1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قتال مستمر في الخرطوم ووسطاء يسعون لإنهاء الصراع في السودان

٧ مايو ٢٠٢٣

في الوقت الذي يشارك فيه ممثلون عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محادثات بالسعودية تواصلت المواجهات المسلحة بين الجانبين في الخرطوم، فيما تستمر عمليات نزوح المدنيين داخل السودان وخارجها.

https://p.dw.com/p/4R0NK
جنود من الجيش السوداني يسيرون بالقرب من عربة مدرعة متمركزة في أحد شوارع جنوب الخرطوم ( 06/05/2023)
يتواصل القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي حول أجزاء من العاصمة الخرطوم إلى مناطق حرب صورة من: AFP/Getty Images

سُمعت أصوات قتال في جنوب الخرطوم اليوم الأحد (7 مايو/آيار 2023) بينما يوجد ممثلون عن طرفي الحرب السودانيين في السعودية لإجراء محادثات يأمل وسطاء دوليون أن تضع حداً للصراع المستمر منذ ثلاثة أسابيع وتسبب في مقتل المئات وموجات فرار جماعي.

وتأتي المحادثات في جدة في إطار مبادرة أمريكية سعودية هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي حول أجزاء من العاصمة الخرطوم إلى مناطق حرب وقوَض خطة مدعومة دولياً تهدف للانتقال للحكم المدني بعد اضطرابات وانتفاضات استمرت لسنوات.

ولم يتحدث الأميركيون والسعوديون عن مضمون تلك المحادثات.

عمليات النزوح تتواصل

وتسببت المعارك منذ اندلاعها منتصف أبريل/نيسان في مقتل مئات الأشخاص وإصابة الآلاف وعرقلة إمدادات المساعدات وفرار 100 ألف لاجئ إلى خارج البلاد.

ويسعى الآلاف للمغادرة عبر بورتسودان على متن قوارب متجهة للسعودية أو الدفع مقابل رحلات جوية تجارية باهظة الثمن للرحيل من المطار الوحيد الذي يعمل في البلاد أو من خلال رحلات الإجلاء.

وقال عبد القادر (75 عاما) الذي استقل طائرة إجلاء متجهة للإمارات "حالفنا الحظ أن نسافر لأبوظبي لكن ما يحدث في الخرطوم التي قضيت فيها كل سنوات عمري أمر مؤلم... ترك حياتك وذكرياتك هو أمر لا يمكن وصفه".

 

مساعٍ مستمرة للوساطة

وبينما يسعى الوسطاء إلى إيجاد مسار يفضي للسلام، أوضح الجانبان أنهما سيناقشان فقط هدنة إنسانية ولن يتفاوضا لإنهاء الحرب.

وأكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي مشاركة جماعته في المحادثات قائلا إنه يأمل في أن تحقق الهدف المرجو منها وهو فتح ممر آمن للمدنيين.

وكان حميدتي قد تعهد إما بالقبض على قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أو قتله. وثمة أدلة على الأرض تشير إلى أن الجانبين ما زالا عازفين عن التوصل لحل وسط يوقف إراقة الدماء.

 ورحبت آلية ثلاثية دولية مكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة "الهيئة الحكومية للتنمية" (ايغاد)، في بيان بالمبادرة. وعبرت عن أملها في أن "تسفر المحادثات التقنية بين ممثلي الطرفين في جدة عن تفاهمات تؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار"، مؤكدة أن ذلك "يتيح تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين الذين يجب أن تظل حمايتهم مسألة ذات أهمية قصوى".

كذلك من المقرر أن يبحث وزراء الخارجية العرب الملف السوداني الأحد بينما تظهر بوادر انقسام بشأنه.

صراع دامٍ على السلطة

ونشب الصراع في 15 أبريل/نيسان بعد انهيار خطة مدعومة دولياً للانتقال إلى الديمقراطية.

ويرأس البرهان، العسكري المخضرم، مجلس السيادة الحاكم الذي تشكل بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019 وبعد انقلاب عسكري عام 2021، بينما يتولى حميدتي، وهو قائد ميليشيات سابق صنع اسمه في صراع دارفور، منصب نائب رئيس مجلس السيادة.

وقبل اندلاع القتال، اتخذ حميدتي خطوات مثل التقارب مع التحالف المدني بما أشار إلى أن لديه خططا سياسية. وألقى البرهان بمسؤولية الحرب على "طموحات" حميدتي.

ودعمت قوى غربية خطة الانتقال السياسي وتشكيل حكومة مدنية في السودان الذي يقع في مكان استراتيجي عند مفترق طرق بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة في أفريقيا.

وتوجه مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للسعودية مطلع الأسبوع لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين السعوديين.

وأسفرت المعارك الضارية المستمرة منذ 22 يوماً عن سقوط 700 قتيل وخمسة آلاف جريح حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، فضلا عن نزوح 335 ألف شخص ولجوء 115 ألفا الى الدول المجاورة.

 كما أجبرت المواجهات عددا كبيرا من المواطنين على البقاء في منازلهم حيث يعانون من انقطاع المياه والكهرباء ومن نقص مخزون الطعام والمال.

ع.ح./ع.ج.م.(رويترز ، أ ف ب)