيرا إلى أن "من مسؤوليته الأخلاقية، كمخرج، المساهمة من خلال أعماله الفنية، في التقريب بين البشر بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية".

محاولة لتصحيح صورة الإسلام وتقريب وجهات النظر

Regisseur Mohamed Qraim
مخرج الفيلم، المغربي محمد قرايمصورة من: Mohamed Qraim

على صعيد آخر، يشير المخرج الشاب إلى أن فيلمه يندرج ضمن عدد من الأعمال الفنية التي يحاول من خلالها تصحيح بعض الأفكار التي تروج لها بعض التيارات اليمينية المتطرفة في أوروبا، والتي تتمثل في نشر أفكار خاطئة عن الإسلام والمسلمين واتهامهم بالإرهاب وبمعاداة أتباع الديانات الأخرى. ويلفت قرايم في هذا السياق إلى محاولات بعض الأطراف في أوروبا، على غرار السياسي الهولندي غيرت فيلدرز، الذي ينتمي إلى التيار اليمني المتطرف، من خلال فيلمه "فتنة" رسم صورة قاتمة عن الإسلام في أذهان الأوروبيين.

ويؤكد قرايم أنه يسعى من خلال فيلمه "انقذوا الجسر" إلى إرسال رسالة إلى أوروبا مفادها أن المسلمين يسعون إلى مد جسور التفاهم مع الأوروبيين ودفع الحوار رغم الاختلافات الثقافية والعقائدية، بحيث يقول إن فيلمه يسعى إلى توضيح مواقف كلا الطرفين، معتبر أن هذا الفيلم يعد أول عمل عربي يتطرق إلى الرسوم الكاريكاتورية من زاوية تشجع على الحوار، لافتا في الوقت نفسه إلى أن عمله الفني يعكس رغبته "في تجاوز الحدود الجغرافية الضيقة والتطلع إلى عالم أفضل".

الكاتبة: شمس العياري

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد