1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كوفيد 19: وقف العلاج بمادة كلوروكين بسبب وفيات في البرازيل

١٨ أبريل ٢٠٢٠

علاج بجرعة كبيرة لمرضى كوفيد 19 بدواء الملاريا يمكن أن يتسبب في اضطرابات كبيرة في دقات القلب. فبعد وفاة أحد عشر مريضاً تم الآن وقف التجارب في البرازيل.

https://p.dw.com/p/3b1OB
دواء نيفاغوين لمعالجة الملاريا في الصيدليات الفرنسية
في غالبية البلدان العالم تحد قوانين صارمة من تنفيذ لدراسات السريرية للتقليص من المخاطر المحدقة بالمشاركين في الدراسة. . صورة من: AFP/G. Julien

بموازاة تطوير لقاح يتحقق الأطباء عالميا من نجاعة أدوية متوفرة ضد سارس كوف 2. وقلق كبير أثاره في الأسابيع الماضية الدواء المعروف ضد الملاريا Resochin. فمادة كلوروكين والمادة المشتقة هيدروكسيكلوروكين يتم استخدامهما منذ عقود في الوقاية ومعالجة الملاريا.

وأثناء دراسات في المختبر ودراسات سريرية من الصين وفرنسا ـ بأعداد حالات قليلة ـ يبدو أن مادة كلوروكين برهنت عن كبح في توسع فيروس كورونا المستجد. وبالتالي يمكن استخدام المادة ضد الفيروسات.

ورغم بعض الشكوك بشأن تنفيذ ونجاعة الدراسات إضافة إلى الآثار الجانبية الممكنة اتبعت في كثير من المواقع تجارب سريرية بالمادة القديمة.

فيروس كورونا تحت المجهر الالكتروني
فيروس كورونا تحت المجهر الالكتروني صورة من: picture-alliance/dpa/AP/NIAID-RML

مسار مميت للدراسة في البرازيل

ما هي المخاطر المرتبطة بالعلاج بجرعة مرتفعة لمرضى كوفيد 19 مع الكلوروكين لاسيما في مزج مع المضاد الحيوي Azithromycin أو أدوية أخرى تكشفها الفترة الثانية الصغيرة من الدراسة في البرازيل التي توفي خلالها مرضى بسبب اضطرابات في القلب أو أضرار في عضلات القلب.

وقد شارك في الدراسة التي مولتها الدولة البرازيلية ونُشرت نتائجها المؤقتة على الموقع العلمي MedRxiv  واحد وثمانون من المرضى الراقدين في المستشفى. وفي الحقيقة كان من المتوقع أن يشارك في الفترة الثانية من الدراسة 440 مريضاً. والفريق حول ماركوس لاسيردا من المعهد الاستوائي في ماناوس في ولاية أمازونا البرازيلية قدم لنحو نصف مجموع المرضى المعالجين طوال خمسة أيام مرتين في اليوم الواحد جرعة من 450 ميلغراما من كلوروكين. والمرضى الآخرون حصلوا طوال عشرة أيام على جرعة من أكثر من 600 ميلغرام.

جرعة مرتفعة جدا؟ 

و يجري عادة تقديم أدوية الملاريا فقط في جرعة منخفضة وطوال أيام قليلة. وفي البرازيل تجاوزت الجرعة اقتراحات السلطات الصينية ومراكز صحية أمريكية. وأوصت المؤسسة الصحية في محافظة غواندونغ الصينية للعلاج بإعطاء جرعة من 500 ميلغرام مرتين في اليوم الواحد طوال عشرة أيام. وفي البرازيل لاحظ الأطباء في غضون يومين أو ثلاثة لدى المرضى بالجرعة المرتفعة اضطرابات في دقات القلب. وفي اليوم التجريبي السادس توفي أحد عشر مريضاً، وتم إلغاء الفترة الثانية من الدراسة فوراً.

هل تم تجاهل تحذيرات؟

ومنذ الأسبوع الماضي حذر أطباء في كندا من مخاطر استخدام الكلوروكين لفترة مطولة ـ لاسيما في مزيج مع المضاد الحيوي Azithromycin. فهذا المزيج قد يتسسب في آثار جانبية قوية مثل اضطرابات في دقات القلب. وقد تؤدي جرعة فائقة إلى الغيبوبة وتوقف القلب.

مزيج أدوية خطير

العديد من مرضى كوفيد 19 يكونون في الغالب أكبر سناً مقارنة بمرضى الملاريا ويعانون في الغالب من أمراض سابقة. ولدى هذه المجموعة المعرضة للخطر يمكن أن يؤدي علاج بجرعة مرتفعة بالكلوروكين إلى إلحاق الضرر بعضلة القلب وإلى اضطرابات قوية في دقات القلب. ولا يُعرف إلى حد الآن مساهمة كلوروكين في حدوث تلك الوفيات، لأن جميع المرضى تم معالجتهم أيضا بالمضاد الحيوي Azithromycin. كما أن بعض المرضى تناولوا أيضا Oseltamivir الذي له مفعول سلبي على دقات القلب.

دواء بلاكينيل ضد فيروس كورونا في صيدلية بفرنسا
دواء بلاكينيل ضد فيروس كورونا في صيدلية بفرنساصورة من: picture-alliance/dpa/N. Creach

بشر كأرانب تجارب؟

مبدئيا يمكن القول بأن المادتين كلوروكين وهيدروكسيكلوروكين قابلتان للتحمل. ودواء Resochin الذي تنتجه شركة الصيدلة والكيمياء الألمانية باير يُستخدم بنجاح منذ الثلاثينات كدواء ضد الملاريا. لكن المخاطر والآثار الجانبية معروفة منذ مدة. فعند تقديم جرعة مرتفعة أو استخدام خاطئ أو عند مجموعات أشخاص معينة يمكن أن تتسبب هذه الأدوية الناجحة في أضرار كبيرة. والتحقيقات من شأنها أن تبين الآن ما إذا تصرف الأطباء في الدراسات السريرية في البرازيل بإهمال في تحديد كمية الجرعة أو تجاهلوا تحذيرات. والتطور المميت للفترة الثانية من الدراسة في البرازيل يتزامن مع نقاش متلفز اعتُبر عنصريا بين طبيبين فرنسيين يريدان تحويل افريقيا إلى مختبر واسع لتجارب لقاح كورونا. وكسبب لذلك ذكرا الموارد الناقصة في القارة والحماية المفقودة في ذلك من الفيروس.

التجارب السريرية تبقى ضرورية

وفي البحث عن لقاح أو دواء ـ حتى ضد فيروس كورونا المستجد ـ تبقى التجارب السريرية ضرورية. فقط من خلال التعاون بين المنتجين والمستشفيات والمؤسسات الطبية يمكن تبيان هل دواء معين يأتي فعلا بالمفعول العلاجي المرغوب فيه وهل هو آمن أو تظهر آثار جانبية على المريض بسببه وهل الفائدة منه تفوق المخاطر. وفي غالبية البلدان توجد قوانين صارمة لتنفيذ الدراسات السريرية للتقليص من المخاطر المحدقة بالمشاركين في الدراسة. وموافقة المجرب عليه للمشاركة تحصل في غالبية البلدان كتابياً. والطبيب المعالج ملزم بتنبيه المشارك في التجربة بجميع الفوائد المحتملة والمخاطر ـ لكن لا يمكن استبعاد مخاطر وآثار جانبية غير محسوبة.

ألكسندر فرويند/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد