1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قطاع غزة ـ فرح بسقوط مبارك وحماس تقمع مسيرة سلمية

١٦ فبراير ٢٠١١

خرج الآلاف في قطاع غزة في مسيرات عفوية ابتهاجا بسقوط نظام مبارك. تزامنت مع دعوات على الفيسبوك لمسيرة سلمية تدعو لإنهاء الانقسام الفلسطيني وإطلاق الحريات. وجوبهت هذه المسيرة بقمع أمن حماس الذي طال مراسل دويتشه فيله أيضا.

https://p.dw.com/p/10I5M
متظاهرون في قطاع غزة يبتهجون برحيل مباركصورة من: Shawki Al-Farra

ما أن تم الإعلان عن تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، حتى خرج، وبطريقة ارتجالية وعفوية آلاف المواطنين وأنصارالفصائل الفلسطينية من كافه أنحاء قطاع غزة، مطلقين أعيرةً وألعاباً نارية في الهواء. جميعهم مبتهجون فرحون بسقوط نظام رفض الاستجابة لكافة النداءات والاستغاثات لفتح معبر رفح الحدودي للسماح بخروج المرضى والجرحى للعلاج.

وقد وصف المتظاهرون الرئيس المخلوع مبارك ونظامه السابق بالمُشارك بقوة مع إسرائيل في حصار قطاع غزة. فالنظام السابق كان يمسك بعدة ملفات تخص الشأن الفلسطيني، كملف المفاوضات مع إسرائيل، وملف المصالحة الوطنية، والتهدئة، وصفقة تبادل الأسرى. واتهم هؤلاء نظام مبارك بتبني سياسة اعتمدت على ازدواجية معايير واضحة في العلاقة بين حركتي فتح وحماس. كما يرتبط قطاع غزة سياسياً وجغرافياً واقتصادياً ووجدانياً بمصر، مما سيكون لنجاح ثورتها انعكاسات على مُجمل الأوضاع فيه.

ومحاكاة لنجاح "ثورة مصر"، ينشط أنصار حركتي" فتح وحماس" في توظيف موقع فيسبوك الاجتماعي في محاولة إسقاط حكم الحركتين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد أسس نشطاء من حركة حماس صفحة على فيسبوك أطلقوا عليها "الثورة الفلسطينية" للمطالبة بإسقاط حكم الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية. وفي المقابل ينشط أعضاء في حركة فتح، عبر مواقع اجتماعية للإطاحة بحكم حماس في غزة. ويلاحظ أن القائمين على تنظيم هذه الحملات هم أشخاص مجهولو الهوية تخوفاً من ملاحقات الأجهزة الأمنية التابعة للحكومتين.

مسيرةٌ سلمية ...قُمعت قبل أن تبدأ

Flash-Galerie Ägypten Mubarak Rücktritt Jubel Gaza
ما أن أعلن عن تنحي مبارك حتى انطلقت المسيرات في قطاع غزةصورة من: picture-alliance/dpa

ومن مكان مجهول المصدر، دعا مجموعةٌ من الشباب على موقع فيسبوك أهالي قطاع غزة إلى "الثورة ضد الظلم، والقمع، وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية". وتضم هذه المجموعة أكثر من 4000 مُشارك، طالبت أبناء القطاع بمسيرات سلمية بعد صلاة الجمعة (11 فبراير/ شباط 2011) في كافة أنحاء القطاع تحت شعار "ثورة الكرامة". ورفع هؤلاء الشباب عدة شعارات كـ "إنهاء الانقسام الداخلي فوراً، ولا للعنف، ولا للأجندات الدولية أو الإقليمية أو الحزبية"، مؤكدين "أن لا تراجع حتى تحقيق الأهداف".

دويتشه فيله انتقلت إلى مسجد "الجامع الكبير"، أكبر المساجد وسط مدينة خان يونس جنوب القطاع لمتابعة المسيرة. وما أن خرج المصلون من المسجد، و"مسجد السُنة" المقابل، وبدأنا (نحن الصحافيين) في التقاط الصور الفوتوغرافية الأولى للمسيرة، حتى انقض علينا عناصر من أمن حماس. وبالرغم من أنني أبرزت بطاقتي الصحفية إلا أنهم انهالوا علي بالضرب مع شتائم مقذعة، متهمين كل الصحفيين بأنهم عملاء للسلطة في رام الله.

ثورة شعب ..بعيدا عن التسييس

Ägypten Mubarak Rücktritt Jubel Gaza
شباب من مختلف الأعمار يحتفلون بسقوط مباركصورة من: picture-alliance/dpa

"انطلقنا من مسجد السنة بخان يونس بأيدٍ فارغة وبقلوب تملؤها الإيمان من أجل قضية عادلة ومشروعة أي أن نحيا حياة كريمة. ومن أجل أن ينعم شبابنا بمستقبل مُبشر بالخير، رفعنا يافطات تنادي بالوحدة و نبذ الانقسام. و قلنا لا للفقر ولا للبطالة، ولا لقمع الحريات، ولا لكمّ الأفواه، ولا لفرض الضرائب الباهظة، ولا للغلاء الفاحش، ولا للمحسوبية، ولا للمحاصصة على أساس الانتماء الحزبي والسياسي. نرفض سلب الأدمغة والمتاجرة بالنفوس والأقلام". بهذه الشهادة افتتح الناشط الشاب رامي مصلح حواره مع دويتشه فيله.

وأضاف مصلح بأن أمن حركة حماس اعتدى عليه بالضرب المُبرح بالرغم من أنه كان يردد مع المتظاهرين "سلمية سلمية، كما قال أشقاؤنا المصريون"، منوهاً إلى أنه لا ينتمي إلى أي حزب أو فصيل سياسي. وبدوره أكد محمد بربخ، وهو أحد الذين شاركوا في المسيرة، لدويتشه فيله، أنهم استلهموا دعوتهم إلى إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني بشكل سلمي من نجاح ثورة مصر.

بينما رأى الخريج الجامعي العاطل عن العمل، منذ خمس سنوات، منتصر (لم يكشف اسم العائلة) أن "أسلوب العنف والعسكر أخذ ينتهي في العالم العربي"، مشيرا إلى تعرضه للضرب في ذات المسيرة. وأكد منتصر أنه "لولا قمع حماس للمسيرة لحظة خروج المصلين لكان صداها أكبر من ذلك"، مشدداً، على أنها "لم تكن مسيّسة ولم نهاجم حماس. ولو تركتها الحركة لقيل إنها تسمح بالحريات".

اتحدوا الآن قبل فوات الأوان

Gaza Reaktionen auf den Sturz von Präsident Mubarak in Ägypten
الجهات الأمنية تصدت للمتظاهرين مستخدمة القوةصورة من: Shawki Al-Farra

وخلال تغطيتنا لهذه المسيرة لاحظنا أن أهل غزة يظهرون شجاعة في إبداء الرأي لم تكن معهودة من قبل، أي قبل نجاح الثورة المصرية. فالشاب علي، الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، اعتبر أن الثورات لم تنته، بل بدأت في تونس وانتقلت بعد ذلك إلى مصر. ونظرا للمكانة التي تحتلها مصر في العالم العربي، وخصوصا في الشرق الأوسط، توجه علي، عبر دويتشه فيله، إلى سلطتي غزة ورام الله قائلا "تواضعوا واتحدوا قبل فوات الأوان. الثورات تطيح بأكبر الرؤؤس".

وبلهجة مشابهة يرى عبد الناصر أن على السلطة في رام الله أن تتحرك لاسترجاع "أموال شعبنا اللي نهبها، وينهبها المسؤولون"، مؤكدا على أن الشباب الفلسطيني مل من "مماطلات المصالحة وتسلط السلطتين". وليس بعيدا عن هذا المكان كان هناك شابان في أحد مقاهي الإنترنت وسط غزة يتبادلان الآراء عبر فيسبوك. وما أن اقتربت منهما حتى قالا إن "الوحدة بينا كشباب غير مُسيَس، بتُسقط أقوى نظام طاغي...وهذا اللي المفروض يتعلموه عندنا من درس مصر".

شوقي الفرا ـ غزة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد