1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لاجئون يعيدون الحياة لأراض زراعية في معقل اليمين الإيطالي

٤ أغسطس ٢٠١٨

في معقل حزب ليغا اليميني المناهض للمهاجرين في ايطاليا، أنشأ مزارع مع عدد من اللاجئين مزرعة عضوية. ورغم الاندماج الجيد، يبقى مصير اللاجئين رهين السياسة. التقرير التالي من بلدة أوليجيو شمال إيطاليا، يلقي الضوء على المشكلة.

https://p.dw.com/p/32WEb
Flüchtlinge in Italien betreiben eigenen Bauernhof
صورة من: DW/Ylenia Gostoli

يتوجه ديمبو سيسيه للعمل في الحقل كل صباح. يصعد الشاب، البالغ من العمر 21 عاماً والمنحدر من غينيا، داخل سيارة عائلية قديمة مع اثنين آخرين. وينتقل من أوليجيو، وهي بلدة صغيرة في منطقة بييمونتى بشمال غرب إيطاليا، إلى حقل في المنطقة المجاورة. لكن ديمبو وزملاءه لا يعملون كعمالة موسمية رخيصة في المزارع الكبيرة، وإنما ضمن مشروع أسسه أحد المزارعين المتقاعدين.

يجلس الشاب ديمبو في سيارة رافاييلي داكونتو، المعروف باسم ليلو، وهو كان أول مزارع مختص في الزراعة العضوية في المنطقة، لكنه تقاعد وبعدها عاد مجدداً إلى العمل كمزارع، وأسس مع ديمبو وأربعة رجال آخرين من مالي والسنغال ونيجيريا شركة، تقوم بإنتاج المنتجات العضوية وبيعها في السوق المحلية.

بينما يقوم بانتزاع طفيليات البطاطا يقول ديمبو:"لم يعتنِ أحد بهذه الأرض طوال الأربعين سنة الماضية"، ويضيف: "عندما بدأنا العمل بالأرض، كانت مليئة بالصخور وكانت أرضا صعبة للغاية ولا تساعد على الزراعة بها". قبل ثلاثة أشهر بدأت المجموعة بإعادة استخدام جزء من الأرض المهجورة. المالك الأصلي للقطعة الأرضية لم يكن لديه اعتراضات. ويقوم ديمبو وزملاؤه بزراعة البطاطس والقرع وأنواع أخرى من الخضروات. كما تم توقيع اتفاق مع مركز الاستقبال المحلي للمهاجرين لتطوير حديقة الخضروات الخاصة بهم. وبلغة إيطالية متقنة يقول ديمبو "هنا يمكننا أن نكون رؤساء أنفسنا". وصل ديمبو إلى إيطاليا قبل 18 شهراً، وانتظر فترة طويلة حتى حصوله على موعد من أجل إجراء مقابلة طلب اللجوء. اليوم هناك جواب على طلب لجوئه.

Flüchtlinge in Italien betreiben eigenen Bauernhof
اللاجئ الإفريقي، ديمبو سيسيه (يسار الصورة) رفقة المزارع الإيطالي ليلو وزميل آخر في الحقل الزراعي، قرب بلدة أوليجيو بشمال إيطالياصورة من: DW/Ylenia Gostoli

فترة انتظار طويلة

يمكن لفترة الانتظار أن تستغرق وقتاً طويلاً. في دول الاتحاد الأوروبي انتظر أكثر من نصف طالبي اللجوء لأكثر من ستة أشهر لأخذ قرار بشأن طلبات لجوئهم نهاية أيار/ مايو. ويعيش في إيطاليا أشخاص في مراكز استقبال خاصة تمولها الدولة لأكثر من عامين. يجد المحظوظون بينهم عملاً بأجور زهيدة في السوق السوداء. وبهذا يحصلون عادة على زيادة بـ2.50 يورو في اليوم أكثر من الذي تمنحه لهم الحكومة الإيطالية. وعلى سبيل المقارنة ، تتلقى مراكز الاستقبال ما يصل إلى 35 يورو في اليوم لكل طالب لجوء. هذه الأموال تكون مخصصة للاستقبال وبرامج الاندماج، بما في ذلك دروس تعليم اللغة. بعض مراكز الاستقبال تقدم هذه الخدمات، لكن النظام يتسم بالفوضى والانتهاكات، حتى من قبل المافيا.

حظ اللاجئ ديمبو كان أفضل، إذ شارك في دورة البستنة والزراعة. وهناك التقى بالمزارع المتخصص في الزراعة العضوية، ليلو، الذي كان معلمه. لكن تلك الصورة النمطية عن المهاجرين غيرها ديمبو وعن هذه التجربة يقول: "ليس أنا من يحدد ما إن كنت أريد الاستمرار في هذا العمل، هذا يعتمد على المكان الذي سيُسمح لي بالعيش فيه في المستقبل ولا أعلم ما سيحدث غداً".

رفض العديد من طلبات اللجوء

ديمبو يعرف الأرقام، فقد غرق موخراً 77 في المئة من القادمين عبر طريق المهاجرين الرئيسي بالبحر المتوسط. وبناء على ذلك انخفض عدد طلبات اللجوء في إيطاليا بنسبة 50 في المائة في الربع الأول من عام 2018 مقارنة بالعام السابق. مع ذلك يتم في المتوسط  رفض 60 في المئة من طلبات اللجوء. وتقدم إيطاليا بالأحرى "الحماية الإنسانية" على شكل تصريح إقامة لمدة عامين وذلك من أجل مساعدة أولئك الذين لا يحصلون على اللجوء.

وكتب وزير الداخلية الإيطالي اليميني المتطرف ماتيو سالفيني مؤخراً رسالة إلى لجان اللجوء المحلية وطلب فيها التدقيق في طلبات اللجوء والحد من عدد تصاريح "الحماية الإنسانية" الصادرة. وتخشى جمعيات حقوق الإنسان من قرارات غير عادلة بشأن طلبات اللجوء.

Russland - Italienischer Innenminister Salvini in Moskau
وزير الداخلية الإيطالي اليميني المتطرف ماتيو سالفينيصورة من: picture alliance/dpa/V. Gerdo

حصل حزب "ليغا"، الذي ينتمي إليه سالفيني، خلال الانتخابات البرلمانية في آذار/ مارس في أوليجيو على ما يقرب من 30 في المئة من الأصوات، وهي نسبة أكثر من أي حزب آخر. و تزداد مؤخراً شعبية الحزب اليميني في جميع أنحاء البلاد. المزاج العام متوتر بسبب إشاعات عديدة، من بينها إشاعة أن طالبي اللجوء يحصلون على 35 يورو يومياً من الدولة. لذلك غالباً ما ينظر للمهاجرون في كثير من الأحيان بكثير من الريبة.

ديمبو سيسيه يشعر بذلك أيضاً، ويقول "عندما تتحدث إلى شخص ما في الشارع وتسأله عن شيء، أحياناً يديرون ظهورهم لك". ربما يعتقد الناس أنك تريد طلب المال منهم، لكن ليس هذا ما يبحث عنه ديمبو. فالعمل في المزرعة يسير بشكل جيد. وبدأوا خلال الأسابيع القليلة الماضية ببيع منتجاتهم مباشرة إلى المستهلكين.

بالنسبة للمزارع العضوي، ليلو، الذي جاء إلى المنطقة منذ 30 عامًا كمهاجر، فإن هذا المشروع يمثل فرصة كبيرة لنقل معرفته وشغفه، ويقول "اللقاء مع الشبان (المهاجرين) جعلني أدرك قيمة أشياء معينة لا أستطيع أن أفعلها مع أولادي". ويقول لزملائه الجدد: "لكنني متفائل وأقول لهم: ليس لدينا ما نخسره".

إلينيا غوستولي/ إ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد