1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيليتشدار أوغلوـ من يكون الرجل الذي يفترض أن يطيح بأردوغان؟

٧ مارس ٢٠٢٣

المعارضة التركية اتفقت أخيرا على مرشحها للمنافسة في الانتخابات المقبلة، إنه كمال كيليتشدار أوغلو، الذي من المفترض أن يطيح بأردوغان، الذي بقي في السلطة لأكثر من 20 عامًا، لكن من هو هذا الرجل؟ وما الذي سيجعل منه خصما قويا؟

https://p.dw.com/p/4OLXa
المرشح للانتخابات الرئاسية التركية كمال كيليتشدارأوغلو
بعد تحالف المعارضة من المفترض أن يكون كيليتشدار أوغلو منافسا قويا لأردوغانصورة من: Dilara SenkayaREUTERS

كانت المعارضة التركية تبحث منذ فترة طويلة عن مرشح قوي مشترك لتحدي الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة. يبدو أنها عثرت عليه أخيرًا، إذ سيخوض رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو، الانتخابات ضد أردوغان في انتخابات 14 مايو. لكن من هو الرجل الذي من المفترض أن يطيح بأردوغان - الرجل الذي كان في السلطة لأكثر من 20 عامًا؟

 

"بيروقراطي العام"

وُلد كمال كيليتشدار أوغلو عام 1948 في قرية بمنطقة تونجلي بشرق الأناضول، والده موظف حكومي. وهو من عائلة علوية. ويمثل العلويون أقلية عرقية دينية في تركيا. وهو الرابع من بين سبعة أطفال والوحيد في الأسرة الذي درس: تخرج من الجامعة في أنقرة بتخصص اقتصاد وتمويل وبدأ حياته المهنية في عام 1971 كمستشار في وزارة المالية التركية. ترقى تدريجيًا في الإدارة التركية وفي عام 1992 أصبح مديرًا لوكالة التأمين الاجتماعي (SSK). في عام 1994، حصل على لقب "بيروقراطي العام" من قبل مجلة مالية. وبقي في منصبه إلى أن تقاعد عام 1999.

ولطالما عُرف كمال كيليتشدار أوغلو بصدقه وموثوقيته - وهي صفات لا تعتبر أمرًا مفروغًا منه في السياسة، وخاصة في تركيا. بصفته بيروقراطيًا، حارب الفساد. وبفضل سنوات عمله العديدة في تخصص التأمين، يُقال إنه اكتسب القدرة على العثور على إبرة في كومة قش: "في غرفة مليئة بالملفات الحكومية، يمكن أن يجد جميع المخالفات والفساد في لمح البصر"، بحسب ما وصفه عضو في حزب الشعب الجمهوري لـ DW، وتابع الامتياز بالصدق والصراحة ليست مجرد فضيلة، إنها مسألة ضرورية".

سياسي ضد الفساد

صنع كمال كيليتشدار أوغلو لنفسه اسما لدى الرأي العام باعتباره رمزا لمكافحة الفساد. بدأ حياته السياسية عندما أعد تقريرًا عن الفساد بناءً على طلب حزب الشعب الجمهوري. وقد لقي التقرير استحساناً من قبل زعيم الحزب آنذاك دنيز بايكال ودفع كيليتشدار أوغلو إلى الانخراط في السياسة. جاء دخوله الأول إلى البرلمان التركي بعد انتخابات عام 2002، العام الذي تولى فيه الرئيس الحالي أردوغان السلطة.

في عام 2007 أصبح نائب زعيم مجموعة حزب الشعب الجمهوري. زاد شهرته الإعلامية بشكل كبير عندما نشر عدة أدلة عن الفساد في البلاد. كما ساهمت الحرب الكلامية مع العديد من النواب من صفوف حزب أردوغان الإسلامي المحافظ، حزب العدالة والتنمية، في شهرته. في عام 2009 ترشح لمنصب عمدة إسطنبول وخسر أمام مرشح حزب العدالة والتنمية.

الصعود إلى قيادة حزب الشعب الجمهوري

عندما أطاحت فضيحة جنسية بزعيم حزب الشعب الجمهوري منذ فترة طويلة دنيز بايكال من منصبه في عام 2010 ، ترشح كيليتشدار أوغلو لقيادة الحزب. في مؤتمر الحزب حصل على 1189 صوتا. على الرغم من أن الغالبية العظمى من أنصار حزب الشعب الجمهوري أيدوا ترشيحه في ذلك الوقت، إلا أن شعبيته تضاءلت منذ ذلك الحين. اليوم، أصبحت القاعدة الحزبية أكثر انقسامًا عندما يتعلق الأمر بـ كيليتشدار أوغلو.

اكتسب شهرة دولية عندما سار من أنقرة إلى اسطنبول في عام 2017. سافر هو وأنصاره حوالي 420 كيلومترًا كجزء من مظاهرة "مسيرة العدالة"، التي أرادت لفت الانتباه إلى القمع المتزايد من قبل حكومة  حزب العدالة والتنمية. كان سبب المسيرة التي استمرت 25 يومًا هو الحكم بالسجن على الصحفي من حزب الشعب الجمهوري إنيس بربروغلو.

محاولات اغتيال واعتداءات جسدية

يُعرف كيليتشدار أوغلو ، الذي يمكن أن يصبح ا لرئيس الثالث عشر للجمهورية ، بهدوئه. تشمل ألقابه العامة "غاندي-كمال" بسبب تشابهه الملحوظ في المظهر والأسلوب مع المهاتما غاندي.

قال ذات مرة في مقابلة إنه "لا يغضب أبدًا". أكدت زوجته سيلفي هذا بالكلمات التالية: "إنه لطيف وهادئ للغاية. هادئ جدًا. لا يرفع كمال صوته أبدًا، ولا يصرخ أبدًا. لا يمكنك حتى أن تتجادل بلطف مع الرجل. حقيقة أنه رجل هادئ جدًا". وتقول سيلفي كيليتشدار أوغلو: "يجعلني أحيانًا أصاب بالجنون".

من جهته يقول بولنت كوسوغلو عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري ونائب رئيس مجلس الإدارة بولنت كوسوغلو، الذي يعرف كيليتشدار أوغلو منذ سنوات، لـ:DW  "يبدو العمل معه سهلاً - لكنه صعب أيضا. فهو صبور للغاية، وحازم، ويهتم بالتفاصيل، ويعمل بجد".

كما يُعتبر السياسي كمال كيليتشدار أوغلو الأكثر تعرضًا للاعتداء الجسدي أو الاغتيال في تاريخ تركيا السياسي. ويشمل ذلك محاولة الإعدام خارج نطاق القانون في أنقرة عام 2019. في مقابلة مع DW، وصف سياسي من حزب الشعب الجمهوري كيف ظهر كيليتشدار أوغلو بعد الهجوم: "انتظرنا أمام بابه. لقد خرج. كان لديه كدمات على وجهه. لم يكن يبدو غير سعيد على الإطلاق. لقد دعانا إلى مكتبه وطلب الشاي لنا. قال لا داعي للمبالغة. كنا أكثر عاطفية وغضبًا مما كان عليه، لكنه كان هادئًا للغاية. كما لو أننا نجونا من الإعدام خارج نطاق القانون ولم يفعل ".

نجا كمال كيليتشدار أوغلو حتى الآن من هجوم مسلح شنه حزب العمال الكردستاني PKK، ومن هجوم في البرلمان ومحاولة هجوم أخرى بالقنابل من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال مسيرة العدالة التي سارها.

 رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو و نظيره في أنقرة منصور يافاس مع كيليتشدار أوغلو
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو و نظيره في أنقرة منصور يافاس مع كيليتشدار أوغلوصورة من: Evrim Aydin/AA/picture alliance

المرشح الأفضل؟

على الرغم من الصورة الإيجابية، فقد اتُهم كيليتشدار أوغلو علنًا لسنوات بأنه لا يملك كاريزما بما يكفي لتقديم بديل ملموس لأردوغانسبق الاتفاق على ترشيحه حدوث انقسام في ائتلاف المعارضة، الذي يتكون من ستة أحزاب. يعمل حزب الشعب الجمهوري وخمسة أحزاب معارضة أخرى معًا منذ أكثر من عام لزيادة فرصهم في الفوز على أردوغان. اجتمعت هذه الأطراف عدة مرات في ما يسمى بتحالف الأحزاب الستة.

ومع ذلك، أصبح هذا التحالف السداسي تقريبًا "خماسيا": فقد هدد ثاني أكبر حزب، حزب "إيي" ذو التوجه القومي ، بمغادرة التحالف بعد أن أصبح واضحًا أن كيليتشدار أوغلو قد انتصر. دأبت رئيسة هذا  الحزب ميرال أكسينر على شن حملة ضد ترشيح كيليتشدار أوغلو منذ شهور. في الماضي، قالت إن من "يمكن أن ينتصر على أردوغان" يجب أن يفرض نفسه. وترى أكسينر أن كيليتشدار أوغلو لا يناسب هذا الوصف وأنه على عكس رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ونظيره في أنقرة منصور يافاس، لم يفز كيليتشدار أوغلو في أية انتخابات.

بعد العديد من المفاوضات وراء الكواليس، يبدو أن الأزمة في المعارضة قد تم حلها في الوقت الحالي: عادت أكسينر الآن إلى الطاولة وتدعم ترشيح كيليتشدار أوغلو، حيث سيتم تعيين إمام أوغلو ويافاس "نائبين للرئيس" في المستقبل حال فوز مرشح المعارضة بالرئاسة. فقد فاز كلاهما بمناصب رئيس بلدية أكبر مدينتين في تركيا في عام 2019 ويتمتعان بدعم كبير في المجتمع. خطة المعارضة هي تعزيز ترشيح كيليتشدار أوغلو. ومن المقرر أيضا تعيين الزعماء الخمسة الآخرين للأحزاب الستة "نوابا للرئيس". وفقا للدستور التركي، يجوز للرئيس تعيين عدد لا حصر له من النواب. ما إذا كان هذا الاتفاق كافيا لتحقيق نصر في الانتخابات الرئاسية المقبلة، سوف يتضح ذلك في الأسابيع القليلة. القادمة

بوراك أونفرين/ ع.أ.ج

أردوغان يتمسك بموعد الانتخابات رغم الكارثة. مغامرة سياسية؟